محمد بن عبدالله آل شملان
وطننا اليوم ليس كالأمس، في كل قطاعاته وإنجازاته، ووطننا في المستقبل القريب لن يكون كما اليوم، فهو بحكمة ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -، وإصرارهم يأتي موضع التنفيذ الذي يأتي بشكل سريع على شكل تحولات وتطورات شاملة في جميع القطاعات، وعينهم على نهضة تاريخية جديدة على مسار رؤية الوطن الطموحة 2030 تنقله إلى المراكز الأولى عالمياً، ليكون الأفضل في كل شيء.
قد يكون احتفال مؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» في الربع الرابع من هذا العام بذكرى مرور 10 سنوات على تأسيسها، الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، شاهداً ناصعاً على مدى الفخر بالمنجزات والتغني بها، التي صنعت الأثر البارز لتنمية الشباب في المملكة.
زخم كبير نحو مجتمع شبابي متكامل
الزخم الكبير الذي قطعته مؤسسة «مسك»، في خطواتها التطويرية لتأسيس مجتمع شبابي متكامل، يكشف عن جدية كاملة في تنفيذ رؤية المملكة الطموحة 2030، لترسيخ بيئة تنافسية عالمياً لاحتضان الشباب وتعظيم أثرهم القيادي والاقتصادي، وهو توجّه ينسجم تماماً مع رؤية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الهادفة إلى خلق تأثير واسع التنوع، قائم على التعلم، يرتكز على المواهب والمبدعين من الشباب من أجل مستقبل أفضل في المملكة.
تنمية الشباب السعودي في المملكة لتحقيق هذه الغايات تمضي وفق إستراتيجيات واضحة ومدروسة، مما أسهم حتى الآن بمنجزات نوعية على أرضية الواقع، مستفيدة من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية، التي توفرها مؤسسة «مسك» لدعم الإبداع وترسيخ مهارات القيادة ومفهوم الرعاية ورفع لبنات التعلم وصروح المعرفة وإذكاء جذوة المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، ضمن مختلف المجالات التقنية والعلوم والثقافة والتعليم وريادة الأعمال، والذي أكد الدكتور بدر بن حمود البدر الرئيس التنفيذي للمؤسسة، بعد تكليفه، «أن المؤسسة منذ تأسيسها في عام 2011م وحتى الآن استطاعت أن تبلغ مستوى غير مسبوق في مجالها من حيث الإنجازات والاستحقاقات».
اللافت في «إستراتيجية مؤسسة مسك»، وفي جدول أعمالها وبرامجها بالذات، أن المؤسسة تعمل بكل طاقتها، وباستغلال جميع مؤثراتها وعوامل قوتها لإحداث فارق كبير في ملف الشباب وفق أفضل المعايير العالمية وبرؤية شاملة تراعي مختلف الجوانب والمتطلبات للوصول إلى كيان متين مزدهر تبنيه كوادر وطنية مؤهلة بخبرات عالية.
أيقونة تميز مسك وأمير إبداعاتها
مكارم عديدة ومبادرات كثيرة تترجم نوعية وفرادة فكر سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مؤسس ورئيس مؤسسة مسك الخيرية، وهو الذي تخرَّج من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وآمن بأهمية الثروة البشرية والجمع بين العلم والتميز والتقدم في المستقبل، حيث شكَّل ذلك قاعدة رئيسية في عملية دعمه للشباب الذين يمثلون القلب النابض وقوة الدفع الرئيسة لأي مشروع تنموي، وكذلك تنمية الجانب المعرفي، ليعكس بذلك الوجه المشرق لوطننا، الذي تحول بفضل إسهامات سموه إلى مركز ثقل في الاستثمار في الشباب، ومقصد لرواد الثقافة والفكر والمعرفة والإبداع الذين وجدوا فيه تربة خصبة لنمو الأفكار الخلاقة والمبادرات الرائعة.
