حاوره - علي القحطاني:
عُرف في الأوساط الثقافية بروايته الأولى «عودة إلى الأيام الأولى» الذي كتبها في أزمة الخليج الثانية 1411هـ/1990م ونشرها بعد أربعة عشر سنة من كتابته لها ، وكان أول من كتب عنها د. محمد حسن علوان رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ، وظّف تخصصه الطبي في كتابة العديد من الأعمال الروائية والإشراف على صفحة أسبوعية كاملة تعنى بالطب النفسي وقضاياه لأكثر من عشرين سنة في صحيفة الرياض ، التقت «الثقافية» بالدكتور إبراهيم الخضير، وتحدّث عن بداياته الصحفية، ورواياته ، ورأيه كطبيب متخصص وأديب في توظيف الجنس في الرواية .
«البدايات»
* حدثنا عن البدايات واهتمامك المبكر بالقراءة وكان للدكتور محمد بن صالح الشنطي دورٌ في تنمية ذائقتك الثقافية؟
- أول بداياتي مع الصحافة كانت عام 1397هـ/1977م كتبت للدكتور عبدالله المناع رئيس التحرير في مجلة « اقرأ «ونشر لي و تفاجأت حينها بالنشر وكان في ذلك الوقت الكتابة ما كانت منتشرة بشكل كبير بين الناس وكانوا سعيدين على أنني أكتب في هذا السن وأنا صغير وكنت الى حد ما «انطوائي» ولم أكن أخرج من البيت وكنت اقرأ قصصا وممّا شجعني على القراءة شقيقي الأكبر د.أحمد الخضير وهو من الدفعة الأولى من الأطباء السعوديين في كلية الطب في تخصص طب النساء والولادة وكان يزودني بالكتب والروايات ويحضرها إليّ من أسفاره للبنان والأردن روايات مصطفى لطفي المنفلوطي ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وقرأت روايات نجيب محفوظ وأنا في مرحلتي المتوسطة والتانوية حينما كنت أدرس في تبوك ولم أكن حينها أفهم بشكل جيد بعض رواياته وكنت أضطر لإعادة القراءة بشكل أكثر جدية و كان يدرسني اللغة العربية _آنذاك_ الناقد المعروف الدكتور محمد ين صالح الشنطي في تبوك درست المتوسط والثانوي في اللغة العربية ويعينني على فهمها ويشهد لي بالتفوق والموهبة في مواد اللغة العربية ،وكنت أكتب ونشرت أولى كتاباتي سنة 1977 مع مجلة اقرأ حينما الدكتور عبدالله المناع يرأس تحريرها ، وفيما بعد نُشر لي أول قصة قصيرة سنة 1980م في مجلة اليمامة نشر لي الأستاذ عبدالله الصيخان ،القصة كان اسمها «المطر مياه لزجة» كانت عن تجربة سفر لسويد سنة 1978 رحت السويد فكتبت قصة عن بلد اسمه كارلس كوغا بالسويد وأتذكر أنه كان مع الصيخان في مجلة «اليمامة» محمد علي علوان وعبدالكريم العودة وعبد الله باخشوين وبدأت انشر قصص قصيرة في مجلة اليمامة وبعدها انتقلت لجريدة الرياض إلى أن غادرت في بعثة في الدراسات العليا إلى بعدما أتمتت دراسة البكالوريوس في طب الجراحة
«الرواية الأولى»
* كتبت روايتك الأولى «عودة إلى الأيام الأولى» في أزمة الخليج 1990م ونشرتها بعد أربعة عشر سنة من كتاباتها ، كيف وجدت استقبال النقاد لها في الأوساط الثقافية؟
-عملت في القطاع العسكري عندما ذهبت لبريطانيا و كان حينها توجد صعوبة في الدراسة عندما كنت أحضر للدراسات العليا (الماجستير )وفي عام 1990م دخل العراق الكويت و استدعوني من بريطانيا وعدت للمملكة واشتغلت في القاعدة البحرية في الجبيل وكان معنا موظفين من أمريكان وكانت هناك دكتورة اسمها «روز» طبيبة تشتغل بمنصب عسكري برتبة «رائد» و تعرفت عليها في الجبيل في مستشفى الجبيل العسكري في القاعدة البحرية ولمّا انتهت الحرب وتحرّرت الكويت رجعت لبريطانيا استكمل ما بقي لي من دراسة مرحلة الماجستير وكتبت حينها قصة قصيرة عن الطبيبة «روز « هذه وكانت هذه القصة نواة لروايتي الأولى «عودة إلى الأيام الأولى» وكنت أكتبها أيام أزمة الخليج الثانية على شكل يوميات وقد طبعت بعد أربعة عشر سنة فيما بعد في رواية مستقلة وكان أول من كتب عنها د. محمد حسن علوان رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة .
