علي الخزيم
يتضح حالياً من متابعات عشوائية عارضة أثناء التَّصفح لمواقع وحسابات التواصل الاجتماعي بأن الأبواق الناعقة ضد (مملكة العزم والحزم والإنسانية) والدول العربية الواقعة على الخليج العربي تبدو أكثر إسفافاً وصفاقة وغثاثة من سابق أيامها، وهذا بنظري راجع لعوامل منها أن الدعم لتلك الأبواق السفيهة قد تَدنَّى إلى حدود لم يعد معها المضي بمزيد من النفاق والأكاذيب والتدليس ضد هذه الدول الناهضة المسالمة، ثم إن نسبة المتابعة والبحث عن تلك المواقع والحسابات تدنت هي الأخرى إلى القاع لارتفاع مستوى وعي المتابع الخليجي والعربي. فمع تَكشُّف المزيد من الحقائق الناصعة والبراهين القاطعة بزيف وكذب خطاب الأفَّاقين الدجالين انصرفت الأذهان عنهم كما انصرفت عن قنوات تسير على ذات النهج. هذا الواقع المُزري الذي آلت إليه تلك المنابر المارقة وداعموها والمشرفون عليها من شذاذ الآفاق والهاربين من العدالة ببلدانهم جعل كثيراً من النابحين المأجورين المتمرسين بتزييف الحقائق ولاعقي الأحذية النجسة ينسحبون من الساحة تاركين المجال لمبتدئين ما زالوا في طور التدريب على التَّمسّح والتعرف على الدولارات والساعات الثمينة.
وبوسط هذا الواقع البَئِيس الذي يعيشونه تجد الآن من أثقل ما يظهر بالمقاطع المُصوَّرة أولئك المُتشدقون بعبارات مكررة ساقطة تَجتَر ادعاء أن ثروات المملكة العربية السعودية بالذات دون غيرها من بقاع الكرة الأرضية: هي ملك للمسلمين كافة، وأنه يجب توزيعها بالتساوي بما فيها الدول الإسلامية البترولية، تناقض عجيب وسفاهة متناهية، ودأب بعض المخلصين النزهاء من العارفين بخفايا هؤلاء ومن يتزعمهم؛ وبمهاراتهم التقنية على التقصّي عنهم ليكشفوا أنهم مجرد عُمَّال أغبياء سطحيين مأجورين لدى مكاتب الغوغائيين والمشردين بحمقهم ببلاد الله جراء خياناتهم وانتماءاتهم المشبوهة لأحزاب وجماعات مارقة مفسدة ضالة، ويقال أن من أولئك الناعقين من يعمل داخل المملكة إما بالتجارة أو موظف بوظيفة محترمة بشركة ونحوها، ومع ما يجدونه من حفاوة وتقدير لهم كأشقاء وضيوف داخل المملكة، وما يتنعمون به من رخاء وجودة للحياة وأمن وارف وجملة الإيجابيات المحيطة بهم هنا؛ إلَّا أنهم قد جانبوا الحق والصواب وأعمت عيونهم بضع دولارات أو هدايا باتت لا تتعدى جهاز هاتف محمول أو أقل منه، ما يُبرهن على ضحالة وسذاجة (تفكيرهم) أمَّا (الفكر) فهو معدوم عندهم لم يتعرفوا عليه بعد، فلا يمكن لصاحب فكر قويم أن يصنع ما يصنعونه أو يقترف كل هذه الموبقات من الكذب وقلب الحقائق ونكران الجميل، والتعاون على الإثم والعدوان.
كما أن من أسباب انسحاب الأبواق الأولى ومن بعدهم ممن كانوا مأخوذين ومُعجبين بأنفسهم بعد أن أتيحت لهم فرص للعمل بصحف ومجلات عربية جُلها حزبية وتتبع أنظمة مشبوهة وهي لا تهتم بمقومات الثقافة وصناعة اللغة وفنون الصحافة والإعلام بقدر ما تهتم بابتكار الأكاذيب والروايات المختلقة لتشويه العرب والمسلمين لاسيما المملكة والدول الشقيقة على ضفاف الخليج العربي؛ هو انحسار الزمن عنهم وانصراف المتابع لركاكة الأسلوب العتيق والطرح الممجوج والتكرار الممل والسَّفاهات المفضوحة.
قول واحد وبقناعات كاملة لا تزحزحها الهرطقات وصياح البائسين: نحن شعب راقٍ ويد واحدة بقيادة راشدة حكيمة عادلة، ولكم أن تتجرعوا بؤسكم وخيباتكم المتلاحقة.