إسهامات سموه ودعمه اللامحدود للشباب وتشجيعهم ورعايتهم وتمكينهم من نيل أفضل الفرص العلمية والمهنية سيسهم بلا شك في نشر ثقافة الإبداع والإنجاز بين الشباب، وكذلك تقوية جسور العلاقات مع الشباب مع بعضهم بعضًا، وهو الأمر الذي سيضمن التقدم والتميز لوطننا على مستوى دول العالم، وسيمكن أبناء الوطن من تحقيق قفزات نوعية في جميع المجالات.
يستند صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، إلى رؤية وطنية عميقة، ترى في تنمية المعرفة المكوِّن الأساسي لبناء الإنسان والوطن، وقد أنفق على المؤسسة منذ نشأتها حتى الآن أربعة مليارات و400 مليون ريال حسب تصريح المهندس بدر بن علي الكحيل، الأمين العام لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك».
ولعل حديث معالي الأستاذ بدر العساكر مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد في إحدى الحوارات الإعلامية من أن سمو الأمير محمد بن سلمان يُباشر أعمال المؤسسة شخصياً، وأن له نظرة مختلفة بالأنشطة والمؤسسات غير الربحية ويهتم بها، هو خير برهان على حرصه على تحقيق رؤيته في الشباب.
لهذا أميرنا محمد بن سلمان يستحق - من دون مجاملة - أن نقول له شكراً لك من الأعماق.. شكراً على كل ما تقدمه لوطنك.. لمسيرة الوطن.. للشباب السعودي.
سيربح الوطن وسنربح معك.. لك عظيم التحايا والتقدير، والكل ممتن لتشجيعك وتحفيزك وحرصك واهتمامك بالنمو البشري، يا أيقونة التحفيز والدعم.
«مسك» تحلق بجناحي التأثير والاستدامة
كثيرة هي أصناف التميز ومقوماته، التي تزدهي بها مؤسسة «مسك» فتؤهلها إلى أن تكون وجهة الشباب المبدع الأولى في العالم، ومن بين أبرز أشكال ومعالم هذه البنية الإدارية والمقومات الإبداعية، ما تضمه من برامج وفعاليات وطنية في منزلتها وخصائصها ودورها الإبداعي، بالاقتران مع تحولها مقراً لنخبة مبدعي ومبدعات الوطن من الشباب والشابات.
وقد سجل لها التاريخ الحديث أنها ساهمت في النهضة الاجتماعية في هذا الوطن وأنها كانت مصباحاً مضيئاً على دروبه، توقد شمعة القيادة وتدعم ركائز المعرفة في كل حقل، وأصبحت بحق ملتقى للشباب ونادياً لأرباب الفكر والإبداع المجتمعي والحوار المتواصل وتأصيل التعلم كوسيلة للتطوير ودفع التقدم في الأعمال التجارية والجوانب التكنولوجية والأدبية والثقافية والاجتماعية لوطننا. فهي ينبوع آداب ومعارف.
لقد تجسدت لي هذه المزايا وما تعكسه من فضائل واعتبارات وأنا أتابع نشاطاتها منذ إنشائها حيث ألفيت رسالتها في تمكين المجتمع من التعلم والتطوير والتقدّم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم والاجتماعية والتكنولوجية، وذلك عبر إنشاء الحاضنات لتطوير وإنشاء وجذب المؤسسات عالية المستوى وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة. وسعت لبلوغ هذه الأهداف من خلال خلق البرامج والشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية في مختلف المجالات، وكذلك مع مجموعة متنوعة من الحاضنات، حيث استثمرت مؤسسة «مسك» في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات الشباب السعودي.
ولعلني لا أعدو الصواب إذا قلت إن هذا الموقف معلم بارز لرسالة الإبداع تحمل المؤسسة لواءه وترفع مشاعله.إن من يتصفح مسيرتها منذ ظهورها حتى اليوم لا يستطيع إلا أن يكبر فيها الدور الرائد والممارسة التطويرية والموقف نحو المجتمع القائم على المعرفة مع الحفاظ على مبادئها التوجيهية في الالتزام والأثر والنزاهة و استحداث الفرص لتنمية المجتمع وإطلاق طاقات أفراده.
