عبد الله سليمان الطليان
نمر بمراحل مختلفة في هذه الحياة، طفولة، مراهقة، شباب، شيخوخة، ماهي المرحلة الأكثر استغلالاً في حياتنا، مع وقع الحياة ومتطلباتها المعيشية التي تلاحقنا دائماً، ونحن في شوق وتلهف إلا لكي نحصل هذه المتطلبات في جهد وكد، تقابلنا عواصف الفشل والإخفاق بدرجات مختلفة، ويبقى لدينا العزيمة والإصرار التي هي متباينة بيننا يسانده محيطنا الذي نعيش فيه, للتغلب على هذا الفشل أو الإخفاق، نسمع كثيراً عن تجارب النجاح التي عادة ما نقرأ عنها أو نسمعها أو نشاهدها وفي الغالب هي حالة فردية يعني جاءت من جهد وتعب ذاتي بدون مساعدة خارجية، عاشت في كبد في البداية حتى وصلت إلى تحقيق الغاية أو الهدف، وصارت تجاربها مضرب المثل على مستوى المجتمع أو في العالم قاطبة، ونتوقف هنا على التجربة ونستبعد منها القدرة العقلية والفكرية التي نعرف أن لها دوراً كبيراً، ولكن هناك جزءاً مكملاً لها يتعلق بسلامة الجسد من الأمراض والحوادث والعاهات في حالة مبكرة ومع تقدم العمر، والتي تعيق تحقيق التمنيات والطموحات، قد نجد أن هناك حالات فردية تغلبت على هذا ولكنها حالات محدودة تأتي في نطاق ضيق. ولكن ماذا عن من تمتع بجسد سليم؟ نسمع أحياناً في واقعنا من أحد الأفراد أنه ضاع عمره في عشوائية وتخبط وفوضى، ولم يخرج منها إلا في مرحلة متأخرة من عمره، نراه يعض أصابع الندم على ذلك الضياع والاستيقاظ من الغفلة، ولكن هل فقط يشعر بالندم ؟ مع الأسف نقول لا بل يتعداه إلى تحميل محيطه في أنه كان السبب في فشله في تحقيق طموحات يضاف إلى هذا وهو يعتبر مأساة وهو نزوع نفسه إلى (الحسد والغيرة القاتلة) التي نجدها ذخيرته أحياناً في كل مجلس أو لقاء لا ينفك منها، يحاول التبرير ووضع اللوم على غيره في ثرثرة مبالغة تثير السخرية، ونحن هنا لا نعطي صفة التعميم ولكن نجدها حقيقة واقعة.