لعل من أساسيات نجاح العمل وزيادة إنتاجيته وهذا ليس بجديد, وجود الصداقة القوية، وروح الفريق الواحد التي تجمعه الألفة والمحبة والتعاون الذي له الأثر النفسي والاجتماعي، يجعل من مكان العمل قوة جاذبة، هناك دراسات وأبحاث متعددة تناولت هذا الموضوع وغيره في بيئة العمل بشكل مكثف، عرضت أساليب وخططاً وتجارب متعددة، لا بد لمن يشغل وظيفة ما أن يكون على دراية ببعض منها في بيئة عمله من خلال التطبيق أو الاطلاع، ولكنني سوف أعود إلى بذرة الصداقة في مرحلة الطفولة والتي هي الأساس في تعزيزها لدى كل فرد، والتي يجب تكثيفها والاهتمام بها بشكل أكبر، وهي موجودة في المدرسة نجد أحياناً ضعفاً في الاهتمام بها بسبب عدم الكفاءة ونقص الإمكانيات المادية والمكان المناسب وكذلك كثرة الطلاب، ولا يزال بعض منا عالقاً في فكره أثناء الدراسة في المراحل التعليمية المختلفة الذكريات التي كانت تجمعه في المدرسة مع زملائه في الصف وخصوصاً في الأعمال الجماعية في دروس التربية الفنية أو الرياضية وكذلك الأعمال في داخل المعامل والرحلات التي كانت من أشد تقوية أواصر الصداقة بين الطلاب، والتي أعتقد أنها لم تعد تحصل على الاهتمام المطلوب، وإن تمت فإنها تتم في حيز ضيق بسبب ما ذكرنا سابقاً.
هناك أثر سلبي ينعكس أحياناً على الصداقة في العمل الذي يمكن أن يجعل من هذه الصداقة تفقد العمل جديته وإنتاجيته المطلوبة أو المستهدفة، تتلخص في أمرين هما: ضياع الوقت في (الثرثرة) من مكتب إلى آخر وكذلك التكتل في فئة أو قورب خاص، وكثيراً ما نسمع مواقف أو تجارب من أفراد في بعض قطاعات العمل أحياناً عن حالات من التنافر وعدم التجانس في العمل على خلفية أفضلية إدارية أو قبلية، نجد أن الصداقة مفقودة أو أنها موجودة بشكل هامشي لتحقيق مصلحة ذاتية تنتهي عند الخروج من بوابة العمل.