سهوب بغدادي
لفتني مقطع قصير من المقاطع التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة، تضمن فتى صغيراً يسأل والدته: «متى يموت الإنسان» فحاولت والدته أن تجيب بمختلف الاحتمالات الممكنة، إلا أنه قال «لا يموت الإنسان عندما لا نقطع ذكره وأثره، فيكون الميت حياً بيننا ما دام أثره باقياً فينا وبيننا»، وأضيف على كلامه، أن الحي يموت وهو باقٍ بيننا عندما لا يكون مؤثّراً في من حوله ويصنع فارقًا في حياته وحياة المحيطين به من أهل وأبناء وأصدقاء وزملاء، وتمتد القائمة، كما تردد تساؤل على مدار الأسبوع الماضي على منصة تويتر ولم ينجح شخص في الإجابة عليه بكلمة واحدة ألا وهو «ما معنى الحياة في كلمة واحدة؟» وكما يقول المثل «الناس حياة أناس» لأن الجنة من غير ناس ما تنداس، أيضًا، الحب أساس الحياة، فيما يعد البعض المال عصب الحياة، وتتنوع الإجابات الممكنة، فقد تكون الإجابة صعبة نظراً لامتزاج كل ما سبق من عناصر ومقومات لخلق تجربة حياتية دنيوية باهرة، فلا يكتفي الشخص بعنصر دون الآخر ليكتفي منها، ولن يكتفي الشخص بذاته ولو جاهد نفسه على ذلك، فأصف الحياة بالمفارقة، المفارقة العجيبة التي تحتمل الأضداد والمترادفات، والحياة حياة والحياة الموت، والحياة عطاء والحياة مطالبة بالحقوق، والحياة رخاء وشدة، وركود وتوقد، وروتين ومجازفة، وتنبثق الأوصاف والمعاني منها وتتبدل وتتحول عمَّا كانت عليه من شخص إلى آخر، ختامًا، أفضل ما يمكن أن نعمله لنعيش الحياة أن نختبر أقصى عدد من المشاعر والتجارب، والتفكر في انعكاسات التجارب على حياة الفرد ومن يحب، وأذكر دائمًا مقولة «اللي خلّف ما مات» فقد تكون صحيحة إلا أن من عمل صالحًا وترك مخزوناً من الطيبة والأخلاق والتعامل الحسن لن يموت وإن رحل جسده عن الدنيا، جمعنا الله وإياكم في الدنيا والآخرة على أحسن الأحوال.