الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
بدأت المكتبات التجارية تتناقص تدريجيًا مع قلة الإقبال على شراء الكتب الورقية، ورواجها، وكانت «الجزيرة الثقافية» قد رصدت هذا التراجع الكبير في تواجد هذه المكتبات التجارية في كافة مدن ومحافظات المملكة، وكان آخر هذه المكتبات المؤثرة مكتبة الصميعي في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم! و«الثقافية» التقت صاحب المكتبة بالناشر الصميعي وأشار إلى أن بدايات المكتبة قبل خمس وعشرين سنة وكان مسمّاها (مكتبة الذهبي)وصاحبها في الأساس عبد الله الحربي، وقد قام بشراء المكتبة منه قبل وفاة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بثلاث سنوات وتجاور المكتبة جامعه الشهير، وكما التقت الثقافية أيضا بأحد المهتمين الذي طالب وزارة الثقافة بالتدخل ودعم هذه المكتبات.
من المتوقع خلال الخمس السنوات القادمة ، ستختفي المكتبات من السوق ،للاستغناء عنها بالكتب الرقميّة ، وعزوف الناشرين مستقبلا عن طباعة الكتب بكميات كبيرة ،العالم الرقميّ أدى إلى عزوف الناس عن شراء الصحف الورقية واكتفاءهم بتصفحها رقميّا، كما استغنى الناس عن الورق في كثير من معاملاتهم ويتضح ذلك من تأسف الناشر عبد الله بن حسن الصميعي إلى إغلاق فرع مكتبته بعنيزة والتقت «الثقافية» بالناشر الصميعي وأشار إلى أن بدايات المكتبة قبل خمس وعشرين سنة وكان مسمّاها (مكتبة الذهبي)وصاحبها في الأساس عبد الله الحربي وقد قام بشراء المكتبة منه قبل وفاة الشيخ ابن عثيمين بثلاث سنوات وتجاور المكتبة جامعه الشهير ، وكانت تباع فيها كتب منوّعة والشيخ محمد بن صالح العثيمين -يرحمه الله- يرسل طلابه لشراء كتب صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتب فقهية وقواميس لغوية ك»القاموس المحيط «وكان الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله يتكفل بشراء كتب طلابه شهريا ما بين 20ألف و30ألف ريال ، وانتقلت مكتبة الصميعي لمجاورة مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية واستقرت مؤخرا قبل إغلاقها في شارع السفير محمد الشبيلي ،كما ألمح الناشر الصميعي إلى أن مكتبات أخرى في عنيزة ؛مثل مكتبة «المؤيد» ومكتبة «العبيكان « أُغلقت وذلك بسبب جائحة كورونا التي أثرت على حركة البيع والشراء واستغناء الطلاب/ات عن الكتب في دراستهم الجامعية واقتصارهم على الكتب الرقميّة والملخصات وأكّد الصميعي في نهاية مداخلته أن المكتبات تمر بمرحلة صعبة وسوف تنتهي المكتبتات الورقيّة أمام عجز مسؤولي وزارة الثقافة وتقاعسها عن دعمها .
وعلّق محمد العتيبي عن موضوع إغلاق مكتبة الصميعي بعنيزة وأبدى أسفه وألمه لإغلاقها وقال :الحقيقة ساءني كما أساء غيري إغلاق دار ومكتبة الصميعي للنشر والتوزيع لضعف الإقبال على الكتب الورقية وهذا للأسف مؤلم لكل من يحب قراءة الكتب الورقية ويفضلها على غيرها ولكن بسبب التحول الرقميّ وغيره من الأسباب حدث ما حدث وقبلها مكتبات أُغلقت كذلك ، و من وجهة نظري أتمنى في المقام الأول أن تبادر «وزارة الثقافة» بمساعدة مثل هذه المكتبات التراثية العريقة وغيرها لأن تبقى بكل الوسائل المتاحة للاستمرار في التنوير وضخ المعرفة للمجتمع من تخفيف الإيجارات عليهم ومساعدتهم من الناحية المادية كإلغاء الضرائب على سبيل المثال ، وتحمّل تكلفة الطباعة والنشر أو جزء منها وأملنا بهم كبير ، ومن ناحية أخرى تشجيع المجتمع وحثّه على القراءة بطرق مبتكرة أو شبه إجبارية وذلك بتوفير الكتب في الأماكن العامة في صناديق أو غيرها كما في بعض الدول وفي محطات المطارات والقطارات والأسواق والمهرجانات والفعاليات الحكومية وغيرها من القطاع الخاص وفي كل التجمعات وأماكن الترفية وأماكن الانتظار وذلك بجعل التذاكر أو ما شابهها والبطاقات بشكل مجاني أو مخفض لمن يقرأ عدد معين من الصفحات لتشجيع شرائح المجتمع على حبّ الكتب الورقيّة ووضع خصومات ومزايا وتخفيضات وإقامة المسابقات للحثّ على القراءة ويتم التسويق لها بطرق مباشرة وغير مباشرة كما في الأماكن العامة المذكورة ، وهنا رسالة كذلك لأصحاب هذه المكتبات بأن يسايروا العصر والتطور الرقمي بأن يطبقوا طريقة الطباعة حسب الطلب كما فعلت بعض المكتبات لتخفيف التكدس والخسائر لما يعرضون وينشرون وأن يخصصوا جزءا منها لبيع منتجات أخرى لجذب الزبائن ، وكلنا يعلم بأن الكتاب الورقي لا يقارن بالرقمي من حيث تثبيت المعلومات وكذلك يبعد عن التشتت لأن الأجهزة تساعد على ذلك حين تجعل القارئ ينشغل بمواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي وتعزيز الحملات والمبادرات المكثفة بالتعريف بفوائد الكتاب الورقيّ في ظل اكتساح الكتب الرقميّة.