حاوره - عوض مانع القحطاني:
نظم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة أمس الأحد الملتقى العلمي الثاني والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت شعار «نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن»، بقاعة الملك عبدالعزيز الكبرى بمقر الجامعة في العابدية، برعاية خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأكد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور تركي بن سليمان العمرو في حوار خاص أجرته معه «الجزيرة» أن الملتقى الذي يفتتحه سمو أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل يهدف إلى إبراز أهم التجارب والجهود لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتوفير الوعاء العلمي للنشر في مجالات الحج والعمرة والزيارة، بالإضافة إلى توفير بيئة علمية لتبادل التجارب والخبرات والدروس المستفادة، وتشجيع الابتكار والأبحاث العلمية في مجال خدمات قطاع الحج والعمرة، وخدمة ضيوف الرحمن.. وتابع قائلاً: إن أهداف الملتقى تلتقي وتنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن. وإلى نص الحوار:
* ما هي آليات تطبيق شعار الملتقى لتعزيز مفهوم إثراء تجربة الحاج وخدمة ضيوف الرحمن؟
- في الواقع إن الملتقى الـ22 يهدف لتعظيم الإبداع والابتكار وتحسين وتجويد الخدمات المقدمة للحجاج وتعزيز التميز التشغيلي المؤسسي.. كما أن الملتقى الـ22 سيتبنى الرؤى المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في تطوير منظومة الحج والعمرة بالاستفادة من التقنيات الحديثة والبحوث العلمية في شتى المجالات لتسهيل أداء النسك لضيوف الرحمن. كما يتيح الملتقى تعزيز العلاقات بين مختلف الجهات العاملة وزيادة التعاون فيما بينها وإقامة شراكات إستراتيجية.
وفي الحقيقة إن إثراء وتعميق تجربة ضيوف الرحمن، هي أحد أهم منطلقات تعظيم خدمة حجاج بيت الله وهو شعار الملتقى وقد أطلق خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- برنامج خدمة ضيوف الرحمن (أحد برامج رؤية المملكة 2030). وسيتم طرح الأبحاث والمقترحات التي تعنى بتطوير وتجديد الخدمات ونشر المعرفة، كذلك عقد اللقاءات الحوارية والنقاشية مع المسؤولين عن منظومة الحج والعمرة لتعظيم فكرة إثراء تجربة ضيوف الرحمن في الملتقى.
* من هُم أبرز المتحدثين في الملتقى؟
- في الواقع إن المتحدثين الرئيسين مجموعة من أصحاب الفضيلة والمعالي يتقدمهم معالي الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس ومعالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي ومعالي نائب وزير الحج الدكتور محمد المشاط وعدد من أصحاب السعادة رؤساء الجلسات ونخبة من ممثلي الجهات المقدمة للخدمات والخبراء والباحثين. وأجدها فرصة للترحيب بمشاركة أصحاب المعالي والفضيلة والمتحدثين في الملتقى العلمي الـ»22» لأبحاث الحج والعمرة والزيارة.
* ما هي أبرز إنجازات المعهد وهل تشعرون أن المعهد حقق أهدافه؟
- أبرز إنجازات المعهد، مشروع جسر الجمرات متعدد الأدوار وبرنامج الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي ومشروع الترددية في تفويج الحجيج، ومشروع اللوحات الإرشادية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بالإضافة إلى مئات من البحوث والدراسات.. وكما تعلمون أن المعهد متخصص في أبحاث الحج ويلعب دوراً هاماً في مواسم الحج بحكم الاختصاص من ناحية دعم القطاعات بالدراسات (جمع البيانات والرصد والتصوير والتوثيق)، بالإضافة لرصد الملاحظات والإيجابيات من خلال تواجد فرق تضم نخبة من الباحثين المتخصصين في غرفة القيادة والسيطرة وغرفة التفويج بالأمن العام. ولتحقيق الأهداف الإستراتيجية تم وضع أهداف تنفيذية مرتبطة بمؤشرات أداء ومبادرات وخطوات تنفيذية من أبرزها، الارتقاء بجودة الأبحاث ومخرجاتها ووضع أولويات بحثية يتم اختيار وتقويم الأبحاث والدراسات وتطويرها لتتوافق مع تلك الأوليات بالإضافة إلى زيادة نسبة التجارب العلمية والأبحاث القابلة للتطبيق. وهناك البحوث العلمية الصادرة عن المعهد. وهناك زيادة كبيرة في عدد الأبحاث العلمية المنشورة في دوريات متخصصة، خلال الفترة 2021 - 2022 حيث تم نشر أكثر 150 بحثاً في قاعدة بيانات المجلات والأبحاث العلمية (ISI) والتي تعتبر قاعدة بيانات عالمية تحتوي على قوائم بالمجلات العلمية المحكمة ذات الجودة ومعامل التأثير المتقدم. كما تم نشر أكثر من 50 بحثاً في مجلات محلية ومؤتمرات علمية إلى جانب إعداد 53 دراسة تم إجراؤها خلال موسمي 1442 - 1443هـ فيما وصل عدد المبادرات الابتكارية أكثر من 50 مبادرة وبحضور أكثر من 120 باحثاً وباحثة وتوظيف المخرجات العلمية لخدمة منظومة ضيوف الرحمن من خلال تحديد الأولويات البحثية للمعهد وفق أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن والخطة الإستراتيجية للجامعة والمعهد وبما يواكب مستجدات منظومة الحج والعمرة ورفع أسقف الدعم للأبحاث التي تصب مباشرة في تحقيق الأولويات البحثية وإطلاق مشاريع وبرامج بحثية تحدث أثراً فاعلاً وتصنع قاعدة علمية. وهذا ما تم تحقيقه من خلال أكثر من 7 برامج بحثية وهي قياس جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وقياس رضاهم عنها ونحو تجربة متميزة لضيوف الرحمن أو ما يعرف بثقافة تجربة الضيف والتحول الرقمي في منظومة الحج والعمرة والزيارة قياس الأثر الإعلامي وتقييم الخطط الإعلامية للجهات المشاركة في الحج ومعايير المساكن المستدامة والأبعاد الختلفة لزيادة الاستيعابية وخارطة طريق احتياجات ضيوف الرحمن.
