محمد العبدالوهاب
بشعار الانتماء والولاء التي ورثتها من عصر الجدود، ها هي العراق تعود مجدداً للحضن العربي بلهفة من الشوق والحنين نطقت بها القلوب وعلى طريقة اللهجة الخليجية تغنياً وأفراح:
خليجنا واحد وشعبنا واحد، لنبادرهم وعلى طريقة تمريرة الرد: وفوزنا واحد احتفالاً بتحقيقها كأس خليجي 25 .
أقول: ها هي العراق تعود وعلى شط العرب تستقبل وفود دول المجلس وبتدفق جموع غفيرة من الجماهير الخليجية بكل حفاوة وكرم وأصالة اعتدناها من بلد الرافدين رغم الظروف التي كانت تعيشها (آنذاك) حكومةً وشعباً، بيد لم يمنعهم ذلك كله بفتح قلوبهم قبل منازلهم ومتاجرهم ومطاعمهم - وبالمجان- ثقة ومحبة بدول وشعوب لم تحاول نقض أرض بلاد الأصالة.
.. وللأمانة فقد حققت بصرة العراق كأس الوفاء قبل انطلاقة البطولة، ولتؤكدها وترفع كأسها في الختام بكل جدارة واستحقاق.
.. هنيئاً للعراق بالعودة مجدداً للحضن العربي.. وهنيئا لنا بتحرر العراق الأبية كحضارة عريقة ومورث نابع من عمق الجذور الأصالة العربية.
كأس «موسم الرياض»
كما ذكرت في مقال سابق تحت عنوان - كرنفال كروي منتظر - جاءت مواجهة سان جيرمان ونجوم الهلال والنصر بتحقيقها على أرض الواقع وعلى درة الملاعب وتحت أنظار جموع غفيرة من الجماهير، وعلى هيئة كرنفال ماتع، بيد أنه أعاد لنا ذكرى المونديال العالمي الرائع (كأس العالم) على اعتبار أن غالبية لاعبي الفريقين شاركوا فيه.
.. بالتأكيد كان لقاءً مثيراً لم ينظر فيه إلى من هو الكاسب، بقدر الهدف الأسمى منه كتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الوطن وبإستراتيجية تسويقها سياحياً وجذب الاستثمار بهدف التنوّع الاقتصادي.
.. أقول: كانت المواجهة الكروية تلك وما جاء فيها من تفرد الجمال والمتعة بالإثارة والندية لتؤكد أن الرياضة اليوم وخصوصاً - كرة القدم - تمثِّل الواجهة الحضارية للدول.
.. شكراً نقولها مجدداً لهيئة الترفية على الإسهام المباشر في تحويل الوطن لواجهة سياحية ثقافية رياضية ترفيهية عالمية - فوق الخيال - والتي سيكون صدى تلك المواجهة الكروية وما آلت عليه نتيجتها بكسب الفائز لكأس- موسم الرياض - والذي أصبح حديث العالم والإعلام ، كأس عالم - مصغّر- طار به أبطاله فوق هام السحب احتفاء بتحقيقه.
.. شكراً عرَّاب موسم الرياض معالي المستشار تركي آل الشيخ وكل فرحة وطن وأنتم بخير.
قريباً من الرياضة
لم يكن الأستاذ خالد المالك، مجرد رمز للصحافة المحلية، أو رائداً من رواد الإعلام العربي فحسب، بل اكتشفت مؤخراً أنه عصامي، وكأن أحداً لم يعرف بذلك بمثل ما انتابني بالأمس القريب ومن خلال أمسية (مذكرات صحافي سعودي) كان أبو (بشار) ضيفاً على منصة (قيصرية الكتاب) والتي تشرّفت بحضورها وبمشاهدة مراسم توقيع الاتفاقية بين هيئة الصحفيين السعوديين والمتمثلة برئيسها الأستاذ خالد المالك، ومكتبة الرشد المتمثلة بالمشرف العام الأستاذ أحمد الحمدان، وبالتالي الالتقاء بأدباء ومفكرين وكتاب القصة والرواية والإعلام، أصابني حينها - غيمة فرح وسعادة- باستقراء حواراتهم عن المجتمع والحياة بأسلوب مشوّق وجميل.
أقول: كان الأستاذ (الخالد) في قلوب محبيه، متجلياً بقامته الفكرية والثقافية بذكرياته من ذلك الزمن البعيد، من حيث بداياته الصحافية عبر صفحاته الرياضية كمحرر إلى أن وصل به المطاف رئيساً لتحريرها ورئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية بدءاً بتلك الدروب الواعرة وما تخللتها من منغصات ومعاناة مروراً بأحداث لاتخلو من الذكريات والشوق والحنين.
.. كانت أمسية رائعة ومن الصعب سرد كل ما جاء فيها، إلا أنني استوقفت كثيراً مع إحدى المحطات التي باح بها وربما هي الأولى من نوعها بالنسبة لي، وكأنني حينها أقرأها كرواية أو قصة، وليست حديث يقال بحال اللسان، خاصة بتلك المراحل المشوّقة سواء مع رجالات الدولة أو مسؤولي القطاعات الحكومية أو حتى مع رؤساء تحرير الصحف، بالذات مع رفيق دربه وقلبه الأستاذ تركي السديري - رحمه الله- رئيس تحرير جريدة الرياض، حتى ظننت حينها وكأن الأمسية تتمحور حول علاقتهما والتي ترمز إلى زمالتهما وصداقتهما الإعلامية مما جعلني أيضاً وفور انتهاء ذلك الملتقى أعود مجدداً لقراءة مقال للأستاذ تركي السديري تم تدوينه في كتاب (أبكيك يا ولدي) لمؤلفه خالد المالك عن ابنه الفقيد فهد - رحمه الله- والذي أجزم بأن السديري كتبه - بقلبه وليس بقلمه-: علاقتي مع أبي بشار تختلف عمّا هي الزمالات والصداقات.. فيها سخونة الخصومات الشريفة، مثلما فيها الصداقات الوثيقة.
مسترسلاً.. تنافسنا.. فلم تبعدنا أي بغضاء حاقدة أي مسافة لا تجعل أحدنا يرى الآخر أو يستمع إليه.
.... انتهى
كم أنا تواق أن أبعث تلك الجزئية برسائل وأتمنى أن تصل، إلى كل زملائي وأصدقائي وأساتذتي بالإعلام الرياضي المقروء أو المرئي بالاقتداء برمزي الإعلام والصحافة المالك، والسديري - رحمه الله- وتجسيدها على أرض الواقع بمسارنا الرياضي اليومي، وعلى طريقة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
آخر المطاف
قالوا:
أحياناً يكمن جمال الحياة بالتجاوزات..
فتجاوز همك، وندمك، وهزيمتك..
وتجاوز أيضاً الأشخاص المحبطين من حولك.