عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان في حياته يواجه نجاحات ترفع من معنوياته وإخفاقات تصدمه لكنه في كل مرة يسلك طريقاً آخر لتحويل الإخفاق إلى نجاح وهذا هو الإنسان الذي لا يتذمر ولا يحمل غيرة المسؤولية ولا يبحث عن شماعة وما أكثر الذين يبحثون عن شماعة إنهم من يمثلون دور الضحية. الإنسان الذي يرى نفسه ضحية دائماً يبحث عن أسباب خارجية من أجل تبرير بعض السلوك والتصرفات التي يقوم بها في كثير من الأحيان ومنها يبحث عن اهتمام من حوله ويجذب انتباههم إليه، ويحصل على تعاطفهم معه إنهم كثر في محيطك، في داخلهم طاقة سلبية مؤلمة وعلى ألسنتهم لوم الآخرين ينظرون لأنفسهم نظرة دونية.
عقلية الضحية هي شخصية يميل فيها الإنسان إلى النظر لنفسه (ذكر أو أنثى) لتصرفات سلبية تصدر عن الآخرين، والتفكير والتحدث والتعامل كما لو كان الوضع كذلك هو اصطناع الوقوع ضحية لمجموعة متنوعة من الأسباب مثل تبرير تعسف الآخرين كالرغبة في الإحساس بشفقة الآخرين ونيل مساعدتهم وجذب انتباههم. من أشد أنواع الظلم، أن يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه ظالم.» ديفيد هيلبرت. للأسف من يمثل دور الضحية يعتقد دائمًا وأبداً أنه مظلوم، ومجنيٌّ عليه، يستخدم المغالطة والتعميم ليبرر لنفسه أفعاله، وكأنها رد فعل لمن حوله، ولسوء تعاملهم معه. وإذا واجهناه بمنطق في الكلام، أو حاولنا توضيح الأمر له، ووضع الأمور في نصابها الحقيقي؛ تهرّب وتملص وعاش دور الضحية.
هناك الكثير من الناس الذين يلعبون دائماً دور الضحية بكافة المواقف التي يتعرضون لها، حيث يشعرون بأن تعاستهم ناتجة عما يقوم به الآخرون من أفعال وأقوال هاربين من واقعهم الذي صنعوه بأنفسهم. هل أنت ضحية الآخرين، أم ضحية تفكيرك غير الناضج؟ لا شك إن تأثير الآخرين ليس كبيراً وربما يكون معدوماً إنه تفكير الإنسان الذي يقوم بدور الضحية.
إن طريقة تفكير الإنسان هي التي سوف تحدد الأسلوب الذي سوف يعيش وفقاً له بقية حياته، وتذكر أن تفكيرك ينعكس على سلوكياتك وأفعالك في الحياة الواقعية. حقاً هناك ما يسمى متلازمة الضحية أو عقدة الضحية ربما هو ذلك الإنسان الذي دائماً في حديث سلبي مع نفسه والذي يقول: أنا أستحق الأمور السيئة التي تحدث لي.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
الشاعر أحمد شوقي
لكي يتخلص من يصاب بدور الضحية عليه أن يتوقف إلقاء اللوم على الناس من حوله فيما يخص ما يوجهه من مشاكل وصعوبات وهذا يعد من أشكال الجبن. وعليه ألا يظن إنّ الجميع يراقبونه ويتحدثون عنه بسوء خلسة وهذا ظن. وعليه تغيير عقليته وتحررها من قيود فرضها عليها بنفسه. وحين تكون الأبواب موصدة بوجهه عليه طرق باب العلاج النفسي.
همسة: ابتعد عن أولئك الذين يتقنون دور الضحيّة وهمهم نحن هنا.