الثقافية «الجزيرة» - أحمد الجروان - سعد المصبح/ تصوير - فتحي كالي:
استضافت قيصرية الكتاب بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض الزميل الأستاذ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، رئيس اتحاد الصحافة الخليجية، في أمسية ثقافية بحضور لفيف من الأدباء والإعلاميين.
قدم حفل التدشين والأمسية الإعلامي والمذيع المعروف الأستاذ عبدالعزيز العيد، مشيداً بالفكرة الخلاقة لقيصرية الكتاب التي تمثل ما في الرياض من نواحي أدبية وفنية وفكرية خلاقة بتدشين أولى فعاليات «مذكرات صحفي سعودي»، وقال: حسناً فعلت القيصرية باختيار الاسم البارز ورائد الصحافة السعودية الأستاذ خالد المالك، فنحن هنا في منطقة الحنين. وكأننا كنا نستدعى من الماضي لتتحدث الذكريات. فيما استرجع مقدم الحفل شكره وتقديره للأستاذ أحمد الحمدان مالك مكتبة الرشد ومشرف الفعالية.
وأضاف قائلاً: هذه الأمسية لحديث الذكريات فقط، وهي حديث استرسالي عفوي للضيف الأستاذ المالك خلال مراحله الصحفية العريقة بحلوها ومرها والتي عاصرها تحت مقص الرقيب الذاتي والنظامي وما يستطيع أن يكشف عنه قبل أن تموت الأسرار أو بعض منها. داعياً الحضور إلى ممارسة ضغطهم في المداخلة على الضيف لمحاولة إخراج بعض ما في حقائبه الصحفية الكثيرة والكبيرة من الذكريات وهو المدرسة الصحفية التي ساهمت في إخراج أجيال كُثر من الصحفيين والصحفيات. مستعرضاً السيرة الذاتية للضيف.
ثم بدأ الضيف الأستاذ المالك بشكره وتقديره للأستاذ الأديب أحمد الحمدان الذي خصه ببدء أولى أنشطة قيصرية الكتاب تحت عنوان «مذكرات صحفي سعودي»، وقال المالك: أريد أن أكون واضحاً وصريحاً معكم، لا تتوقعوا مني أن أتحدث بالشيء الكثير، خاصة وقد تحدثت في مناسبات ولقاءات كثيرة عن شيء من ذكرياتي. وأقول لكم صادقاً بأن هناك ما أعتبره مؤجلاً إلى حين الحديث به عن التجربة والأسرار والتفاصيل التي امتدت قرابة الـ60 عاماً وأفضل أن أحتفظ بها متحيناً الوقت المناسب للبوح بها. فالسير الذاتية المعتادة تتحدث عادة عن شخصية البطل، وتتحدث عن جمال وإيجابيات سيرة أبطالها، وليس عن سلبياتهم ولا يستثنى من ذلك إلا قلة من الناس. وأنا لست استثناءً حين أتحدث عن تجربتي بين هؤلاء.
ووصف الأستاذ خالد المالك قصة التحاقه بالصحافة قائلاً: لم أكن مؤهلاً أو متخصصاً في الإعلام، لكن البيئة آنذاك أعطت لي ولزملائي الفرصة والنافذة لأن ندخل من خلالها إلى مجال الصحافة إذ لم يكن في ذلك الوقت إلا القليل من المهتمين بالعمل الصحفي، وكانت الصحافة في المملكة تعتمد على الإخوة المصريين، وحدث حينها خلافٌ بين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر رحمهما الله ترتب عليه توقف عمل الصحفيين المصريين في العمل الصحفي، فحانت الفرصة لأن يبدأ جيل من السعوديين العمل في الصحافة، وكنت أنا وتركي السديري رحمه الله وهاشم عبده هاشم من بين هؤلاء، وكلنا كانت بداياتنا بالعمل في الأقسام الرياضية إلى أن أصبحنا رؤساء تحرير، وكانت لي الأسبقية في ذلك برئاستي لتحرير صحيفة الجزيرة ثم تركي السديري في الرياض وهاشم عبده هاشم في عكاظ، بعد فترة زمنية متقاربة. وكان هناك جيل من القيادات الصحفية سبقتنا في عهد صحافة الأفراد وهم الذين قامت ونشأت على أيديهم المؤسسات الصحفية.
