د.عبدالعزيز بن سعود العمر
التعليم ليس هو فقط تلك الأسفار من التقارير المهولة، أو الخطط التعليمية المستقبلية الفضفاضة التي تخرج من مكاتب قيادات التعليم لتقدم للمجتمع التعليمي حلولا واعدة لمشكلات قاومت كل الحلول. التعليم -إن أردت حقيقته- هو في جوهره كل ما يحدث داخل أسوار المدرسة، وتحديدا ما يحدث داخل الفصول والمختبرات بمتابعة واشراف من قائد تربوي ملهم، وبتنفيذ من معلمين محترفين يعشقون مهنتهم، معلمين يؤدون مهنتهم وفق ارقى المعايير التربوية المهنية. في هذا الشأن يؤكد كل التربويين ان التعليم الحقيقي يجب ألا ينفصل عن واقع حياة المتعلمين، وعما يواجهونه من مشكلات وصعوبات مستجدة، وهذا يفرض على التعليم أن يقدم للمتعلمين من المهارات والاستراتيجيات والقيم ما يساعدهم على النجاح في مواجهة مستجدات حياتهم، خصوصا تلك المستجدات المتعلقة بتقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصال. عموما، التعليم يكون في أسوأ حالته عندما يكون عبئاً على ميزانية الدولة- أي دولة-، يلتهم مواردها دون أن يحقق لها أي عائد اقتصادي، ولن يتحقق أي عائد اقتصادي للتعليم إذا فشل تعليمنا بتزويد طلابنا بمهارات الاقتصاد المعرفي، ونقصد تحديدا تزويد الطلاب بالمعرفة المحركة للنمو الاقتصادي، وهي معرفة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والابتكار والرقمنة (Digitalize).