* ماذا عن جلسات المؤتمر؟
- أعمال الملتقى تستمر ليومين وتشمل (7) جلسات علمية يناقش فيها (27) متحدثاً عدداً من المحاور العلمية التي تتناول ثقافة تجربة الضيف، الحوكمة والتميز المؤسسي، كفاءة وجودة الخدمات، والعمل على تطوير عمليات اتخاذ القرار وتقديم الخدمات.
* ما هو الجديد في الملتقى؟
- جميع البحوث والدراسات جديدة.. وسيتم استعراض تطبيق إلكتروني لخدمة المرأة في مناسك الحج بعنوان «رحلتك» تقدمه الدكتورة سارة سعود القثامي والدكتورة بدرية عاطي المتعاني من قسم علوم الحاسب الآلي من كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بجامعة أم القرى كتطبيق إلكتروني يهتم بمناسك الحج والعمرة والزيارة في كل ما يتعلق بالمرأة المسلمة وفق رؤية المملكة 2030 حملت قيماً راسخة في خدمة الحجاج وتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة بشكل مريح وتعزيز رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية. وقرر فريق البحث اقتراح تطبيق للهاتف المحمول باسم «رحلتِك» وهو الأول من نوعه لمساعدة ضيوف الرحمن من فئة النساء فيما يتعلق بأداء مناسكهن في الحج والعمرة، ويعتبر التطبيق المقترح استمراراً لجهود المملكة في تقديم خدمات عالية الجودة لضيوف الرحمن، وتعزيز دور المرأة، وتحقيق أهداف رؤية 2030. ويتضمن التطبيق خمسة أنواع رئيسية من الخدمات: هي الخدمات العامة، والخدمات الشرعية، والخدمات الصحية، والخدمات الاجتماعية، والخدمات الثقافية، وبالإضافة إلى ذلك سيتم توفير تقنية مميزة تتيح للمرأة تتبع رحلتها خلال موسم الحج والعمرة بهدف مساعدتها في تسهيل التجربة الدينية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة. وتتضمن أعمال الملتقى ورشة عمل تعقد بمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين المتخصصين، والمهتمين بدراسات الحج والعمرة والزيارة وأبحاثها، وعدد من ممثلي الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث، وكذلك رجال الأعمال والمستثمرين. كما أن جلسات الملتقى الـ22 تحفل بالعديد من الموضوعات والدراسات البحثية العلمية المتخصصة، ذات العلاقة بسبل تعضيد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ومواكبة التحولات الرقمية، خصوصاً مع التطور السريع في عالم التقنية والمتغيرات البيئية. كما أن هناك مبادرة تحديد معايير المخيم المستدام بمشعر منى والتي تم تطبيقها موسم حج 1443، إحدى أوراق البحوث الهامة في الملتقى العلمي حيث انطلقت الفكرة من رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء التي دشنها سمو ولي العهد بنسختيها العام الماضي، والتي تهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة، حيث تسعى الجهات ذات العلاقة لتعزيز الرؤية الشاملة ونشر ثقافة الالتزام البيئي والصحي بمنظومة الحج وذلك للارتقاء بالجودة الصحية والسلامة البيئية داخل مخيمات الحجاج ودراسة التديات وفرص التحسين الممكنة والتطوير المتاح للوصول لأفضل نموذج تشغيلي للمخيمات خلال مواسم الحج القادمة. وسيتم خلال الملتقى وضمن فعالياته دراسة بعنوان «الأحوال المعيشية الاجتماعية والاقتصادية لأسر الجالية البرماوية المقيمة بمكة المكرمة» وتتناول الأحوال المعيشية والخدمات المقدمة لهم حيث تهدف الدراسة إلى التعرف على الأوضاع المعيشية لأسر الجاليات البرماوية من الناحية المعيشية والاجتماعية والاقتصادية.