وقصة دخولي في الصحافة بدأت مع مدرس اللغة العربية في ثانوية اليمامة بالرياض واسمه محمد العبد فلسطيني الجنسية وكان يكتب في مجلة اليمامة وفي جريدة الرياض، وكان لصيقاً بالشيخ حمد الجاسر رحمه الله، وقد طلب من الطلاب ممن يجد في نفسه القدرة والكفاءة أن يجرب نفسه في الكتابة والعمل في مجال الصحافة، وقد ذهبت يومها إلى جريدة الرياض وكان يرأس تحريرها الأستاذ عمران العمران، فوجدت غرفة صغيرة يتواجد فيها رئيس التحرير وصحفي مصري اسمه أحمد بهجت ومصحح للغة العربية، فصدمت عندما عرفت أن هذه الإمبراطورية الصحفية التي كانت في ذهني عن جريدة الرياض إنما تعتمد في تحريرها على عدد محدود. وخلال نفس الفترة كان معالي الأستاذ فيصل الشهيل رحمه الله يشغل منصب مدير عام مؤسسة الجزيرة وكانت صحيفة الجزيرة تصدر في تلك الفترة أسبوعية مؤقتاً وجريدة الرياض يومية، ومع أن صحيفة الجزيرة كانت تصدر أسبوعية إلا أنها صدرت قبل صدور صحيفة الرياض. علماً أن الرياض بدأت الصدور بشكل يومي. وعندها طلب مني فيصل الشهيل أن أكون محرراً رياضياً في الجزيرة فقبلت عرضه رغم خبرتي القصيرة في الصحافة، وكان وقتها يقوم برئاسة التحرير مدير التحرير الأستاذ راشد بن فهد الراشد رحمه الله، وكان فيصل الشهيل مهتماً بالرياضة وميوله هلالية في الوقت الذي كان راشد الراشد مهتماً كذلك بالرياضة لكن ميوله كانت نصراوية، فوقعت بين الاثنين. لكن تعاملهما كان حضارياً ولديهما الاهتمام والتشجيع للصحافة الرياضية، فبدأت العمل بصفحة رياضية واحدة ومن ثم إلى ثماني صفحات رياضية في الوقت الذي كانت الصحيفة كاملة تصدر بـ16 صفحة وقد سيطرت الصفحات الرياضية على صفحات الجزيرة، وصادف أن سافر فيصل الشهيل رحمه الله في إجازة فتولى العمل نيابة عنه الشيخ عبدالعزيز المسند رحمه الله، وحينها كانت أولى قرارات الشيخ المسند صادمة بالنسبة لي فقد قرر الاكتفاء بصفحتين رياضيتين وأن ينفذ القرار في ليلة صدور الجريدة، حاولت إقناعه لكن كونه ليس مهتماً بالرياضة أصر على قراره، ولم ينظر إلى الرياضة على أنها مادة تسويقية للجريدة فقبلت بذلك القرار، وفي نفس الفترة وصلني عرض من مجلة اليمامة لأعمل كمحرر رياضي إلى جانب عملي في الجزيرة فقبلت، ولكم أن تتصوروا أنني أصبحت محرراً في الجزيرة وفي اليمامة معاً وهما مؤسستان صحفيتان، وهذا يدل على أن التنافس بين الصحف لم يكن موجوداً حينها كما هو لاحقاً.
وأبان المالك: بدأ التنافس الحقيقي بيني وبين تركي السديري وبين الجزيرة والرياض ما أسهم في تطور الصحافة في المملكة مع أن الصحافة في المنطقة الوسطى ولدت متأخرة مقارنة بالمنطقة الغربية، ولكنها في فترتي وتركي السديري انتعشت الرياض والجزيرة وسيطرتا على السوق في التوزيع والأرباح والإعلان والاشتراكات، وقد بدأ عملي رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة حين شغرت رئاسة تحرير جريدة الجزيرة وكان المرشح الأول لمنصب رئيس التحرير الأستاذ سليمان العيسى رحمه الله، وكان العيسى حينها من أعضاء جمعية الكشافة وكثيراً ما كان يعتذر عن العمل ويسافر فأقوم بعمله، وحدث بيني وبينه اختلاف تنافسي حين كان محرراً رياضياً في مجلة الدعوة وسكرتيراً لجريدة الجزيرة وأنا محررٌ رياضيٌّ بالجزيرة، فلم أجد حرجاً أمام هذا الخلاف في الدخول منافساً على رئاسة التحرير، وكانت الجمعية العمومية منقسمة حول تعييني أو تعيين سليمان العيسى فاستقر الترشيح بالأكثرية إلى جانبي رئيساً للتحرير. فكانت أولى قراراتي بعد التعيين وموافقة مجلس الإدارة إصدار جريدة الجزيرة يومية بدلاً من أسبوعية وبالإمكانيات البشرية المحدودة والفنية المتاحة رغم التخوف من أنها لن تنافس جريدة الرياض التي كانت تصدر يومياً وتستحوذ على السوق توزيعاً وإعلاناً. وضمن الاستعداد للصدور اليومي قمت بالسفر إلى لبنان لعمل اللوغو وترويسة الصحيفة وجلب فنيين للمطابع ومن ثم إلى السودان للتعاقد مع خطاط ومحرر ومصحح لاستكمال المتطلبات، فكانت مرحلة صعود قوي للجزيرة في السوق حتى أنها أصبحت في المركز الأول توزيعاً وأرباحاً وإعلاناً على مستوى المملكة إلى أن تركت العمل بعد 13 عاماً.
