هو الفريق صالح بن محمد بن علي بن محمود ابن سُلْمِي ولد في البكيرية سنة 1335هـ ونشأ بها، قرأ القرآن على والده المقرئ محمد بن علي بن محمود، وهو أشهر معلمي القرآن في البكيرية في وقته، ثم تتلمذ على الشيخ حمد بن بليهد، والشيخ محمد بن مقبل، والشيخ عبد العزيز ابن سبيل، وعند بلوغه الرابعة عشرة من عمره انتقل مع صهره الشيخ محمد بن عثمان الشاوي(1) إلى مكة المكرمة- المدرس في المعهد السعودي- وتتلمذ على يده وهناك التحق بالمعهد السعودي، وزامله بالدراسة الشيخ عبد الله خياط إمام الحرم المكي، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ، والشيخ حمد الجاسر.

أعماله

عمل إمامًا لنائب الملك عبد العزيز بالحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز. وعمل في المسجد الحرام لمدة عامين تقريبًا.

ثم عُيِّن في خفر السواحل سنة 1352هـ، وتدرج بعدها في الرتب والمسؤوليات، وفي أواخر الستينات الهجرية عين مدير قسم البواخر بميناء جدة الإسلامي، وعند تسمية خفر السواحل والمواني بـ (سلاح الحدود وخفر السواحل والموانئ) وتشكيل المناطق عين أول قائد للمنطقة الغربية والتي تمتد من العقبة شمالا حتى جازان جنوبا، وذلك في مطلع عام 1384هـ.

وفي عام 1385هـ كلف من قبل وزير الداخلية بالمشاركة مع نخبة من الخبراء بمجلس الوزراء لوضع نظام قوات الأمن الداخلي ومساواتها بالجيش كقوات مسلحة.

وفي أواخر عام 1385هـ نقل لمدينة الرياض للعمل مساعداً لمدير عام سلاح الحدود بمرتبة لواء.

وفي عام 1391هـ تم تكليفه من قبل وزير الداخلية بالعمل نائباً لسمو رئيس لجنة استقدام الأجانب.

وفي عام 1392هـ رقي إلى رتبة فريق ومنح وسام الملك عبد العزيز، واستمر في عمله حتى نهاية عام 1398هـ وإحالته إلى التقاعد بناء على طلبه، وهو بحق أحد رجالات الدولة.

قلت: إضافة إلى أعماله العسكرية كان رحمه الله خيرًا واصلًا للرحم، ذا إلمام بالأدب والتاريخ، وكان مهتمًا بالشعر محبًا له وخاصة شعر الشيخ الشاوي فكان يحفظه، وشعر ابن عثيمين وأهدى لوالدي العقد الثمين، وكان بينه وبين والدي صحبة ومحبة. وله موقف جليل سنة 1347هـ بالمدينة.

توفي في اليوم الثالث عشر من شهر جُمَادَى الآخرَة، سنة 1415هـ.

وقد عزى فيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، والشيخ حمد الجاسر، وغيرهما. ورثاه الأستاذ الدكتور ناصر الرشيد.

وقد أنجب من الأبناء خمسة أنجباء توفي اثنان والثلاثة الباقون هم:

- محمد وهو أكبرهم، عمل بالقطاع العسكري حتى وصل إلى رتبة عميد، وهو متقاعد ويسكن في جدة، وابنه الأستاذ عبدالله بن محمد.- وعبد العزيز، عمل بالقطاع العسكري بوزارة الداخلية وأحيل إلى التقاعد برتبة عميد.

- وعبد الرحمن أيضاً عمل بالقطاع العسكري بوزارة الداخلية وأحيل على التقاعد برتبة لواء(2).

الهوامش

(1) الشيخ محمد بن عثمان الشاوي، قاضي تربة وشقراء والمدرس بالمعهد السعودي بمكة، وكان مفتي خالد بن لؤي عند دخولهم الطائف، توفي سنة 1354هـ (علماء البكيرية ص189).

(2) علماء البكيرية خلال ثلاثة قرون ص 191، 217، علماء وأعيان آل سُلْمِي ص150 .

**

- كتبه: أ. د. عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح