علي الصحن
• بغض النظر عن المردود الفني الذي يقدمه البرازيلي بيريرا، إن مع المدرب السابق جاردليم أو مع خلفه دياز وابنه، إلا أن التفريط في اللاعب لمجرد خلاف بين اللاعب ومدربه ورفض الأخير – كما يتردد - لكل الوساطات الإدارية، التي حاولت إعادة المياه لمجاريها بين الطرفين، أمرٌ فيه نظر، فكيف يتم إعارة اللاعب ومستقبل المدرب أصلاً غير واضح مع الفريق، في ظل الضعف الفني الظاهر والمطالب التي لا تتوقف عن إبعاده وإحضار بديل عنه، كما أن ترك مثل هذه القرارات المهمة والمصيرية – في ظل المنع عن التسجيل – بيد شخص واحد أمر غريب، ويبقى الأغرب رفض المدرب لكل الوساطات الإدارية، فما هي القوة التي يستند عليها ليرفض، وهل يكشف دياز هنا أنه الآمر الناهي الوحيد في الفريق، وأن من حوله من الإداريين لا دور ولا أمر لهم، ثم إن مثل هذا القرار المفاجئ، يؤكد ضرورة الشفافية بين إدارة النادي والإعلام، وعدم ترك الأمر للتأويلات والتفسيرات التي تشرق وتغرب، والسؤال الأخير: ماذا لو ذهب دياز كما هو متوقع في أي لحظة، ونجح بيريرا(!!) في محطته الجديدة؟.
• في الموسم الماضي طالب الكثير من الهلاليين بإبعاد مدرب الفريق جاردليم، رغم أن الفريق حقق معه اللقب الآسيوي من أصعب و(أفضل) الطرق، وحقق معه أيضاً كأس السوبر، وحدث ذلك لأن الفريق لم يكن ممتعاً ويفرط في نقاط سهلة، لكن الإدارة لم تلتفت لتلك المطالبات إلا في وقت متأخر وبعد بطولة أندية العالم، وما أشبه الليلة بالبارحة، فمنذ شوال الماضي وهناك من يطالب بإقالة دياز، حتى وهو يقود الفريق للمحافظة على لقبه في الدوري، ويبلغ الدور الثاني من دوري أبطال آسيا، والسبب أن الهلال الذي نشاهده مع دياز ليس الهلال الممتع الذي نعرفه، ولكن إدارة النادي ما زالت متمسكة في المدرب، والأمل ألا يتكرر ما حدث في بطولة العالم، وتعود الحكاية نفسها.
• أستعير هذه الفقرة من مقال الأستاذ عبدالعزيز الهدلق الأخير: «لا يمكن لصالح الشهري أو عبدالله الحمدان أن يكون أحدهما رأس الحربة المنتظر لفريق بحجم الهلال الذي ينافس محلياً وآسيوياً وعالمياً. الفرنسي بافيميتي قوميز وضع المواصفات المطلوبة لرأس الحربة المثالي لكبير آسيا» لأنها تلامس الواقع، وتضع العلاج الواضح للمشكلة الهلالية في خط المقدمة، فما قدمه الأسد لا يمكن أن يقدمه غيره من المتواجدين حالياً بما فيهم إيقالو، قوميز الذي ذهب من الهلال فجأة بعد تراجع مستواه مع جاردليم، مازال وبعد سنة كاملة من رحيله يلعب ويقدم نفسه ويسجل في الدوري التركي، فهل عرفتم وعرف من بيده القرار معنى أن نقول: «لا تتركوا القرار بيد شخص واحد»، ففي النهاية ذهب المدرب وبقي الأسد يزأر في مكان آخر.
• الكلمة مثل الرصاصة، بعض الكلمات لا ينفع بعدها الاعتذار ولا محاولات التبرير والإيضاح، خاصة إن أصابت مضرباً حساساً ومؤثراً.
• مادام الإدارة أبعدت لاعباً بقرار من المدرب، فلماذا لا تبعد الآخر بقرار أجمع عليه المدرج؟
• الإدارة اتخذت أسهل الحلول فقط.
• وضع الهلال في مباراة اليوم لحساب كأس السوبر السعودي أمام الفيحاء ليس سهلاً، فللأخير مواقف مع الهلال أبرزها فوزه في نهائي كأس الملك، وموقع الفريق في الدوري لا يعكس واقعه الفني بكل تأكيد.
• والمباراة الأخرى في كأس السوبر بين الاتحاد والنصر ستكون قمة في كل شيء، وهي بالتأكيد الأكثر إثارة، وستزيد إثارتها كون طرفيها عرفا الطرف الأول في النهائي.
• مع كل قرار يتكرر السؤال: ماذا يفعل الإداري وما هي أدواره خاصة وأن كل ما يحدث يؤكد أنه لا يقوم بأي شيء، وأنه خارج منظومة التأثير فعلاً.