سلطان مصلح مسلط الحارثي
قبل أن أنطلق في حديثي عن أشجع رئيس نادٍ مر على تاريخ الأندية السعودية على الأقل في العقدين الأخيرين، يجب أن أوضح أن علاقتي مع الرئيس الشبابي الأستاذ خالد البلطان لا تتجاوز معرفته كونه رئيس نادٍ، وربما يعرف اسمي كصحفي، ولكن ليس بيني وبينه أي علاقة شخصية ولم يسبق لي أن التقيت به وجهاً لوجه سوى مرة واحدة، في مناسبة اجتماعية، وكان يبعد عني خمسة أمتار، ولم يبادر بالسلام ولم أبادره بالسلام، رغم أنني على المستوى الشخصي أحترم في هذا الشخص عمله الرياضي الكبير.
هذه المقدمة بالنسبة لي مهمة، وحتى أُمهد لحديثي عن الرئيس المثير الذي يملك صفات لا تتوافر حالياً في معظم رؤساء الأندية السعودية، فنحن منذ أن عرفنا الأستاذ خالد البلطان رئيساً لنادي الشباب، عرفناه محباً ومخلصاً لناديه العريق، يدافع عنه باستماتة، ويحاول أن يحافظ على جميع حقوقه، دافع عنه أمام الهيئات الرسمية مثل وزارة الرياضة واتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، ودافع عنه أمام كل الأندية بدءاً من الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، وواجه عدة شخصيات رياضية من أجل ناديه.
كل تلك المشاهد الثابتة والمثبتة والتي شهد عليها الوسط الرياضي، تؤكد إخلاص ووفاء خالد البلطان لناديه، ومدى المحبة التي يحتفظ بها لهذا النادي الكبير، رغم أنه واجه متاعب ومصاعب، كون نادي الشباب أقل الأندية الكبيرة من الناحية الجماهيرية والإعلامية، وهذا ماجعله يقف أغلب الأحيان وحيداً في وجه الإعلام، ليدافع وينافح عن فريقه، وترك للجميع ردة الفعل التي عادة ماتلي أحاديثه المثيرة.
البلطان عميد رؤساء الأندية في الوقت الحالي «بحكم أنه أقدمهم خبرة»، يُعتبر الرئيس الذهبي لنادي الشباب، وما قدمه لهذا النادي لا يمكن أن يقدمه إلا عاشق متيم، يكفي أن عودته في الفترة الأخيرة، أعادت لنا جزءاً كبيراً من فريق الشباب الذي كان «يترنح» قبل قدوم البلطان، وحينما استلم رئاسة النادي، أعاده مجدداً للمنافسة، صحيح أنه لم يحقق بطولة، ولكن الفريق عاد للمنافسة التي غاب عنها عدة سنوات، وتم استقطاب عدد من النجوم لتعزيز الفريق، وأصبح الشباب منذ ثلاث سنوات وهو ينافس على لقب الدوري، وفي الموسم الماضي لعب في دوري أبطال آسيا الذي غاب عنه عدة سنوات، وتأهل لدور الـ16 الذي سيلعب خلال الفترة القادمة، والشباب من ضمن المرشحين لتحقيق اللقب القاري، وهذا نجاح يحسب لجميع القائمين على النادي.
اليوم يثار الكثير من ردة الفعل حول البلطان كالعادة، وهذه المرة يُنتقد لأن النظام سمح له أن يحدد أسعار تذاكر المباريات، فرفع أسعار تذاكر مباريات الهلال والاتحاد والنصر، ولكن بعض من جماهير وإعلام النصر غضبوا عليه، رغم أن هذا حق مشاع له، فلماذا يُنتقد طالما أن النظام كفل له هذا الحق؟ وهل بعض ماقيل في البلطان يعتبر نقداً؟
فريق الشباب يعاني من قلة الموارد المالية، خاصة بعد أن حُدد عدد الرعاة، وكان المتضرر الأول والأكبر هو نادي الشباب الذي كان أكثر الأندية دخلاً من الرعاة بعد نادي الهلال، فلماذا اليوم يُنتقد على رفع أسعار تذاكر كافة المباريات الجماهيرية ولم يخصص فريق على آخر؟! ولماذا كل تلك الانفعالات على البلطان والنظام يسمح له برفع أسعار التذاكر؟ أليست الجهة المعنية التي لم تُحدد سعراً معيناً لتذاكر المباريات أحق بتوجيه النقد؟ أم إن المسألة «شخصية» وفيها «عواطف وميول»؟
تحت السطر:
_ الأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها المملكة وتحديداً في هذا الشهر، جعلت العالم يلتفت للسعودية، ويستشعر مدى التطور والتغير الذي طرأ عليها في جميع الجوانب بما فيها الجانب الرياضي.
_ يكفي أنها استضافت سوبر إسبانيا الذي جمع في النهائي بين ريال مدريد وبرشلونة، واستضافت سوبر إيطاليا بين ميلان والإنتر، ناهيك عن المباراة التي جمعت بين الهلال والنصر بوجود كريستيانو وباريس سان جيرمان بوجود ميسي.
_ حركة سالم الدوسري بعد أن سجل هدفاً من ركلة جزاء أمام فريق العدالة، ومحاولة «إسكات» الجمهور الذي انتقده بعد أن انخفض مستواه، لا تليق بنجم كبير وأسطورة كروية، حقق نجاحات كثيرة، واكتسب محبة كبيرة، فالنقد جاء من جمهور محب، وهو ذات الجمهورالذي صنع من سالم الدوسري نجماً كبيراً ومؤثراً.
_ هناك فئة تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بحق البلطان ونادي الشباب وجماهيره، ولكن أفضل مافي تلك الفئة أنها غير مؤثرة رغم»ضجيجها» المزعج.