عبده الأسمري
تتشكل الحياة بتفاصيلها ومراحلها ومعانيها ما بين مد «الأمنيات» وجزر «البلاءات» ويقيم فيها البشر وسط «قطبية» من الخير والشر ووسطية من العقل والمنطق فتتكون «محطات» العمر التي ينظر إليها الإنسان من خلال زوايا منفرجة على «المطالب» وحادة نحو «الرضا» بحكم طبيعة «الجشع» الفطرية واحتكام هيئة «الطمع» البشرية.
يدور البشر في «دوائر» يخال إليهم أنها ميسرة بواقع «الغفلة» ويمضون في جنى «مطامع» النفس بحثاً عن خط «قناعة» يتمدد وفق «شخصية» الإنسان وتبدل الزمن فيبقى الناس في مسارات من «التباين» ومنعطفات من «التغابن» تظل في إطارات من «حتمية» التنافس و»ضرورة» التسابق بحثاً عن «وجود» مؤقت سيؤول حتماً إلى «الرحيل» الإجباري الذي يأخذ معه كل «متعلقات» الحياة و»ممتلكات» الذات ليبقى «الذكر» المرتبط بمحاسن محمودة أو مساوئ مذمومة.
تتبدل طبيعة الحياة بفعل التغير الواجب والتبدل المستوجب نظيراً تسارع «عجلة» الزمن والتي ترتفع معها «مطالب» البشر وتعلو وسطها «متطلبات» العيش وتكبر فيها «التزامات» التعايش فينعكس كل ذلك على «تحولات» مستغربة في واقع السلوك الإنساني فينظر الكل إلى «الماضي» كذكرى حميدة تستوجب الاسترجاع وربطها بالحاضر كمحطة جديدة تستدعي الاندهاش.
تمضي «عقارب» الوقت وتتزايد «مآرب» الذات وتتجلى في المجتمعات «أصداء» اللهاث خلف «الموجة» المستجدة فتكبر في «آفاق» المسؤولية «تحديات» التبدل المعيشي وتداعيات» التحول الحياتي وتسمو في «نفوس» العقلاء موجبات «الاتزان» وعزائم «الثبات» بالاستناد على الأصول الراسية من التربية والاعتماد على الفصول الثابتة من التوجيه مع «تواءم» صائب يسهم في تنمية الإنسان وصناعة مستقبله بتخطيط سلوكي يمنع «الانجراف» نحو الغواية أو «الانحراف» إلى الهاوية.
يمر الإنسان في حياته بمنعطفات بسبب «الظروف» ومتاهات بفعل «الأزمات» وكل ذلك من شأنه أن يصنع «التجارب» التي تتشكل منها «مشارب» الاتعاظ و»منابع» العبر التي تصنع «صلابة» الذات في مواجهة «الموجات» القادمة من «المتاعب» و»الهجمات» المتوقعة من «المصاعب» فتقوى «الشخصية» ويعلو صوت «الحذر» ويتجلى صدى «التوجس» في ظل «مناعة» نفسية تشكلت كأفق منحة من عمق محنة تبدلت لتكون جبهة ذاتية تقاوم تغيرات «الحياة» وتبدلات «البشر» وتحولات «العمر».
الإنسان بطبيعته «المنبثقة» من خلطة «الفطرة» السوية «كائن» يميل إلى السلام ويسعى إلى الاطمئنان ولكن «فرضيات» العيش مع الآخرين والتعامل مع الغير يحتم وجود «تغير» محكوم بالعقل ومرهون بالمنطق الأمر الذي يستدعي «تغليب» الصواب و»ترجيح» السواء والبعد عن «مكامن» الأخطاء التي قد يقع فيها نتيجة «غفلة» ذاتية أو حيلة دخيلة.
يقع العديد من البشر في محطات حياتهم في «أخطاء» تتباين وسطها درجات «الإدانة» في ظل «أسباب» تعود إلى التربية أو «مسببات» ترجع إلى التهيئة مع تدخل «السمات» الشخصية لكل إنسان في رسم «خارطة» سلوكه قبل وأثناء وبعد «التجربة» التي خرج منها أو «المحطة» التي مر بها فأما اصطدام بندم يؤول إلى النجاة لاحقاً أو جهل يمضي إلى الخطيئة مجدداً.
الحياة «مدرسة» بدأ فيها الجميع «تلامذة» على «مقاعد» التعلم ومناهج «التعليم» فيها متعددة ومجانية في الاستفادة ولكنها غالية الثمن حين «الإعادة» لذا فإن النجاح في تجاوز مراحلها مرهون باجتياز «المواقف» وتجاوز «التجارب» والنظر إلى الآفاق «المفتوحة» والاعتماد على «النتائج» المرصودة والانتقال من «الطرق» المظلمة إلى «المسارات» المضيئة شريطة الانطلاق تحت مظلة «التوكل» على الله ثم الاستناد على عزيمة «الذات» وتوفير «السعي» من النفس حينها ستكون احد «المعلمين» الذي ينتظر غيرك النهل من حكمتك والانتهال من تجربتك لترسم كل معاني «العون» الاجتماعي و»التعاون» الإنساني في أبهى المشاهد وأزهى الشواهد.
ما بين «دوائر» الحياة و»مدارات» العمر يمضي الإنسان عبر «محطات» مختلفة يعيشها ما بين «رضا» إجباري و»قنوط» اختياري ويجنى منها الفوائد والعوائد في كلا الاتجاهين وفق «الشخصية» السوية التي تنظر للمحن والمنح من «منظار» اليقين بالخير في كل الاتجاهات والأبعاد فالشكر يمنح الزيادة في النعم والصبر يجلب الاستزادة من الأجر.