وكشف الزميل المالك ضمن ذكرياته خلال الفترة الأولى من عمله رئيساً للتحرير عن المنافسة الحادة بين الرياض والجزيرة على القارئ والمعلن والكاتب مضيفاً بأنه خارج إطار العمل رغم هذه المنافسة كان مع زميله ورفيق دربه تركي السديري رحمه الله في أفضل العلاقات.
كما أشار الأستاذ خالد المالك إلى أن الفترة التي تلت استقالته قد أحدثت خللاً في توازن الصحيفة لتتراجع بشكل حاد في حجم الإعلان والتوزيع والأرباح، بعد أن خرج من كوادرها مجموعة من الصحفيين البارزين والقيادات الناجحة للعمل في أماكن أخرى. وأذكر أثناء مناسبة أقامها رجل الأعمال عبدالله الراجحي تكريماً للأمير أحمد بن سلمان رحمه الله وكان حينها رئيساً للشركة السعودية للأبحاث والنشر أن سموه قال لي: الجزيرة لها فضل على المجموعة السعودية لأن جميع رؤساء التحرير تقريباً لدى المجموعة تخرجوا من الجزيرة.
وقال المالك، وبعد 15 عاماً على مرور استقالتي من الجزيرة تقدم أعضاء المؤسسة وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن خميس لسمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وكان حينها رئيساً للمجلس الأعلى للإعلام لإعادتي إلى الجزيرة كخيار لعودة الروح إلى الجزيرة، وقد تجاوب سموه على الفور ووجه بإعادتي إلى الجزيرة.
وقال المالك: إن أهم حدث مر في حياتي الصحفية حين أقدمت على نشر قصيدة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله عندما كان وزيراً للصحة والتي على إثرها أعفي من منصبه بعد 43 يوماً من نشر القصيدة، وأنا طُلب مني أن أستقيل بعد 66 يوماً، عاد القصيبي للعمل الحكومي بعد شهر تقريباً سفيراً للمملكة في البحرين ثم سفيراً في بريطانيا ثم وزيراً للمياه والكهرباء ووزيراً للعمل. وبالنسبة لي فقد غبت عن العمل الصحفي قرابة الـ 15 عاماً.
وأضاف خالد المالك: بعد فترة قصيرة من الاستقالة وخلال أول أيام عيد الفطر المبارك عام 1404هـ وكنت أستعد للسفر مع عائلتي في إجازة لمدة 3 أشهر متجهاً إلى عدد من الدول الاسكندنافية فقد صدمت في المطار حين وجدت أن اسمي على قائمة الممنوعين من السفر، وكانت مصادفة تواجد مجموعة من الضباط الكبار بينما كنت أستعد بالعودة إلى منزلي إذ طلبوا مني التريث وعمل الاتصالات بمن يسمح لي بالسفر كما طلبوا من الطيار أن يؤجل الإقلاع لبعض الوقت، فتواصلت مع نائب أمير الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله وشرحت له الأمر حيث كان أمير الرياض - الملك - سلمان خارج الرياض، وقال سموه لهم: إذا رجع نتحاسب نحن وإياه إن كان هناك ما يستدعي ذلك، ووجههم بالإذن لي بالسفر، وعندما رجعت أبلغت الملك سلمان -أمير الرياض آنذاك- بالذي حصل وقال: ما يصير وأرسل برقية للأمير نايف رحمه الله، كون ما حصل اجتهاداً من مسؤول أمني، وبالفعل رفع حظر السفر عني على الفور.
ثم سرد المالك ذكرياته خلال فترة تركه للعمل الصحفي طيلة الـ 15 عاماً قائلاً : أول عرض لي حين كنت في باريس والتقيت بالأمير الوليد بن طلال مصادفة ودعاني للعمل معه، فشكرته ووعدته بالمقابلة عند العودة إلى الرياض، وعند عودتي إلى الرياض وجدت رؤساء التحرير ومديري عموم المؤسسات الصحفية متضامنين معي بقيادة معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم الذي جاء إلى الرياض خصيصاً بعد عودتي من إجازتي وعرض علي بتفويض من المدراء العامين ورؤساء التحرير أن أؤسس الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع مملوكة للصحف وأكون مديراً عاماً لها بنفس المزايا السابقة حين كنت رئيساً للتحرير، فقامت الشركة وتولت توزيع الصحف في كافة أنحاء المملكة. كما افتتحت خلال فترة التوقف مكتباً لتداول الأسهم، ودار نشر وبدأت في تأسيس مطابع خاصة بي.
