إيمان حمود الشمري
مسطحات خضراء شاسعة تستأثر بالحديث عن نفسها دون أن تدع لك مجالاً للوصف، تستقبلك في نادي الرياض للقولف، مساحات واسعة لرياضة بعيدة عن الصخب، تعلمك التركيز والصبر والتحدي، جاءت من اسكتلندا قبل ما يقارب 300 سنة حيث أول من لعبها ملك اسكتلندا ثم بعدها بدأت بالانتشار، لذا ارتبط اسمها بطبقة النبلاء، نظراً للمساحات الكبيرة التي تحتاجها والتي لا يمتلكها سوى طبقة معينة لديها ملاءة مالية، إضافة إلى ارتفاع سعر أدواتها، ورغم أن رياضة القولف أصبحت في متناول الجميع بعد إتاحة ملاعب مخصصة لممارستها، إلا أن صفة الثراء بقيت تلازمها وتجذب طبقة معينة من المجتمع.
بدأت رياضة القولف في المملكة في أواخر الأربعينات في شركة أرامكو عن طريق بعض الموظفين الأجانب، وحظيت باهتمام دون انتشار، وتم إنشاء اللجنة السعودية للقولف عام 1999 كأول تنظيم لها، ثم تدرجت المسميات إلى أن تغير المسمى إلى الاتحاد السعودي للقولف، وبدأت الرياضة تحظى باهتمام وإقبال من شرائح عمرية مختلفة لتشهد تصاعداً مستمراً في جذب الرياضيين السعوديين.
في زيارة إعلامية استثنائية لنادي القولف تجولنا عبر أروقته وذهبنا في جولة بين مسطحاته وتلقينا حصة تدريبية بالتعامل مع مضرب القولف بحضور وإشراف نجوم عالميين حاملين بطولات عالمية.
التقينا أثناء الجولة بالأستاذ وليد معاذ المستشار العام لقولف السعودية الذي أكد لنا أن من ممكنات الرؤية الآن في الجانب الرياضي نشر الرياضة بشكل عام والخروج من شعبية كرة القدم وإثراء اللعبة بأبطال محليين، إذ تستعد المملكة حالياً لإطلاق بطولة السعودية الدولية الخامسة للقولف على ملعب (رويال غرينز) في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في جدة، المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بمجموع جوائز تقدر بـ 5 ملايين ريال، وسوف تصاحب البطولة أنشطة مجتمعية لنشر اللعبة وتطويرها، وسيكون الحضور الجماهيري متاحًا للجميع، كما أكد الأستاذ وليد أن من أهم أهداف النادي نشر ثقافة رياضة القولف بالمجتمع عن طريق تقديم كل التسهيلات للراغبين بتعلم القولف سواء بالنادي نفسه أو بملاعب أخرى متعاقدة بشراكات معهم ليتم التدريب تحت إشراف مدربين محترفين.
مضرب وكرة.. وجولة بمسار متتالٍ من ثماني عشرة حفرة بمسطحات خضراء، تبتلع الكرة وتخرج أبطالاً يحملون كؤوس وبطولات، رياضة تدعمها الدولة وتلقى إقبالاً محلياً لافتاً ينبئ ببزوغ نجم من أرض المملكة.