رقية سليمان الهويريني
يشكل ازدحام المدن الكبيرة همّا يومياً لكل من ينوي الخروج من بيته موظفًا كان أو مراجعًا لمستشفى أو كان متسوقًا أو زائرًا أو حتى متنزهًا!
وفي الآونة الأخيرة أصبح من الحكمة قضاء مصالحك من بيتك عبر مكالمة هاتفية أو من خلال التطبيقات سواء بالتسوق، أو الرغبة بتناول وجبة غذائية يمكن توصيلها إلى منزلك! فعدًا عن الازدحام المرير، والتوتر المصاحب لها؛ يأتي التلوث البيئي بسبب عوادم السيارات حائلاً دون استمتاعك أو قضاء حوائجك!
ومن يقرر الخروج من منزله في مدينة كالرياض، عليه مجابهة أرتال السيارات وتحمل السائقين المتهورين، ومشاهدة حوادث تصادم سيارات أو انقلاب مركبات عند إحدى الإشارات أو المنعطفات، بسبب التهور وسوء تخطيط الطرق بمداخلها ومخارجها!
وتبقى ثقافة قيادة السيارة معضلة أمام كم هائل من البشر لا يحسنون التعامل معها برغم ندرة وجود المشاة! فضلاً عن السيارات المتهالكة التي تتعطل وتقف في وسط الطريق مضيفة ازدحامًا لا يطاق، إضافة إلى سيارات الأجرة الجوالة لاصطياد الركاب! ومن يسير ببطء مميت في طريق سريع فيعيق سير المرور!
لقد فرض الازدحام المروري إيقاعه على حياتنا اليومية وأصبح يشكل تغيرًا في سلوكنا الاجتماعي فجعل بعضنا يفضل قضاء عطلة نهاية الأسبوع في البيوت على الخروج في رحلات وزيارة الأصدقاء أو التنزه في الحدائق. وهذا الازدحام المروري اليومي يشعر المرء بالضغط والتوتر ويسبب تقلب المزاج والتأثير السلبي على الصحة العامة وضعف الإنتاجية.
وبلادنا ليست بدعاً بكثرة أعداد السيارات، فغيرها كثير تضاهينا وتزيد ولكنها تمتلك إستراتيجية لاتساع المدن وإيجاد الحلول المتزامنة مع المشكلة.
ولعله آن الأوان لوقف سيارات الأجرة من التجوال والاكتفاء بطلبها عبر التطبيقات، ومنع بعض العمالة من تملك سيارات أو قيادتها لتقليل الزحام وفك الاختناقات المرورية.
ونرجو أن يكون لهندسة المرور في طرق وشوارع الرياض دوراً فعالاً ينتشلها من وضعها الحالي لوضع أقل مأساوية وأشمل أمناً وتكون بالفعل درة المدن العالمية.