صدر ديوان شاعر الجبلين الشاعر الكبير عبدالله الأشقر - رحمه الله -، جمع وإعداد الأستاذة الفنانة التشكيلية المعروفة البندري بنت عبدالله الأشقر، وكتب مقدمته المؤرخ والأديب والشاعر الأستاذ عبدالرحمن السويداء، يقع الديوان في مائتين وأربعين صفحة ويحتوي على تسعين قصيدة في أغراض الشعر المتنوّعة، يشار إلى انتظار عشاق الشعر المتميز الذي طال أمده لمثل هذا الإصدار لشاعر كبير غني عن التعريف (من منظور نقدي) ومما جاء في المقدمة: (شاعر الجبلين عبدالله بن صالح بن عبدالله بن محمد بن ناصر بن سليمان بن عبدالعزيز بن حواس الأشقر «شاعر الجبلين «ولد في حائل عام 1335هجري. تميزت قصائده رحمه الله بجودتها وقوة سبكها وتأثير إيقاعها على السامع وسلامة أسلوبها وسهولة حفظها تؤجج العاطفة وتسلب الألباب لمتذوقي الشعر الشعبي ويتميز أيضاً بغزارة المفردات اللغوية التي لا ينافسه في هذا الجانب من الشعراء إلا القليل وخاصة في قصيدته (عروس الشعر):
القلب رفرف وانغرف غرف بكفوف
والروح فوح الجوح يلفح فحمها
مرهون راهق عارق حرق منحوف
وله، ذهيل هايم في عزمها
جسر الغرام برامعي زل بزلوف
نزغ الزغارغ زلزله عن قدمها
ماني بكف العدل عنّي بمعروف
لا تبحثه بالله يقبس لغمها
هذه الكلمات وغيرها تنبئ عن غزارة الألفاظ عند الشاعر حيث تجد في البيت الواحد نحو عشر كلمات لكل واحدة منها معنى عميق قد يصعب فهمه على كثير من الناس، وبعد ذلك ينتقل إلى وصف العروس بقوله:
خشفٍ عفر فارع ظفر عشر مكشوف
تل القلوب وسلّها واستلمها
تمشي تهز العمر تنعاج بعطوف
مال الهوى به مال عوذا كصمها
بعيونها رايات وآيات وحروف
ترمي هل الغايات سم سهمها
حازت لغته على الإعجاب ومكنت الذائقة لحفظها من محبيه وترديدها في مجالسهم وسامرياتهم لسلاسة موسيقاها وكلماتها وصورها الجزلة، له العديد من الهجينيات والسامري والمسحوب التي ترنم بها الناس وتناقلوها كثيراً. رحمه الله رحمة واسعة فقد كان نجماً في السماء سطع ثم أفل كحال كثير من مبدعي البشر، لكن بقي ضوؤه يسافر في الفضاء لسنين عديدة حاضراً بذكره، هذا هو السطوع الذي لا يخبو ولا يُنسى لايزال مشرقاً بشعره عند محبيه فكم من شاعر أبدع بمحاكاة شعره، وكم من مجالس تتناقل موروثه الشعري حيث يقودهم إلى دهشة الكلمات والمعاني في كل مرة بتلونها. عبّر عن مشاعر الناس فحفظوه، وتناقلوا أبياته عبر الأجيال. كان شاعراً فاض شعره بحب الوطن والدفاع عن ترابه الغالي، مجسّداً المرحلة التاريخية التي عاشها وتفاعل معها في أغلب تفاصيلها ومنعطفاتها، تنوعت قصائده بين الغزل والحكمة والكرم والشجاعة والحنين إلى الوطن والأهل والأصدقاء).