حمد بن عبدالله القاضي
* القراءة وتذوق الكلمة ومعانقة الحروف لا تقتصر على الأدباء أو من تخصصاتهم أدبية أو لغوية أو علم نظري فهي مهارة وثقافة تصنعها القراءة.
أما التخصص فهو طريق للبحث بأي ميدان وفن، لكن الهواية والمهارة الكتابية صفتان تنموان مع الإنسان حين يكون ذا حسّ كتابي.
* * *
من هنا نرى بمجال الكتابة إبداعات نثرية وتحليقات شعرية ومخرجات روائية مبدعوها بعيدون بأعمالهم أو تخصصاتهم عن الفضاء الأدبي.
ولو استعرضنا المنجز الأدبي والثقافي بالعصر الحديث لوجدنا عدداً كبيراً من المبدعين: مهندسين واقتصاديين وعلماء متخصصين بالعلوم التطبيقية ورجال أعمال.
فالحرف الجميل قراءة أو كتابة متنفّس لهم فيعبرون عبر الحرف عما يدور في وجدانهم من مشاعر وأحاسيس وهم يعيشون الحياة بمباهجها وأوجاعها ويتعاملون مع الناس طيبهم ورديئهم.
* * *
وأذكر نماذج ممن حلقوا بفضاءات الكتابة والعطاء، ففي الشعر المهندس علي محمود طه ورجل الأعمال الشاعر سلطان العويس والشاعر د. غازي القصيبي اقتصاد والشاعر الطبيب د. إبراهيم ناجي شاعر قصيدة الأطلال، ود. عبدالعزيز خوجة كيمياء، ود. عبدالله مناع طبيب والشاعر اللواء عبدالقادر كما لو غيرهم كثير عرباً وسعوديين.
وفي ميدان الكتابة العامة هناك أسماء كثيرة من ذوي الاختصاصات العلمية والاقتصادية، ومن رجال الأعمال ومسؤولين لكنهم يجيدون حين يكتبون، ومن رجال الأعمال د:عبدالله دحلان بكتاباته المتنوعة وأ. عبدالله عبدالرحمن العقيل صاحب كتاب بصمة حياة، وم. عبدالله سعود الرشود الشاعر المقل حالياً والسفير أ. أحمد بن حمد اليحى بكتبه وبحوثه، ورجل الأعمال أ. عبدالعزيز محمد السعد العجلان و معالي الأستاذ عبدالرحمن أبوحيمد بمؤلفاته العديدة وغيرهم .
* * *
وهناك أسماء واعية ومثقفة ولا تكتب إلا نادراً وهم الآخرون منهم رجال أعمال ومنهم مهندسون ومنهم محامون ومنهم أطباء ومنهم مسؤولون كبار لديهم حسّ وتذوّق جميل للكلمة وحفظ للشعر العذب ويتبدى ذلك حين يكتبون أحياناً أو حين يتحاور معهم الإنسان فتجد العمق والوعي من واقع قراءاتهم ومن واقع تأمّلاتهم بالحياة.
* * *
=2=
*آخر الجداول
* الراحلون من الأعزة الذين عشنا معهم سنين طويلة كأنّنا حين رحلوا لم نعش معهم سوى لحظات.
فلنهنأْ بمن نحب ولنكسب الوقت معهم فقد نرحل أو يرحلون.
وما أوجع وأصدق قول الشاعر تميم اليربوعي برثاء أخيه مالك:
فلما تفرّقنا كأني ومالكا
لطول اجتماع لم نَبت ليلة معا
وإنّي متى ما أدعُ باسمك لا تُجِب
وكنتَ جديرا أن تجيب وتسمِعا
تحيتُهُ مني وان كان نائياً
وأمسى تراباً فوقَهُ الارضُ بلقعا