رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
في مساء الأربعاء الحزين ودعت الجموع ثلاثة راحلين بالأسى والدعاء في مقبرة الرس وكان الفقيد علي الفلاح رحمه الله أحدهم.. وفي مراسم الدفن والعزاء رأيت جهداً يذكر ويشكر لجمعية (راحل) الوليدة وتلك الخدمات التي تبذلها في رعاية الموتى وتنظيم العزاء قدر الاستطاعة.
أما فقيدنا الغالي أبا عبدالله فهو رجل عزيز كسب محبة الجميع وهبه الله حسن الأخلاق ولين الجانب عرفته قبل عقود من الزمن فعرفت معدناً لم يتغير وطيبة لم تتبدل وعشرة لم تتلون.. لا تعرف كيف تكتب عنه تحتبس الكلمات والمشاعر فأنت أمام إنسان عظيم في الصبر على أقدار الله فذلك الجسد الطاهر كان عرضة للمرض لكن أبا عبدالله لم أره إلا شاكراً وحامداً عاملاً بالأسباب.
المربي الفاضل علي كان قريباً إلى ربه كثير الخطى إلى بيوت الله بل صادحاً للأذان أحياناً.. حريصاً على وداع الراحلين والدعاء لهم.. وعيادة المرضى.. واصلاً لأسرته وجيرانه وأصدقائه.. رجلٌ مضياف فتح بيته لجمعة الأصحاب والزملاء والأصدقاء بعض أيام الأسبوع كلقاء مبارك يرحب بالحاضر ويسأل عن الغائب.
رحل أبو عبدالله ولم يمهلنا لنودعه.. رحل في سيرة حسنة وذكر طيب.. رحل بعد وعكة صحية طارئة وكانت الألسن تلهج له بالدعاء أن يثبته الله بالقول الثابت وأن يكرم نزله ويغسله بالماء والثلج والبرد وأن يسكنه فسيح جناته.. جمعنا الله وإياه بجنات النعيم.. أحسن الله عزاء أهله وأولاده وإخوته ومحبيه وأسرة الفلاح الكريمة بالوطن الغالي جبر الله مصابهم وعظم أجرهم وألهمهم الصبر والسلوان بفقيدهم الغالي {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.