مشاريع ملهمة
لقد جعلت من أول أهدافها التعليم، فتم افتتاح أبواب «مدارس مسك» (غير الربحية) علاوة على إنشاء أكاديمية مسك للقادة، وذلك لإتاحة الفرص للتعلم نظريًّا والاستفادة من تجارب الآخرين لتطوير القادة في المملكة والشرق الأوسط، ولم تغفل المؤسسة جانب التعليم بالمجان ولهذا تعاونت مع «أكاديمية خان» وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية، شعارها «تعليم بالمجان على مستوى عالمي لكل شخص في كل مكان»، قيمها متزامنة مع قيم مسك الخيرية.
وفي مجال الإعلام حرصت على تعدد وسائل الإعلام وتنوعها في الأثر والقوة، فركزت على تنمية المهارات الإعلامية، وحرصت على مواكبة أحدث الممارسات في مجال الإعلام بهدف الارتقاء بالمجتمع والوطن.
وفي مجال الثقافة أطلقت مشروعات ثقافية تستهدف مفاصل التنمية في جسد المجتمع الشبابي ومن الفعاليات التي نظمتها «مغردون سعوديون»، ومنتدى «مسك العالمي» ومبادرة «صوت الشباب» ومبادرة «مجلس أثر الشباب»، ورعت كذلك «مسك الخيرية» ملتقيات «شارك» التي تعنى بمرحلة الشباب والأطفال وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وفاعلية «كمّل» التي تركز على رواد الأعمال. كذلك اهتمت مؤسسة «مسك» برعاية فعاليات «تيدكس الشباب» و»تيدكس للأطفال» إلى غير ذلك من الفعاليات والبرامج الأخرى.
مؤسسة تواجه التحديات.. ونجاحها في «كورونا»
يُحسب لمؤسسة «مسك» أنها تعاملت مع أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» العالمية بكل احترافية ومهنية أنشطتها، بما تواءم مع ظروف المرحلة القائمة وحافظ على نهج صناعة الأثر وإطلاق طاقات الشباب السعودي في مختلف المجالات المهنية والفنية. فقد أطلقت الأفكار والمشاريع الكثيرة والكبيرة التي لامست احتياجات وتطلعات الشباب من أجل غد وطنها المستقبلي الأفضل، واستحدثت منصات حضارية فتحت آفاقاً جديدة للتواصل مع العالم عبر وسائط افتراضية مكّنت شريحة أوسع من الشباب والمهتمين للاستفادة من مبادراتها وبرامجها وأنشطتها.
وفي يناير الماضي تم إطلاق الهوية المحدّثة للمؤسسة التي تُركز على الإلهام والتشجيع على الإبداع والابتكار والاستمرار في التمكِين من خلال برامج ومبادرات تصنع الأثر في أجيال المستقبل.
وفي نظرة سريعة على تقرير المؤسسة خلال العام 2021- 2022م الذي نشره الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤسسة نجد أن 170 شركة تم دعمها، 68 قائداً أتموا 40 ساعة تدريب، 412 وظيفة تم استحداثها، 15 شاباً تم إعدادهم لتمثيل وطنهم في الخارج، 490 ألف مستفيد، 697 فنان تم دعمهم، 79 برنامجاً، 140 فعالية.
وقد تُوِّجت جهود المؤسسة مؤخراً بإعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عن إنشاء مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، وهي أول مدينة غير ربحية في العالم، وتعدّ نموذجاً ملهماً لتطوير القطاع غير الربحي عالمياً وحاضنةً للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية والمؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية، لتنضم إلى الجهات التابعة للمؤسسة والتي تسهم في تحقيق مستهدفاتها لصنع قادة المستقبل.
وختاماً: نسأل الله تعالى أن يعين مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» على مواصلة العطاء، في طريق تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، ضمن مسيرة النماء والتنمية، التي يعيشها وطننا، سعياً لخدمة أبناء الوطن وبناته.