م.مصعب الداوود
عندما نتأمل إلى السماء في ليلة صافية وبعيدًا عن ضوضاء المدينة نشاهد السماء متزينة بالنجوم والكواكب، نتأملها ونحن نستشعر عظمة ربنا الذي أحسن كل شيء خلقه، نرى ضوء النجوم كنقطة في هذا الكون ذلك الضوء الذي وصل إلينا بعد انتقاله من تلك المسافات البعيدة جدًا وبزمن الأيام والشهور وربما السنوات حتى وصل إشعاعه إلى أعيننا. نال اهتمام العلماء والفيزيائيين المهتمين بالضوء وكيفية انتقاله من هذه المسافات، لقد وصل الضوء من خلال إشعاعات وموجات كهرومغنطيسية تنقل في الفراغ، لكن ما هي هذه الموجات والتي في بعض الأحيان تسمى بالأطياف الكهرومغناطيسية، وسميت الكهرومغناطيسية لأنها تنتقل بوجود مجالين كهربائي ومغناطيسي. هذه الموجات هي ذبذبات ذات طول موجي وتردد معين، وللموجات أشكال متعددة، فليس كل الموجات المنبعثة في الكون تُرى بالعين المجردة، ومن الحقائق أن كل جسم يطلق موجات مختلفة باختلاف كمية الطاقة والطول الموجي، والفضاء يعج بهذه الموجات المتعددة المصدر، فمن هذه الإشعاعات أو الموجات هي أشعة جاما ذات التردد الكبير وكمية طاقة عالية وهي الإشعاعات التي تخترق أقوى المعادن والسبائك بنفاذية عالية وتكون منبعثة من نواة ذرات المواد ذات النشاط الإشعاعي، وأيضاً هناك الأشعة السينية بتردد أقل نسبياً وهي التي تستخدم في المجال الطبي وموجاتها تخترق الجسم البشري وتستخدم لأخذ صورة عن العظام داخل الجسم الحي. وتتنوع الموجات في آثارها ونواتجها، فمنها ما هو مهم وضروري في حياتنا ومنها ما هو ضار ويجب تجنبه، فمثلاً هناك الموجات فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، حيث إن التعرض لها باستمرار قد يؤدي إلى مساوئ وأضرار كبرى كالتسبب بسرطان الجلد، ولكن الإنسان يحتاج للتعرض لأشعة الشمس بكونها مصدرًا لتقوية العظام من خلال احتوائها على فيتامين د، وبما أننا نتحدث عن أنواع الموجات في الطبيعة فلا ننسى أحد أهم هذه الموجات وهي الموجات المرئية وهي التي تكوّن الألوان السبعة وتبدأ باللون البنفسجي وهو أقلها طولاً موجيًا وتنتهي باللون الأحمر، وهو أعلى طول موجي ولذلك فهو يستخدم في إشارات المرور وفي تصميم أدوات السلامة من أجل التنبيه من مسافات بعيدة. وبما أننا نتحدث عن الموجات المرئية فلا ننسى أن اللون الأبيض هو مجموع الألوان السبعة، وذلك ظهر بعد تحليله باستخدام منشور زجاجي. ومن هذه الموجات الأطياف تحت الحمراء وهي التي تستخدم لمعرفة الحرارالداخلية للإنسان، ومع توصل الإنسان لوسائل الاتصال الحديثة فكان لابد من دراسة كيفية انتقال نوع معين بالموجات تتعلق بالراديو وهي ما تعرف بالموجات الراديوية وهي تنتقل عبر الأثير بمسافات بعيدة، وبالتالي فإن هذه الموجات أطول الأطياف الكهرومغناطيسية المذكورة في هذا المقال حيث قد يصل طول الموجة إلى حوالي 100 متر بعكس أشعة جاما ذات الطاقة الشديدة والتي يصل طولها في بعض الأحيان إلى واحد من عشرة أجزاء من المتر وهي تقريباً مساوية لــ 0.1 نانومتر، وبما أننا نتحدث عن الموجات فلا ننسى أن أهم مصادرها وهو الضوء يسير بأقصى سرعة وهي 300000 كم/ ثانية وهو ينتقل في الفراغ وجميع الأوساط المادية، ولنترك الموجات الكهرومغنطيسية بسرعتها وأطوالها الموجية وننتقل إلى القطب الآخر ذي الطبيعة الموجية أيضاً، الصوت والذي يختلف عن الضوء في أنه لا ينتقل إلا بالأوساط المادية، وتبلغ سرعته حوالي 340 في متر/ ثانية وتختلف سرعته باختلاف الوسط المادي الذي ينتقل فيه، فمثلاً في الماء تصل سرعته إلى حدود 1500 متر/ ثانية.