ومن أجمل العروض التي وصلتني ما عرضه معالي وزير الزراعة الأسبق عبدالرحمن آل الشيخ حيث قال لي: ما رأيك أن تصبح فلاحاً؟ فقلت له لا أحسن العمل في الفلاحة فرد علي قائلاً: نعطيك أرضاً بمساحة 4 ملايين متر شمال المملكة في (شرى) بالقرب من حائل وهي غنية بالمياه فتزرع قمحاً ومنتجات أخرى. وكنت محظوظاً فقد حصلت حينها على قرض للمعدات من البنك الزراعي وتسهيلات كبيرة من الوكالة العربية للسيارات لصاحبها زيد السديري التي تبيع المعدات الزراعية، على أن يسترد قيمتها بعد بدء الإنتاج والأرباح، وتولى المشروع خبير أمريكي من أصل ياباني، حتى تم بيعها بعد فترة طويلة.
وأضاف المالك في ذكرياته بعد الاستقالة: ذهبت للأمير نايف رحمه الله، وقلت له أنتم طلبتم مني الاستقالة من رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة وبقي علي 6 سنوات حتى يحق لي أن أتقاعد لأتقاضى معاشاً من التأمينات الاجتماعية، فقال لي ما هو المطلوب، فقلت له زيادة عمري 6 سنوات، فتعجب الأمير وقال لي غيرك يطلبون تصغير أعمارهم وأنت تطلب تكبير عمرك، فوافق رحمه الله وقال ما فيه مانع وكبرني 6 سنوات، وزيادة هذه السنوات في عمري صارت عبئاً ثقيلاً عليّ حتى اليوم، ففي أمريكا مثلاً كانت لديّ رخصة قيادة أمريكية قبل تكبير العمر وعندما بدأت في استخدام الجواز بالعمر الجديد أوقفني رجل الأمن في المطار، وكان ذلك الوقت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وحقق معي 3 ساعات حول الاختلاف في العمرين بين ما هو موجود بالرخصة والجواز, وعندما شرحت له الأمر تفهم ذلك ولكنه سحب مني الرخصة.
كما كشف المالك عن موقف له مع المحاكم القضائية والشرعية ومحاسبته على ما ينشر بحكم مسؤوليته حتى لو كان مجازاً أو مسافراً، وفي إحدى القضايا الكبيرة المتعلقة بالنشر صدر حكم ضده من المحكمة الكبرى فتدخل حينها أمير منطقة الرياض الملك سلمان حفظه الله، بأبوته فتشفع لي لدى الملك فهد رحمه الله فأوقف تنفيذ الحكم.
وتحدث المالك عن اهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالصحافة وتأنيه في قراءة الصحف اليومية وبتمعن، حيث قال: إن الملك -أمير الرياض آنذاك- عاتبه ذات مرة في اتصال هاتفي حين كان أميراً لمنطقة الرياض، وقال له: هل قرأت الصفحة الأولى من الصحيفة فقلت له نعم، وكنت أعمل 14 ساعة يومياً، والزملاء يعرفون ذلك، فقال اقرأها مرة ثانية فعدت إليه بعد القراءة مرة ثانية، وقلت له: ليس هناك من ملاحظة، فقال اقرأ تتمة خبر الصفحة الأولى وحين قرأتها وجدت ما كان يجب عدم نشره، ومنذ ذلك الحين ألغيت فكرة التتمات إلى اليوم لأي خبر.
وأوضح المالك أن الملك سلمان حفظه الله وجهه بعد عودته إلى رئاسة التحرير قائلاً له: إذا ودك تنجح.. لا يكون فيه صراع ولا تحزبات في الجزيرة مثلما كان ذلك في فترتك الأولى.
