متابعة - عبدالله الهاجري:
بحضور رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، وعائلة طلال مداح، وتوافد إعلامي عربي واسع من المحيط إلى الخليج، عاد جمهور قيثارة الشرق الذي كان آخر من ودعه قبل 22 عاماً، للتصفيق مجددا لأنغامه وألحانه التي تغنى بها أكثر من 43 فناناً وفنانة في حفل «ليلة صوت الأرض» الذي نقل على أكثر من 40 محطة تلفزيونية محلية ودولية، و7 منصات رقمية للمشاهدة.
واصطف 43 فناناً وفنانة من السعودية والخليج ونجوم الصف الأول من الأغنية العربية مساء الأربعاء في «حفل الفرح» من قلب العاصمة الرياض وتحديداً من مسرح فنان العرب محمد عبده في منطقة البوليفارد سيتي لتكريم صوت الأرض الفنان الراحل طلال مداح – رحمه الله-.
وجاء حشد هذه الكوكبة من الفنانين لتكريم رمز من رموز الأغنية السعودية والعربية بعد تغريدة نشرها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، والذي أعلن فيها عن ليلة خاصة للراحل، ليتسابق الفنانون العرب والمبادرة للمشاركة في واحدة من ليالي الفرح التكريمية الفاخرة لصوت الأرض والأول من نوعها منذ رحيله على مسرح المفتاحة في أبها، واستطاعت الرياض جمع هؤلاء الفنانين في ليلة من الصعب حدوثها وتكرارها نظراً لضخامة عدد المشاركين.
ولم يقتصر هذا الحدث على الكم الكبير من المشاركين، بل أيضاً على النقل المباشر لهذه الحفلة حيث تم نقلها مباشرة على أكثر من 40 محطة تلفزيونية محلية ودولية، و7 منصات رقمية للمشاهدة.
وشهدت اللحظات الأولى من حفل تكريم طلال مداح حضور زميله في ردهات إذاعة جدة الإعلامي الكبير حسين نجار الذي استبق الحفل باستعراض مقتطفات من مسيرة الراحل، مثمناً المبادرة التي سجلت نجاحا استثنائيا، مؤكداً أن الوفاء سمة الشرفاء، وأن الراحل أيقونة سعودية وخليجية وعربية يسبقها محبوها في كل مكان، كما شارك في التكريم الإعلامي والمعلق الرياضي السعودي علي داود، والإعلامي الكويتي يوسف الجاسم، والإعلامية المصرية نشوى الرويني التي أوفت بالوعد الذي قطعته لطلال بأن تقدم حفلاً من حفلاته.
ولأن طلال مداح ثروة وطنية لا ينحصر تكريمها في مجال واحد شارك في الاحتفاء به نجوم المنتخب السعودي في أول إنجاز له ببطولة آسيا عام 1984، عبدالله الدعيع، وصالح النعيمة، وماجد عبدالله وأحمد جميل.
وكان لعائلة طلال مداح نصيب من التكريم الخاص به في ليلته، حيث كرم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ عائلة الراحل على مسرح محمد عبده أرينا في العاصمة الرياض أمام حضور كبير من الأمراء والشعراء والموسيقيين والإعلاميين السعوديين والخليجيين والعرب.
وامتد التكريم للفنان طلال مداح وعائلته في «ليلة صوت الأرض»، حيث تم تكريمه أيضا من قبل السفير المصري بالمملكة الأستاذ أحمد فاروق، كما تم إطلاق اسم «صوت الأرض» على استوديو SSL، أحد استوديوهات مرواس تكريما لقيثارة الشرق وعائلته.
وبمناسبة تكريم الراحل وعائلته ألقى معالي المستشار تركي آل الشيخ كلمة قال فيها: «اليوم نتشرف بتكريم فنان قائد للأغنية السعودية وسعيدون بهذا الإقبال وهذا التنظيم»، مخاطبا عائلة الراحل: «إن شاء الله تصير ليلة من ألف ليلة وتصير في التاريخ أنتم أبناء فنان عظيم، من حقكم ترفعون راسكم في بلدكم، اليوم في تكريم ابوكم».
وعن استضافة العاصمة الرياض لليلة التكريمية للراحل طلال مداح أوضح معالي المستشار أن «الرياض عاصمة لكل شيء»، مبينا العدد الحقيقي للفنانين الراغبين بالمشاركة في التكريم بقوله: «الرقم تجاوز قرابة المئة لو استجبنا للكل»، وبس يعذرونا الناس، عشان ما نظلم الحفل، وما يصير بشكل ما يلاقي تطلعاتكم، اليوم ليلة نثبت فيها ريادة الفن السعودي في أشياء كثير».
ووصف آل الشيخ الحفل بأنه «يدل على مكانة الفن السعودي في المملكة العربية السعودية، يكفي ان اسم المسرح باسم فنان العرب محمد عبده، ويتكرم فيه رفيق دربه طلال مداح، هذه رسالة للجميع، وشكرا محمد بن سلمان اللي عطانا هذه الإمكانيات والدعم».
