خالد بن حمد المالك
النافذون في لبنان يتآمرون عليه هذه حقيقة، ويفرغونه من مقومات الدولة، ويمارسون عليه العهر السياسي على رؤوس الأشهاد، وهم من وضعوا لبنان دولة فاشلة، وهم من سرقوا المال العام، ونهبوا ودائع المواطنين، وهم من تستروا على جريمة المرفأ والقتلى البالغ عددهم الـ200 مواطن في هذه الجريمة.
**
لبنان بيع إلى إيران، وحزب الله هو من أبرم الصفقة، أمام صمت العالم، واستسلام اللبنانيين، فلم يعد هناك صوت يعلو على صوت حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، وهناك مباركة رسخت ذلك بأكثر مما كان خلال فترة رئاسة ميشيل عون للبنان على مدى ست سنوات عجاف.
**
نعم تم بيع لبنان، وأصبحت البلاد بلا حكم رشيد، فضاع القضاء، وانهارت عملة البلاد، وعجزت الأحزاب عن اختيار رئيس للدولة، وحكومة بدلاً من حكومة تصريف الأعمال، وأصبحت البلاد خالية من أي سلطة، إلا من سلطة ممثل إيران حزب الله الذي يُسلح من إيران، وتصرف رواتب ميليشيات أفراده من النظام الإيراني.
**
تخلّت بيروت عن الداعمين، وأعني بهم دول الخليج، ومارست تهريب المخدرات إلى الداعمين بدلاً من تصدير الفواكه والخضروات، وأقفلت الأبواب أمام السائح الخليجي بتعامل كرهه بلبنان سياحياً، والتوجه صوب دول أخرى بعد أن كانت لبنان خياره الأول.
**
هكذا اصبح لبنان، بلا رئيس، وبلا حكومة، فقد أصر ميشيل عون أن يترك قصر بعبدا دون أن يوافق على تشكيل الحكومة، متعمداً أن يترك هذا الفراغ الدستوري الذي نراه مفتوحاً إلى ما شاء الله, ضارباً عرض الحائط بكل المحاولات من الخيرين في الداخل والخارج لإبقاء الفرصة الأخيرة لتتعافى الدولة من المآسي والنكبات والذهاب إلى الجحيم الذي كان هو وحزبه وحزب الله وراءه.
**
المظاهرات أمس كانت أمام وزارة العدل، والمحاولات نجحت في اقتحام الجماهير للمقر، وجاء هذا رداً على الموقف القضائي المتذبذب من جريمة المرفأ، ومحاولة التستر على الفاعل الحقيقي، وكسب الوقت لتسجيل الجريمة لاحقاً على مجهول، وهو ما ترفضه أسر القتلى والمصابين ومن فقد أملاكه وعقاراته في هذه الجريمة.
**
كل الأحزاب والقيادات اللبنانية تدعي الحرص ظاهرياً على لبنان، بينما هي تطعنه في الظهر وفي العمق، وكلها تريد أن يكون الرئيس منتمياً لها، وأعضاء الحكومة منها، لتجهز على ما تبقى في لبنان، تنفيذاً لأجندة خارجية، ومصالح حزبية، وآخر ما يفكر فيه هؤلاء الحرص على مصلحة لبنان واللبنانيين.
**
أقول للبنانيين، احذروا من ميشيل عون وجبران باسيل وحزبهما التيار الوطني الحر، واحذروا من حسن نصر الله وحزبه حزب الله، ولا تنسوا بقية المتآمرين عليكم وعلى لبنان، فلم يبق كثير عمل خبيث للقضاء على الدولة اللبنانية، في ظل غياب الحل أمام مؤامرة كبيرة كهذه التي تشهدها بلادكم منذ سنوات.