كما أشار المالك إلى متابعة الملك سلمان -حفظه الله- منذ كان أميراً للرياض لروح المنافسة بين صحيفتي الرياض والجزيرة حيث كان لسبق الجزيرة الصحفي في حادثة جهيمان سبباً بسجال صحفي كان عنوانه في الجزيرة: (دموع صحيفة الرياض)، فاتصل الملك سلمان حفظه الله -أمير الرياض- وطلب إيقاف هذا السجال الصحفي. والقصة أن جريمة اقتحام جهيمان للحرم تمت بينما كنا رؤساء التحرير حينها في تونس مرافقين للملك فهد حين كان ولياً للعهد لحضور اجتماعات القمة العربية وجاءت الأخبار عن جريمة اقتحام الحرم فاجتمع بنا وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رحمه الله بتوجيه من الملك فهد ليخبرنا بكل التفاصيل التي لم يعلن عنها عن الجريمة ولكن دون أن يأذن لنا بالنشر وكان معنا في الاجتماع الصحفي الكويتي أحمد الجارالله رئيس تحرير السياسة، وكانت لي علاقة جيدة معه، فقال لي لا أخفيك سراً فأنا لن أترك الحدث دون أن أنشر عنه وفق ما تحدث به الأمير سعود الفيصل، وسألني هل ترغب النشر معي، فقلت له أنا لا أستطيع لكن بالإمكان أن تنشر أنت في صحيفة السياسة الكويتية حديث وزير الخارجية على أنه لكم، وأنا أنشره في الجزيرة نقلاً عنكم لنصبح منفردين في نشر المعلومات عن الحادثة صباح الغد حيث إن السياسة تصل في اليوم التالي من صدور الجزيرة. فتواصلت مع الزميل محمد الوعيل رحمه الله وأبلغته بأن حديثاً للأمير سعود الفيصل أجراه أحمد الجارالله سوف يصلكم نسخة منه لنشره بالتزامن، وكنت خائفاً أن يزيد ويتوسع ويبالغ الجارالله في الحديث دون التزام بما جاء على لسان سعود الفيصل، فطلبت من محمد الوعيل رحمه الله أن يذهب للملك سلمان وكان أميراً للرياض حيث كان يقضي وقته في الإمارة في غرفة أشبه بغرفة عمليات يديرها الملك سلمان في إمارة الرياض أنشئت يوم الحادثة وعرض عليه حفظه الله المادة ووجه بنشرها لأنها مطابقة للواقع، فواجهني الزميل السديري رحمه الله وهو ممتعض وأبلغني بأن ما نُشر غير صحيح على إنه حديث للسياسة وأن صحيفة الرياض سوف تصدر بياناً مشتركاً مع جريدة المدينة تفند ذلك، وكان رد فعله كبيراً لأن الجزيرة نشرت وكانت هي المصدر الوحيد للحادثة وكان الناس يصطفون في طوابيرَ أمام مقر الجزيرة للحصول على نسخة من العدد للمتابعة. ويضيف الزميل المالك بعد صدور بيان التكذيب من الرياض والمدينة، نشرت مقالاً بعنوان ((دموع الرياض)) شرحت فيه للناس ما حدث وأنه نقلاً بالنص عن وزر الخارجية وأن تفاصيل الحادثة صحيحة كما ظهر في وسائل الإعلام لاحقاً، وأذكر يومها أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أمر بإيقاف تلك المناكفات واتصل بي كما اتصل بتركي وقال: أوقفوا هذه المناكفات والمهاترات والمنافسات بينكم فنحن في وقت لا يسمح بمثل هذا التجاذبات.
وتحدث المالك عن الخلاف المزمن الذي كان بين الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله مؤسس الجزيرة، والأستاذ عبدالرحمن بن معمر رئيس تحرير الجزيرة الأسبق وعضو مؤسسة الجزيرة حالياً، مشيراً إلى أن مصدر الخلاف ربما كان لتدخل عبدالله بن خميس بشؤون التحرير كونه مؤسس الجزيرة وابن معمر لا يقبل التدخل كونه رئيساً للتحرير، ما تسبب في إقالة ابن معمر من رئاسة التحرير رغم رفضه الانصياع لقرار مجلس الإدارة وبالتالي تم تجهيز بروفة الطباعة بقيامي بحذف اسم عبدالرحمن بن معمر من ترويسة الجزيرة حسب توجيه مجلس الإدارة، لكن عبدالرحمن المعمر كان ذا مواقف صعبة للغاية ولدى كثير من الزملاء ولاء كبير له فأبلغوه بالقرار، وقالوا له «الذيب في القليب» ارجع بسرعة فقد حذف اسمك من الجريدة وهذا ما حدث، ومع ساعة الصباح الباكر وعند بدء طباعة البروفة وخروجي ومعي نسخ من الجريدة دون وجود اسم المعمر فيها، حضر ابن معمر وأعاد اسمه بالتعاون مع الموالين من عمال المطابع وأصدقائه من الموظفين، فكانت المفاجأة لي صباحاً أن اسمه قد أعيد، ما حير مجلس الإدارة، لكن لاحقاً تمت المصالحة بينه وبين ابن خميس وقرر إثر ذلك الاستقالة.
وأبان المالك بأنه هو أول من وضع في ترويسات الجزيرة اسم المؤسس ورئيس مجلس الإدارة، الشيخ عبدالله بن خميس مؤسساً ومعالي الأستاذ عبدالله السديري رئيساً للمجلس.