وتأتي ليلة صوت الأرض لتكريم فنان أسهم في تأسيس الأغنية السعودية الحديثة وتطويرها، ومنحها مكانتها المتميزة على خارطة الغناء العربي، من خلال إبداع وعطاء امتد لأكثر من نصف قرن من الزمان، بمشاركة عدد قياسي من الفنانين، مما يؤكد أن المملكة العربية السعودية أصبحت عاصمة للفن العربي، ومركزًا للثقافة العربية.
ويجسد تكريم الفنان طلال مداح الذي قدم كثيرًا للأغنية العربية؛ وفاء المملكة لفنانيها الرواد وتقديرها العميق للفن والفنانين، في حياتهم وبعد رحيلهم، ويمثل التفاعل الكبير من كل الأقطار العربية مع التغريدة التي نشرها معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، والتجاوب الواسع؛ لقيمة المطرب طلال مداح الفنية وقامته الإبداعية بين فناني الأمة العربية.
ويمثل قيام مجموعة من القنوات المحلية والدولية بنقل الحفل على الهواء مباشرة؛ دلالةً واضحة على القيمة العالية لهذا الحفل، والمكانة النفيسة التي يمثلها قيثارة الشرق الفنان طلال مداح، والثقة الكبيرة التي اكتسبتها الفعاليات الفنية والترفيهية التي تقيمها المملكة.
وجاء تكريم طلال مداح تثميناً لتميزه في لحنه وغنائه وحضوره البارز، إضافة إلى تجاربه التي خاضها مع مغنين عرب وسعوديين أبرزهم عبادي الجوهر، وعبدالكريم عبدالقادر، وعتاب، وفايزة أحمد، وسميرة توفيق، وذكرى، وسميرة سعيد، ونجاح سلام، وغيرهم، إضافة إلى الأعمال التي جمعته بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي.
ويعد طلال مداح أحد أكثر الفنانين العرب تنقلا بين البلدان، حيث شملت رحلته الفنية عدة محطات عربية وعالمية اشترك خلالها مع نجوم اللحن والفن والشعر، مما ساعد في وصول صوته لأشهر المسارح العربية، أسوة بنجوم الغناء العربي من أمثال عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وفريد الأطرش؛ لتحظى أعماله بشهرة كبيرة، ويصل بصوته والأغنية السعودية لأنحاء الوطن العربي.
ولشهرة طلال مداح وانتشار فنه في بلدان متعددة اكتسب خلال مسيرته الفنية الكبيرة عددا من الألقاب التي تدل على مكانته في الساحة الفنية السعودية والخليجية والعربية، إذ يلقب «صوت الأرض»، وقيثارة الشرق، والحنجرة الذهبية، وفارس الأغنية السعودية، إضافة إلى لقب «زرياب» الذي أطلقه عليه الفنان محمد عبدالوهاب.
وأمتع الحفل الذي يعد واحداً من أكبر الكرنفالات الفنية العربية الجمهور بوصلات غنائية وطربية من أبرزها «قولوا للغالي» التي تأثرت بها عائلة الراحل، ورائعة «زمان الصمت» التي أخرجت طلال سلامة عن صمته، و»ماذا أقول» التي عاد فيها عود طلال للعزف بعد توقف 22 عاماً حداداً على رحيل صاحبه.
واشتعل جمهور «ليلة صوت الأرض» فرحا بأغنية «يا موقد النار» التي شدا بها عبادي الجوهر، رفيق درب الراحل الذي شاطره رحلة الفن والصّبا، فضلا عن اليُتم الذي كان قاسما مشتركا بينهما عندما فقد الأول والده والثاني والدته.
وتقدم الحضور الفني الكبير في «ليلة صوت الأرض» كل من فنان العرب محمد عبده، وفهد الكبيسي، وعبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، وفؤاد عبد الواحد، وعلي شاكر، ووليد توفيق، ومطرف المطرف، إضافة إلى أنغام، وطلال سلامة، وراشد الفارس، وعلي عبد الكريم، وعبدالله رشاد، وصابر الرباعي، ونجوى كرم.
كما شارك في الحفل عبدالله الرويشد، وماجد المهندس، وعبد الوهاب الدكالي، وسميرة سعيد، وخالد عبدالرحمن، وأحمد فتح، وأصيل أبو بكر، وعلي بن محمد، وأصالة، إضافة إلى نبيل شعيل، ونوال، وأحلام، وراشد الماجد، ورابح صقر، وعمرو عبد اللات، ووليد الشامي، وعايض، وعبود خواجة.
وصدح في الحفل التكريمي للراحل طلال مداح: جابر الكاسر، ومساعد البلوشي، وعبد الرحمن الحسن، والفنانة وعد، وداليا، وأصيل هميم، وبلقيس، وأميمة طالب، إضافة إلى أسماء المنور، وزينة عماد. واختتم الحفل بأغنية «قلبي تولع بالرياض» التي تشاركها فنان العرب محمد عبده حضوريا، مع الراحل طلال مداح عبر تقنية الهولوغرام.