وجئت من بريطانيا وكنا أربعة أطباء متخصصين في الطب النفسي من بينهم د عبدالله السبيعي (الطبيب النفسي المعروف) وفي بداية حياتي العمليّة كنت اسافر كثيرا في بعثات طبّية لخارج المملكة وكان لدي متسع من الوقت فكتبت روايتي الأولى وعرضتها على د . جهاد الكبيسي رئيس قسم اللغة العربية في جامعة سرت في ليبيا وكان ساكنا في القاهرة فاستحسنها وكان ممن كتب عنها سيمون نصار من بيروت و حسين علي حسين وكتب عنها كثيرون وموجوده عندي المقالات وهي موثقة وحظيت الرواية بقراءة نقدية واعية
«الصحافة»
* كيف كانت علاقتك بالاستاذ تركي السديري يرحمه الله؟
- علاقتي بالأستاذ تركي السديري قوية وكان لطيفا معي ويحب المناقشة والحديث عن الطب بوجه عام ،والطب النفسي والأدوية وكلفني بالإشراف على صفحة متخصصة في مجال الطب النفسي و استمرت تقريبا حوالي عشرين سنة وتوقفت في عام 1436هـ /2016م
«رسالة أكاديمية»
* نوقشت رسالة أكاديمية لنيل الدكتوراة عن رواياتك ، حدّثنا عنها ؟
- تخصصت في جانب كتابة الروايات النفسية هي أربعة:
• عودة إلى الأيام الآخرى: رواية - دار الانتشار العربي -بيروت 2004
• رحيل اليمامة - رواية - دار الانتسار العربي - بيروت 2008
• في انتظار مجئ الرجولة - رواية - دار الانتسار العربي- بيروت – 2010
• رواية «فصام»
وقد نوقشت رواياتي في رسالة أكاديمية لنيل شهادة الدكتوراه من قبل الدكتور حسن الزهراني شهادة دكتوراه في جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل
«الجنس والأدب»
* رأيك كطبيب نفس متخصص كيف ترى تناول الجنس في الأدب وعلى وجه أخص الروايات؟
- الجنس جزء موجود في الحياة مثله مثل الأكل والشرب لكن في المجتمع المحافظ تكون له حساسيته عندما يطرح والجنس موجود في أي رواية غربية تجدها عند الروائية الفرنسية « فرنسوا ساقان» عندما أصدرت أول رواية لها في هذا الجانب وكان عمرها 17 سنة ، وتعرضت للجنس في روايتي «في انتظار مجيء الرجولة) وكنت أكتبها من زاوية طبية وأثارت حفيظة بعض المجتمع في نقاشها ، بينما تقبلها الآخر بوعي وتفهم ولم تتعرض لإشكالية في نشرها من الرقابة ومن الروائيين الذين اهتموا بالجانب النفسي ؛ «كولن ويلسون» في روايته له اسمها «الحالم» وكان حتى الموروث الديني خصوصا في الاندلس تناقش الموضوعات الجنسية بدون أي حرج مثل كتاب ( طوق الحمامة ) لابن حزم الأندلسي وقصائد الشاعر أبي نواس مليئة بألفاظ بذيئة في الجنس وكان أول من كتب رواية بصدق وصراحه ووضوح في الجنس هو «رؤوف مسعد» اسمها «بيضة النعامة» وترجمت أكثر من 11 لغة وتغلب بصراحته المكشوفة على اعترافات محمد شكري في روايته «الخبز الحافي» ، وممن كتب في هذا الروائي العراقي نجم والي كتب رواية أسمها «تلّ اللحم» والروائية السورية سلوى النعيمي «برهان العسل « والروائي والشاعر اللبناني رشيد الضعيف كتب عن الجنس في أعماله الروائية وترجمة الى لغات كثيره وتحولت الى أفلام و مسرحيات
«التجربة»
* كيف تقيّم تجربتك في الإدارة في نادي الرياض الأدبي الثقافي؟
- كانت علاقتي بالكل جيدة ، ولست تصادميا ، عندما كان د.سعد البازعي رئيسا للنادي الأدبي بالرياض والتجربة كانت جيدة و كنت مستمتع فيها صراحة
«السيرة الذاتية»
* السيرة الذاتية هل تفكر انك تكتبها د.إبراهيم خصوصا وأنك وقفت من خلال تخصصك على معاناة النفس البشرية واعتلالاتها؟
- والله كثيرين طلبوا مني اني اكتب سيرة ذاتية لكن أجد أن فيها صعوبة بالنسبة لي.
«البوح»
* هل تخشى من البوح ؟
- لا أنا دايما أكتب عن الأمراض النفسية والاشياء الحياتية وربما في قادم الأيام سأكتب..