كما تناول المالك حكاية تأسيس صحيفة المسائية -المحتجبة حالياً- وأنه من أصدرها بعد مواجهة مع وزير الإعلام الأسبق محمد عبده يماني إلى أن تمت الموافقة على صدورها لكن الوزير طلب مني بعد صدور الموافقة عدم الجمع بين رئاسة الجزيرة والمسائية في وقت واحد، فاتفقت مع مدير عام المؤسسة الشيخ صالح العجروش رحمه الله على أن يكون مشرفاً على المسائية بصورة مؤقتة وأن أتولى فعلياً الإشراف على التحرير فوافق العجروش، ولسوء الحظ أن ينشر كاريكاتير عليه ملاحظات دينية، فأصبحت قضية كبيرة تورط فيها العجروش رحمه الله وصدر حكم قضائي عليه إلى أن تدخل الملك سلمان أمير الرياض - حينذاك- بشفاعته مع الملك فهد ليتم العفو عنه، ثم انطلقت المسائية على مدى عشرين عاماً تولى الإشراف عليها عدد من رؤساء التحرير والمشرفين والمحررين، إلى أن أصبحت المسائية غير مجدية تسويقاً وتوزيعاً وحان موعد إغلاقها بقرار من مجلس الإدارة. فتقدم مجلس الإدارة للأمير نايف بطلب إيقاف المسائية وإصدار صحيفة بديلة باسم (المرأة) فاقترح سموه أن يكون الاسم (الأسرة) بدلاً من (المرأة)، لكن لم يكتب لهذه الصحيفة الصدور، وكان سموه يسألني في كل مناسبة متى ستصدر (الأسرة) حتى توفي رحمه الله ولم تصدر.
وأجاب المالك عن أحد الأسئلة التي وجهها إليه المذيع عبدالعزيز العيد، قائلاً: ما الذي تغير في خالد المالك من فترته الأولى إلى فترته الثانية، فأجاب المالك: العقلية والنضج والهدوء والعقلانية، فقد كنت أصغر رئيس تحرير في الفترة الأولى وكنت أنشر باندفاع وحماس كبيرين جداً ما لا يمكن أن أمارس مثل ذلك في الوقت الحالي لأن المناخ تغير، الأدوات والوسائل الإعلامية كلها تغيرت، وكان بعض الزملاء رؤساء التحرير في فترتي الأولى - يقول المالك - يستغربون ذلك الاندفاع، ويقولون (أكيد أن عندي توجيه وموافقات على بعض ما ينشر) وأرد عليهم (صحيح وهو فعلياً غير صحيح).
وفي سؤال آخر من الزميل العيد قال: هل صحيح أن الجزيرة تميل للهلال دون النصر وهل مدراء تحرير الصحف يعينون حسب الميول لكم؟ فأجاب الأستاذ خالد المالك: اقرأ في أرشيف الجزيرة المتاح لتتأكد أنه خلال عملي صحافياً رياضياً، لا يمكن أن تعرف حقيقة ميولي في الأخبار أو التحليلات أو المقالات التي أنشرها بموضوعية لأن كل الأندية كنت أتعامل معها سواسية وعلى قدم المساواة. أما الآن فالإعلام المرئي والمكتوب والمسموع كلها منقسمة بين الهلال والنصر للأسف.
وأجاب عن سؤال وُجِّهَ إليه بالقول: صفقة كريستيانو رونالدو ذكية وتخدم المملكة ونادي النصر، ولا أستبعد التعاقد مع ميسي ولاعبين كباراً للهلال والاتحاد والشباب، وغيرها، لكن الهلال كما هو الاتحاد موقوفان عن التسجيل.
وفي معرض مداخلات الأمسية تحدثت الطبيبة الدكتورة ظافرة القحطاني عن أن أجمل مراحل حياتها حين كانت في سن الـ 16 عاماً بعد نشر الجزيرة لها قصة قصيرة أشعلت حماسها لتكتب بعد ذلك عدداً من الروايات والقصص المطبوعة.
الإرث الصحفي
الدكتور كاسب العنزي سأل عن الدور الذي سيساهم في حفظ الصحف والأرشيف المنشور على مدى 60 عاماً من شواهد التاريخ ومذكرات الصحفيين، فأجاب المالك: الصحافة هي اليوم إرث تاريخي أتمنى من جهات حكومية مثل دارة الملك عبدالعزيز المساهمة في حفظ هذا الأرشيف وهو كنز ويضم معلومات وصور هائلة وينبغي حفظها من العبث أو الضياع. وحفظها يفوق قدرة وإمكانية المؤسسات الصحفية لتتمكن من أرشفتها وتصنيفها بالصورة المطلوبة.
وتداخل الكاتب محمد الأسمري عن تحول هيئة الصحفيين السعوديين إلى نقابة صحفية أو اتحاد صحفيين، فأجاب المالك: تقدمنا بتغيير المسمى إلى اتحاد وتعديل النظام الذي مضت على إنشائه فترة طويلة.
كما تداخل الإعلامي الأستاذ خالد الحسين - مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الرياضة سابقاً قائلاً: أبو بشار خالد المالك اسم وعلم، وقد حقق ألقاباً حصرية تسجل باسمه مثل (ولي عهد الصحافة الذي أطلقه عليه الملك عبدالله رحمه الله، ولقب جامعة الصحافة، ولقب رئيس رؤساء التحرير عن تاريخه ومسيرته وخدمته للإعلام والإعلاميين).
