عبدالعزيز المعيرفي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات على الجوال هي المصدر الأكثر مشاهدة للمحتوى المرئي في العالم, وفي ظل الطلب المتزايد على المحتوى خاصة مع استمرار دخول عدد كبير من المراهقين والأطفال إلى هذه المنصات وصعوبة التحكم في المحتوى الذي يتعرضون إليه، تسعى العديد من المنصات إلى تطبيق الرقابة الأبوية ليس بهدف التوافق مع الأنظمة القانونية المفروضة في دول معينة فحسب وإنما ليكون المحتوى المقدم متناسباً مع مختلف الثقافات والأعمار وذلك من خلال وضع العديد من خيارات الرقابة الأبوية.
عندما نتحدث عن منصات المشاهدة كنتفليكس مثلاً فيشكل المحتوى المنزلي الذي قد يشاهده أكثر من شخص ضمن العائلة الواحدة النوع الأكثر مشاهدة، وعلى الرغم من اختلاف أذواق أبناء الأسرة الواحدة، قد يستخدم الأطفال الأصغر سنًّا نفس حساب الأهل على نتفليكس. وفي بعض الحالات قد يكون الطفل كبيرًا كفاية لاتخاذ قراراته بنفسه، ولكن هذا الأمر تحدده الاعتبارات الثقافية وأسلوب التربية الذي تعتمده كل أسرة. ومن هنا تبرز أهمية تصميم التجربة الترفيهية للعائلات بحيث توفّر المزيد من الخيارات والتحكم، ويمكن لأدوات مثل الرقابة الأبوية من نتفليكس أن تساهم بشكل كبير في ضمان توفير تجربة مشاهدة آمنة وممتعة ومناسبة لجميع الأعمار، وقابلة للتخصيص بحسب تفضيلات كل أسرة.
ولذلك تحرص نيتفلكس على مناسبة محتواها للقيم والعادات العربية الأصيلة حيث قدمت دليلًا إرشاديًّا للأهل يهدف إلى إعطائهم مزيدًا من الأفكار حول كيفية استخدام أطفالهم للتطبيق ووضع المزيد من القيود التي تمنع ظهور محتوى لا يتناسب مع الأطفال، وأولها الملفات الشخصية للأطفال حيث يمكن إنشاء وإدارة ملف بحسب عمر الطفل من 7 وحتى 18 سنة وذلك لتقديم محتوى يتناسب مع أعمارهم ويساهم هذا الخيار بإيقاف العرض التلقائي والذي يزيد من التحكم في المحتوى الذي قد يشاهده الطفل ومعرفة سجل المشاهدة وحظر العديد من العناوين والمسلسلات. كما تمكّن المنصة أيضاً من استخدام ميزة صندوق العجائب الجديدة لمساعدة الأطفال على اكتشاف المحتوى المخصص لهم بطريقة مرحة وتفاعلية، إضافة إلى ميزة تحميل المسلسلات والأفلام للاحتفاظ بها ومشاهدتها في أي وقت.
إن هذه القيود التي شهدت تحديثات مؤخرًا تؤكد أن المنصات ملزمة بمراعاة قيم المجتمع في المملكة والشرق الأوسط وخاصة بعدما تعرضت لدعوة مقاطعتها ومطالبتها بإزالة المحتوى المخالف، ورغم كل هذه القيود وضوابط الرقابة الأبوية إلا أنه يجب على الآباء أن يكونوا حريصين على توعية أبنائهم ومراقبتهم بشكل مستمر للتأكد من أن المحتوى الذي يتعرضون له مناسب ولا يؤثر على ثقافتهم سلباً.