سلطان مصلح مسلط الحارثي
قبل عدة سنوات، وتحديداً في الموسم الرياضي 2014، حصل فريق النصر على لقب الدوري السعودي بعد أكثر من عقدين من الغياب عن البطولات، وحينما وصلنا للجولة الأخيرة، حيث التتويج على أرض بريده، بحكم أن المباراة على أرض التعاون، خرجت أنباء عن نقل المباراة من القصيم إلى الرياض، وقتها أشار المتحدث الرسمي لرابطة دوري المحترفين، أن هذا لا يمكن أن يحدث، فنحن نلعب في دوري محترفين، ولسنا في دوري «حواري»، ولكن المباراة نُقلت بعد هذا التصريح بـ12 ساعة فقط، وكان السبب بحسب الإعلان «شرخ في الملعب»، ذلك الملعب الذي بعد يومين من ذلك الإعلان أقيمت عليه مباراة أخرى، ولم تتأثر بالشرخ.
أتذكر تلك القصة اليوم لأتساءل، هل استطعنا تجاوز تلك المرحلة بعد التوجه الجديد والدعم الحكومي الضخم وغير المسبوق؟ يؤسفني أن أقول لا، فنحن لا زلنا نراوح مكاننا، ولا زالت رابطة دوري المحترفين، ولجان اتحاد الكرة، تعج بالكثير من الأخطاء البدائية، ولم تصل لمرحلة الاحترافية التي كان ينبغي الوصول لها مع هذا الدعم الحكومي، والتوجه نحو تطوير الرياضة وكرة القدم تحديداً.
أقول ذلك وأنا أشاهد تأجيل مباراة النصر والطائي بسبب «عطل كهربائي», ذلك العذر الذي لا يمكن أن يكون مقبولاً نهائياً، فالأعطال الكهربائية التي أشار المسؤولون عن ملعب مرسول بارك أنها سبب في التأجيل، حلها سهل، وإن انعدمت الحلول، فإن نقل المباراة لملعب مجاور أسهل بكثير من تأجيلها، وهذا هو النظام المعمول به داخلياً وخارجياً وفي كل مكان، ولكن رابطة دوري المحترفين، أبت إلا التأجيل، لتُظهرنا بمنظر لا يليق، وتعيدنا للوراء كثيراً، وهذا ما يتنافى مع رؤية طموحة، تسعى لنقل البلد بأكمله لمرحلة مختلفة تماماً عن جميع المراحل، يقودها سمو ولي العهد قائد ملف رؤية السعودية 2030، الذي وضع الرياضة السعودية من ضمن أهم الملفات، ودعمها مالياً ومعنوياً، لتصل للقمة العالمية، والطموح أن يكون الدوري السعودي من ضمن أفضل دوريات العالم، وقد صُرف على ذلك مايجعلنا الأفضل، ولكن مع كل أسف، لا زالت بعض الجهات الرياضية لدينا تخفق في مهامها، ولديها قصور كبير، ولا يمكن لها مجاراة العمل الذي تتطلع له قيادتنا، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، ولا يمكن حصرها، كإخفاق لجنة الحكام، التي لم تتطور منذ عقود، واستمرت في تقديم حكام فاشلين، لا يمكن الاعتماد عليهم حتى في دوري الدرجة الثانية، ومثل إخفاق لجنة الانضباط التي تتعامل مع القضايا بأثر رجعي، وعلى معظم قراراتها لغط كبير، ومثل إخفاق غرفة فض المنازعات التي يكفينا منها إصدار قرار «ليلة العيد».. وهذه لوحدها «فضيحة» لا أعلم كيف تجاوزها اتحاد الكرة؟ ومثل إخفاق مركز التحكيم الرياضي التابع للجنة الأولمبية، الذي أُثير حوله الكثير من اللغط، وتركت قراراته الكثير من الاستفهامات سواء على قضية محمد كنو أو قضية عبدالرزاق حمدالله أو قضية فهد المولد، وإيقاف الهلال والاتحاد عن التسجيل، ومثل إخفاق لجنة المسابقات التابعة لرابطة دوري المحترفين، التي لا تستطيع عمل جدولة للدوري تكون متوازنة، ولا تترك ردة فعل مثلما نشاهد في كل موسم, ناهيك عن تقديم أو تأجيل مباريات بدون عذر يستطيع تقبله الوسط الرياضي، أو ضغط فرق محددة بمباريات متتالية دون مبرر واضح.
كل تلك الإخفاقات من اللجان، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، ويفترض على المسؤولين التحرك وتشكيل لجان جديدة، يتواجد فيها أصحاب الفكر القيّم، الذي يتوافق مع رؤية وتطلعات القيادة، ورؤية السعودية 2030، ولعل البداية تكون مع انتخابات اتحاد الكرة بعد أشهر قليلة، مع تأكيدنا على أن اتحاد الكرة بقيادة الأستاذ ياسر المسحل نجح في بعض الملفات ومن ضمنها ملف المنتخبات، ولكن اللجان، فشلت فشلاً ذريعاً، ولعلنا نستطيع جلب من يكون قادراً على مواكبة كل التطورات التي تحدث في رياضتنا السعودية، ويستوعب القفزة التي حدثت لكرة القدم السعودية.
تحت السطر:
- ظهرت في الفترة الأخيرة اعترافات ليتها لم تظهر للعلن، ولم نسمع عنها، فقد كانت مخجلة جداً، ولا تستحق الاستماع، فهي وإن صدرت ممن كانوا في عيون جماهيرهم «نجوم» إلا أنها أظهرت لنا جانباً سيئاً جداً، على المستوى الشخصي لم أكن أتمنى سماعه.
- إبراهيم السويد، لاعب فريق الأهلي السابق، قال إنه استخدم «منشط» قبل مباراة كأس المؤسس، ولكنه لم يقدم أي شيء، لـ يليه صالح الصقري لاعب فريق الاتحاد، ويؤكد أن بعض لاعبي الاتحاد كانوا يدعون الإصابة حينما تزورهم لجنة المنشطات.
- آراء شاطحة، حتى وإن كانت حقيقية، فما هي الفائدة المرجوة من تلك الأحاديث؟ فقد مضت سنوات طويلة بل عقود على تلك المرحلة، فلماذا تُفتح صفحاتها في هذا التوقيت؟
- لو خرجت تلك التصريحات من نجم هلالي، ماذا ستكون ردة الفعل؟ وكيف ستتم المعاملة؟ وكيف سيتم نقاشه إعلامياً؟ أكاد أجزم لو كان أحد المتحدثين عن تلك القضايا لاعباً هلالياً لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتم شيطنة الهلال، ولحمّل الأمر فوق مايحتمل، ولعشنا أياماً طويلة بل سنوات طويلة، وهذا الموضوع يفتح ليل نهار، ولكن الحمد لله أن المتحدثين لم يكن بينهم هلالي، ولذلك أخذت التصاريح شيئاً من ردة الفعل، وانطفأت بعد يوم واحد فقط.