وقد تحدث للجزيرة عدد من المثقفين تفاعلاً مع المناسبة، فقالوا:
فخورون بالمالك بالقيصرية
يقول د. أحمد الحمدان: الأستاذ خالد المالك تحدث عن تجربته التي تمثل عشرات السنين وحياته الصحفية ومواجهته للتحديات حيث صمد وقدم المزيد لهذا الوطن المعطاء لقد سعدنا بأن يكون هو أول من يطلق هذه الفعالية ونحن فخورون به وهو يسرد قصة حياته مع الصحافة بالمملكة، ويكفي فخراً بأن يكون المالك رئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين ورئيس اتحاد الصحافة.
رئيس تحرير التحديات
وذكر: د. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي: لم يجد خالد المالك تحديّاً يواجهه لخلق تحدياتٍ تشبهه؛ فالناشئُ - قبل ستة عقود - استهلَّ عمره الصحفيّ بتحويل الجزيرة إلى جريدة يومية، وأنشأ جريدة المسائية، واستأثر بأبرز الأقلام المحلية، بمن فيهم وزراءُ وقياديون وأكاديميون ومبدعون، وصارت الجزيرةُ في مرحلته الأولى الرقم الصعب ولم تكمل عشرين عاماً من عمرها، ولفت النظرَ إليه وإليها ارتفاعُ سقف النشر والعناية والتنويع والشمولية لما يُنشر.
وحين غاب عنها خمسة عشر عاماً (1984 - 1999م) رضي بالعودة إليها من غير أن يفاجئَه أن ما ودَّعها وهي في المكان الأول صارت قعيدة مكانةٍ أقل فقبل في المرحلة الثانية التحديَ الأكبر، واستعاد سيرته الأجمل، وأضاء معه إشراقُ الجزيرة، وواصل التحديات فأغلق المسائية التي أوجدها، واختطَّ منهج المجلات المتخصصة الرديفة موزعةً على معظم أيام الأسبوع حتى بلغت أهمية الجزيرة نفسها، وانتهج الكراسي الأكاديمية في معظم جامعات الوطن، وتبنى الإصدارات العلمية والثقافية والسياسية فأنشأ عنها مجموعاتٍ تُكوّن مكتبةً قيمة، كما وسع نشاطه في المحاضرات والمنتديات والمؤتمرات فنقل اسم الجزيرة عربياً وعالمياً.
وإذ ارتقى المنابرَ الإعلاميةَ الوسيطُ الرقميُّ بكل طيوفه كان أولَ من أبرقَ بنوء السحابة الملأ بالمفاجآت، وحين هطلت الأمطار المعلوماتية بادر إلى مواجهة تحدياتها بالإشارة والعبارة حتى لم يقاربه صوتٌ في شفافيته مؤمناً ومصرحاً بالفيضان الذي يوشك أن يجرف الإصدارات الورقية، وبالرغم من وعيه بهذا فلم يشأْ مغادرة المركب مؤثراً الأنسَب تأريخه وإنجازاته، وما يزال يسعى لتخفيف آثار الطوفان وفاءً بما ألزم به نفسه أمام صحيفته وأمام الصحافة السعودية والخليجية.
بدأ أستاذنا التقليب في ذاكرته الصحفية الثرية في لقاءات عامة، وإذ أزعم أني اطلعتُ على بعض ما أعدّه ليمثل سيرته الصحفية الشاملة،فإني أتمنى ألا يتأخر صدورها، كما يتمنى محبو أبي بشار أن يفرغ من شجون الجريدة والجرائد وضعيةِ وتواضعِ مستوياتها بما تمليه عليه مسؤولياته أمام الناس والتأريخ، ولعله يكون رئيس التحرير الأخير كما وسمتُه في كتابي : «فوق الصورة ودون التصور»، وشكراً لقيصرية الثقافة وأنشطتها الدؤوبة.
المالك إعلامي من الطراز الرفيع
ويقول د. عثمان عبد العزيز عبد الله آل عثمان: رئيس المهمات الصعاب.. رئيس الحكمة وصاحب الخلق الرفيع..
