علي حسن حسون
على هامش حفل جوي اورد (joy Awrds) لعام 2023 الذي قدمته الهيئة العامة الترفيه مؤخراً الخاص بالفن والفنانين في العالم العربي بمختلف فئاتهم وميولهم الفنية وسط حضور كبير من الفنانين والإعلامين المهتمين بالحركة الفنية والثقافية في المنطقة، قدمت الهيئة جوائز عدة في مجال السينما والدراما والموسيقى، إضافةً إلى جائرة صناع الترفيه الفخرية التي تم بها التكريم لرائدتي الفن الخليجي ومن الرعيل الأول القديرتين: سعاد عبدالله وحياة الفهد اللتين امتعتانا لسنوات عديدة وقدمتا لنا أنموذجاً يحتذى به في مجالي الكوميديا الخالية من الإسفاف والتهريج والدراما الواقعية.
حقاً عندما نعيد النظر في أعمالهم السابقة نجد أنها ذات طابع رهيب جداً دون أي تَكلف وطريقة طرح سَلِسة ومتنوعة في الأغلب، فحينما تعيدك الذكريات إلى زمن (خالتي قماشة) و(رقية وسبيكة) و(على الدنيا السلام) وَهَلُمَّ جَرّاً على الرغم من الإمكانيات المتواضعة إلا أنها امتازت بالعفوية البسيطة و(السهل الممتنع) مع عمق الفكرة، يا ترى ما سر تلك الأعمال التي رسُخت في أذهاننا حتى اليوم، ولو عدنا لمتابعتها مرة أخرى نستمتع بها وكأنها الأولى. وعلى النقيض نجد الكثير من المسلسلات الخليجية ومن الصعب أن تجد عملاً واحداً يضاهي تلك الأعمال.
السبب هو أننا الآن وفي الوقت الحاضر اتجه المنتجون إلى تسطيح الأفكار والركض وراء جلب أكبر عدد من المشاهدين عند الزج بكثير من المشاهد المُخلة والخادشة تحت مسمى الجرأة في الطرح وإقحام بعض المشاهير في الأعمال للهدف ذاته، لذا فإن أغلب الدراما التي تعرض الآن ما هي إلا وسيلة لترويج الإعلانات فقط لا غير، وما إن يتحقق ذلك ذهبت تلك الأعمال أدراج الرياح واندثرت.
في السنوات القليلة الماضية حدثت نقلة نوعية في الدراما العربية والسعودية بالتحديد بعد إنتاج مسلسل (رشاش) الذي ظهرَ بشكل مغاير عمَّا تعودنا عليه في الوطن العربي من حيث الكتابة والتصوير والإخراج ناهيك عن الانقادات التي لحقت ببعض الحقائق، لكنه يبقى عملاً دراماً بمعنى الكلمة. وآمل أن الدراما السعودية على وجه الخصوص بأن تبدأ من حيث انتهى (رشاش) ولا تتقاعس إلى الوراء.
أخيراً وجود مثل هذا الحفل السنوي يعتبر بمثابة فرصة جيدة يسهم في تطوير الحركة الفنية وخلق روح التنافس بين الفنانين وتقديم أعمال تليق بالشارع العربي وتثري الساحة الفنية والثقافية.