عبد الله سليمان الطليان
كلمة الفشل عادة ما يكون وقعها في النفس محبطًا لكل فرد من خلال واقع الحياة ومعركة العيش فيها، وخاصة في التعامل مع الناس بكل ثقافتهم المختلفة، التي تحتاج منك إلى التمتع بالفطنة والذكاء واليقظة والحذر في الكثير من المواقف التي يمكن أن تدخلك أحياناً في توجس وريبة وخوف وشك، تجعلك في صراع من أجل ألا تفشل، وهذا متأصل لدى جميع الناس منذ أن خلقهم الله، ولكن ما هو مقدار بقاء وطول هذا الصراع لديك وأثره النفسي؟ هنا تكمن الحقيقة، يوجد هناك تباين واختلاف في الأثر من حيث التحمل والوقت، ممكن يطول وممكن أن يقصر وممكن أن لا يكون هناك أثر لهذا الصراع، وهذا يعتمد على شخصية الفرد التي يمكن أن تكون انطوائية أو غير سوية أو أنها سوية ولكنها منعزلة ومنكبة على تجارب وأبحاث تأخذ من وقتها الكثير لا تلقي بلاً، وكم نقرأ ونسمع عن أشخاص رهنوا أنفسهم لهذا لا يعرف بعضهم إلا الفشل في التجربة العلمية، نراهم في عزيمة وإصرار لا يتسرب إليهم اليأس أبداً، فهم في محاولة تلو محاوله لتحقيق الهدف أو الوصول لغاية مهما طال الزمن وتكرر الفشل، وهذا بحق هو الفشل المفيد. سأل ألبرت أينشتاين العرض الذي قدم له لرئاسة الوزراء من قبل المستوطنين المشتتين (على أرض فلسطين المحتلة) ولماذا رفضه، فقال «إني لا أجيد فن التعامل مع الناس».
قد تجد من يلمزك بأنك ضعيف الشخصية وأنك فرد غير قيادي، أقول الشخصية القيادية تكون في وضع أفضل إذا كانت بيئتها على درجة من الوعي الكبير الذي سلبيته محدودة، أما إذا كان عكس ذلك فإن أي شخصية قيادية تعيش في تشتت ذهني وأزمة نفسية من كثرة المشاكل التي تؤثر على الجانب الصحي لتلك الشخصية القيادية، وكثيراً ما نسمع الشكوى والتذمر من قبل شخصيات قيادية في واقع العمل لدينا.