* كيف تنظرون إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للمعهد؟
- دعم منقطع النظير وأتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - على رعايته الكريمة للملتقى ودعمه السخي لكل ما من شأنه أن يرتقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.. خصوصاً إن الدعم السخي والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة - لكل ما يصب في خدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم ليس وليد اليوم بل هو نهج هذه الدولة المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وسار على ذلك من بعده أبناؤه الملوك -رحمهم الله- وامتد ذلك حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي لا يدخر دعماً في كل ما من شأنه تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار مما يسهل عليهم وييسر لهم عبادتهم وأداء نسكهم.
كما أعبر عن تقديري وعرفاني لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ما يقدمه من عناية ومتابعة مستمرة لكل ما يدعم تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ودعم مشاريع المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
* ما هي محاور الملتقى؟
- هناك العديد من المحاور التي تتضمن إبراز أهم التجارب والقصص الإيجابية وجهود الرئاسة لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتشجيع الابتكار والإبداع لمواكبة الرؤية 2030 وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن ومواكبة لشعار المؤتمر «تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن» والتأكيد على الالتزام بالجودة والحوكمة والتميز المؤسسي، في منظومة الخدمات، والعمل على تطوير عمليات اتخاذ القرار وتعظيم ثقافة الالتزام البيئي والصحي بمنظومة الحرمين لإيجاد بيئة تعبدية صحية آمنة وذلك للارتقاء بالجودة الصحية والسلامة البيئية في المشاعر ويهدف الملتقى العلمي الـ «22» لأبحاث الحج والعمرة إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن والتعريف بالتراث الإسلامي والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج.. كما أن أهمية الملتقى «الـ22» تتضاعف بعد الإعلان عن عودة للحج إلى ما كانت عليه الأوضاع قبيل جائحة كورونا.. وتتركز محاور الملتقى «الـ22» أيضاً في تطبيق أفضل الممارسات المحليَّة والعالميَّة في مفهوم تجربة الحجاج وتطبيقاته في منظومة الحجّ والعمرة وتعزيز الحوكمة وقياس الأثر وفق منظومة متكاملة لضبط العمليَّات وتقديم خدمات مؤسسية مبتكرة تعزِّز الاستدامة والملتقى «الـ22» حدث عالمي وعلمي يجمع مختلف الأطراف بمنظومة الحج للاستفادة من أفضل المنهجيات العلمية والممارسات المحلية والعالمية من أجل تحقيق تجربة متميزة لضيوف الرحمن.
من جانب آخر يشارك معالي الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في الملتقى العلمي الثاني والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت شعار «نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن»، برعاية خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، بقاعة الملك عبدالعزيز الكبرى بمقر الجامعة في العابدية، والذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة اليوم الأحد..
وسيسلط الرئيس العام في الجلسة الرئيسية الضوء على جهود رئاسة الحرمين الشريفين في خدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والقاصدين. كما سيؤكد الرئيس العام أيضاً في كلمته على أهمية الملتقى الـ22 كونه يعقد برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يعقد تحت شعار نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن»، وهو شعار يحمل صفة الديمومة لمنظومة خدمات رئاسة الحرمين. وسيطرح الرئيس العام عدداً من المبادرات التي تبنتها الرئاسة مؤخراً والتي حققت أهدافاً معيارية لجودة الخدمات وتعظيم خدمة ضيوف الرحمن وفق أعلى المعايير العالمية وبحوكمة صارمة، وهو الشعار التي تعتبره رئاسة الحرمين محوراً رئيسياً في منظومة خدماتها التي تقدمها للقاصدين والحجاج والمعتمرين في الحرمين. كما سيتحدث عن خطط ومبادرات الرئاسة القادمة لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، والتي تنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن. والتي تهدف إلى تجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتسهيل رحلتهم لأداء مناسكهم بطمأنينة ويسر، وتعزيز تجربتهم الدينية والثقافية.
ويشارك في الجلسات الحوارية الرئيسية المتنوعة كلٌّ من معالي الفريق محمد البسامي مدير الأمن العام ومعالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور محمد المشاط وعدد من كبار المسؤولين والمختصين والخبراء.
ويهدف الملتقى إلى إبراز أهم التجارب والجهود لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتوفير الوعاء العلمي للنشر في مجالات الحج والعمرة والزيارة، بالإضافة إلى توفير بيئة علمية لتبادل التجارب والخبرات والدروس المستفادة، وتشجيع الابتكار والأبحاث العلمية في مجال خدمات قطاع الحج والعمرة، وخدمة ضيوف الرحمن..