يقول الشاعر العربي:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
كما أن هناك نفعًا متعديًا أيضًا هناك ضرر متعدٍّ لا يقف عند شخص، بل يتعداه لغيره.
هناك من جعل من نفسه معول هدم لكل ما هو جميل في المجتمع، فبه وبأمثاله ينقطع المعروف بين الناس، ويعين على قلة المروءة والثقة.
هناك من يبذل من ماله ووقته وجهده في أعمال تطوعية؛ خدمة لوطنه ومجتمعه، فيتفاجأ بمن يتهمه بأن له مصالح خاصة، وأنه مراء، أو يبحث عن الشهرة. وتحاك حوله القصص والمؤامرات؛ حتى يصرفوه عن عمله النبيل، ويترك هذا المجال، فيفقد الناس أعماله الجليلة التي كانت بالسابق.
رجل شهم يساعد الناس في الطرقات، ويقف إذا شاهد السيارات المتعطلة بالطرق ليمد لهم يد العون. وفي أحد الأيام يقف لسيارة متعطلة، فيكتشف أنه فخ من عصابة مجرمة تترصد للمسافرين وتسرق ما بحوزتهم بالإكراه، ثم بعد هذا الموقف يترك عمل الخير؛ خشية أن يتعرض لموقف مشابه. فينحرم الناس من خدماته.
كثير من مجالس العلم والمعرفة وصلة الرحم التي تم فضها، وألغيت؛ بسبب شخص سليط لسان، يختلق المشاكل للحاضرين، فلا يزال يؤذيهم حتى يفرق جمعهم، ويفض المجلس، وينتهي ذلك المجلس للأبد بسببه، فينحرم الناس من هذه المجالس وفضائلها التي كانت متاحة.
حتى أن كثيراً من المحسنين أصبحوا لا يثقون بتبرعاتهم أين تذهب؛ بسبب كثرة من يدعي الحاجة، فأصبحوا لا يفرقون بين المحتاج والمحتال. وأصبح كثير من المحتاجين ينحرم من العطاء الذي كان بالسابق بسببهم.
أشياء ومواقف كثيرة للأسف تجعل الناس لا يتعاطفون مع أحد، ولا يستجيبون لأي نداء. هناك تصرفات تؤدي إلى عزوف الناس عن فعل الخير. نحتاج أن نراجع أنفسنا ونراجع أقوالنا وردود أفعالنا تجاه الآخرين، وأن نقلل من السلبية والانتقاد للآخرين كي لا ينقطع المعروف بين الناس.