صاحب الإدارة والمعرفة والعلم الغزير.. أجدني الآن متأرجحَ الفكر والقلم؛ فمن أصعب مهام الكتابة في هذا المقال أن تكتب عن رجل الإعلام والعطاء، فما عساي أن أكتب، وما عساي أن أسطِّر بماء الذهب من سيرته العطرة في مجال العمل الإعلامي والإنساني، وبماذا أبدأ؟ وبماذا أنتهي؟
لأنَّ الكتابةَ عن شخصيةٍ وطنيةٍ إعلامية بامتيازٍ من الدرجة الأولى، وثقافيةٍ يقِظةٍ، صاحبِ النظرة الثاقبة والبصيرة، وعلوِّ الهمَّةِ، والروح التي تحمل مشاعر كبرى بعِظم المسؤولية الفعَّالة، والهادفة للتنمية والتطوير الإعلامي، من خلال إنجازاتٍ عديدةٍ طوالَ مسيرته، وصاحبِ قلبٍ كبيرٍ ليس فيه إلا محبةُ الخير لكلِّ الناس، عرفتُهُ ذَكِيّاً فطناً، نزيهاً، وطنياً من الطراز الرفيع، وكسبَ القلوبَ بطيبِ الخِصال والسجايا، والأفعال،والأقوال، قدَّمَ الكثير- وما زال يقدم- لخدمة هذا الوطن الغالي، في ظلِّ حكومتنا الرشيدة رعاها الله تعالى.
التي تحرصُ كلَّ الحِرصِ على مصلحةِ الوطن والمواطن والمقيم؛ حتى يكون العمل المتميز بالأفكار والمعطيات الثقافية والعلمية والعملية التي تحفِّزُ على الإبداع، والتميُّز، والإتقان، والازدهار، وتقدم كافة الإجراءات؛ لنصل إلى مجتمعٍ راقٍ، مع توفير كلِّ سُبل العيش بأمنٍ وأمان، وراحةِ بالٍ.
فهنيئاً لوطني.
يزدادُ تألقًا، ويفتخرُ ويفاخر بالأستاذ خالد المالك وفقه الله تعالى الذى يمتاز بالأصالة في دينه وخلقه وسلوكه، ويتصف بالإخلاص لله تعالى، والابتسامة أثناء العمل، وحب الخير للآخرين، فهو يتعامل مع الناس باحترام وتهذيب، وإحساسٍ بالمسؤولية تجعله قادراً على الإبداع والتطور والتضحية، والصبر في سبيل راحة الناس، ويرشدهم ويقدم لهم ما يحتاجون لمواكبة التطور والرقي والازدهار، ويعمل ذلك من أجل دينه ووطنه الغالي بإخاءٍ وتعاون وودٍّ، وتنفيذاً لتوجيه لحكومتنا الرشيدة رعاها الله تعالى؛ حتى تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم، ودائماً يقظة لرسالته، فهي سر تميزه وإبداعاته الموفقة، ويؤدي واجبه الوطني بتعاون جميع القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد.
مدرسة عالمية
وقال مبارك القحطاني: ماذا أقول عن هذا العملاق الإعلامي والذي يشار له بالبنان، مدرسة عالمية في الإعلام والثقافة والسياسة، رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة تخرج من تحت يده الكثير من الإعلاميين والذين استفادوا من الاحتكاك به والعمل تحت إدارته، نعم نسعد بمطالعة صحيفة الجزيرة وبمحتواها الإعلامي المتنوع لأنها كانت تحت إشرافه، والأستاذ خالد المالك رمز من رموز الصحافة السعودية والعالمية، أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، يعجز اللسان عن وصف هذه القامة الوطنية.* شكراً جزيلاً لهذه الفرصة للحديث بإيجاز عن أحد عمالقة الصحافة السعودية.
قامة صحفية
ويقول: عبدالعزيز الحسين: أتحدث عن قامة صحفية سعودية تألق في عالم الصحافة المحلية والعربية وحلق بمعشوقته صحيفة الجزيرة إلى سماء الفكر المتزن والخبر اليقين والتي استطاعت بفضل الله ثم بحكمته ومهنيته العالية أن تواكب كبرى الصحف العربية والسعودية فيعدد إصداراتها اليومية كان المتلقي ينتظر الصباح الباكر ليشتري الجزيرة لتكون شريكة قهوته، والمتلقي حسب مشربه، الأديب والرياضي والاقتصادي والمهتم بالشؤون والأخبار المحلية والعالمية، خالد المالك رجل إعلامي وطني مخضرم لم أقابله شخصياً ولكن لقائي معه دائماً عبر مقاله في الجزيرة، وما يسطّر من محتوى في صحيفته، لم نعرف عن شخصيته إلا أنه صحفي متزن وسطي مخلص لوطنه محب لقيادته ولمجتمعه محارب للتطرف بأنواعه، عنوانه الوطن ومكتسباته خط أحمر لا يؤمن بالضجيج الفارغ والإثارة السلبية يعرف متى يكتب ولمن، وما حصوله على عدد من الجوائز والتكريمات المحلية والعربية إلا دليل لما يملكه هذا الصحفي الكبير من تاريخ وحاضر مضيئ وقدوة إعلامية فهو مدرسة صحفية سوف يخلدها تاريخ الصحافة العربية أمد الله في عمره على الخير.