الحرص على الأسرة والاهتمام ببنائها على مرتكزات راسخة متينة بالتأكيد تضمن لها البقاء والتجذَّر والعطاء، كان ولا يزال يشغل مساحة كبيرة في الأولوية وثابتة في منهج حكومتنا الرشيدة، وذلك حرصاً منها على الثروة العظمى ألا وهي الشباب، وسعياً مستمراً لتسهيل العقبات التي تقف حائلاً في مشوار طريق استقرارهم وأداء الدور المنوط بهم في المجتمع، وذلك ليكونوا دعائم يستند إليها في مسيرة الازدهار والتطور والتميز على كافة الأصعدة.
ومن هذا المبدأ جاءت مبادرات الأعراس الجماعية التي تقوم عليها جمعية «إنسان»؛ لحث الشباب على خوض سماء عالم الحياة الأسرية بأسهل التكاليف الممكنة من أجل ضمان حياة هانئة ومستقرة، مع الالتزام بأن تكون هذه الأعراس بعبق اجتماعي وإنساني أصيل يفخر به أبناء الوطن تحت دعم القيادة الرشيدة.
مؤخراً، احتفلت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة «إنسان»، وهي الجمعية التي أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله - قبل 21 عاماً، وتحرص الجمعية بشكل بالغ أن يتساير هذا الاحتفال مع العادات والتقاليد التي يتسم بها المجتمع السعودي، وأن يقدم صورة مضيئة تكون انعكاساً لمبادئ وأسس التلاحم في المجتمع وذلك استجابة لتوجيهات الدين الإسلامي، التي نادت بضرورة الاهتمام باليتيم ومساعدته على تحقيق طموحاته ورغباته في هذه الحياة، ومن بينها الزواج، لمنح حياة مستقرة وهانئة.
ويأتي تنظيم هذا العرس دعماً لأهداف جمعية «إنسان»، وهي تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي للأيتام، وتجويد حياتهم، ومشاركتهم فرحة العمر، وإدخال السرور والبهجة في نفوسهم، سعياً منها في الإسهام في توعية المجتمع بأهمية مساعدة الشباب والشابات على الزواج, والمساهمة في تكوين أسرة مستقرة، والعمل على تخفيف أعباء وتكاليف الزواج على أبناء وفتيات إنسان.
ويأتي تنظيم هذا الزواج الجماعي لأبناء إنسان في دورته السادسة، ضمن اهتمام الجمعية بالبرامج التنموية والتأهيلية الاجتماعية للمستفيدين، تحت شعار «فرحة عريس»، وقد تم الإعلان فيه عن زواج 100 من أبناء الجمعية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية، فيما أقيم حفل مماثل لفتيات إنسان برعاية حرمِ سمو أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، زُفَّ من خلاله 200 فتاة.
وأعرب سمو أمير منطقة الرياض عن تهنئته للأبناء المتزوجين, متمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهم والسعادة الأسرية, منوِّهاً بدور الجمعية في تهيئة البيئة المناسبة والداعمة لأبناء «إنسان», داعياً الله العلي القدير أن يوفِّق الجميع لكلّ خير.
وقد قامت الفكرة على تجهيز العرس الجماعي بالكامل، وزفّة العرسان، وعرض مرئي يحاكي الزواج في «إنسان»، وقصيدة شعرية، ومسيرة المتزوجين، وصولاً إلى العرضة النجدية، ثم تكريم الجهات والأفراد الداعمين لحفل الزواج الجماعي.
ولقد كان لرعاية سمو أمير المنطقة، وكذلك حرم سموه وتشريفهما في هذه الذكرى الغالية والعزيزة على نفوس المتزوجين أثر بالغ سيبقى راسخاً في الأذهان.
والحقيقة أن البرنامج الاجتماعي لجمعية إنسان «الزواج الجماعي» منظومة إنسانية وطنية لتسخير الممكنات لأبناء جمعية «إنسان» وخدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم المعطاء، حيث بلغ عدد المستفيدين منه حتى الآن أكثر من 2500 عريس وعروس، وبلغ ما أنفقته الجمعية على حفلات الزواج منذ انطلاق البرنامج أكثر من 26 مليون ريال. فشكراً من القلب لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية، ولسمو نائبه، رئيس اللجنة التنفيذية، الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، عرفاناً لما بذلوه ويبذلونه للجمعية ومستفيديها، وكلمات الشكر قاصرة دون جهود منسوبي الجمعية فهم وقود أعمال الجمعية، والثناء لا يفي عمل كل داعم مادي أو معنوي.