د. شاهر النهاري
الأبطال: عدد من الأسهم (مختلفة أطوالهم، وأحجامهم، ومكتوب على ملابسهم أسماؤهم)، بعضهم ثابت، وبعضهم منحني، والبعض يتأرجحون على مراجيح فوق خشبة المسرح، وينزلون منها للوقوف بجانب زملائهم، مع محاولة مقارنة أطوالهم بوضع أياديهم على رؤوسهم، وهم يراقبون شاشة ضخمة في الخلفية تعلوها الخضرة والحمرة.
سهم البنك: ما أجمل الصعود للقمم والتمتع بشرب الليمون بالنعناع الأخضر، الثقة بالمنتوج توأم الرخاء.
سهم عقار: أنت يا بنك فيلسوف وقوي ومحظوظ، وأمرك بيدك تصعد متى تشاء، وتستريح متى أردت، وتتمرجح تسلية، والنزول عندك مجرد دلع.
بنك: ارتق للأعلى يا عقار، واترك الحسد فأنت تخادع حتى نفسك، ودومًا سعرك لا يوازي الحقيقة، مساكين مساهموك.
عقار: أنا مظلوم، صدقني، فلدي الكثير من الأصول، ولكن السوق ميت.
بنك يضحك: ألا تقولون إن العقار يمرض ولا يموت؟ أنت من تميته متحينًا فرصًا في رأسك.
سهم كهربة: لكم نكدح، ولو ارتفعنا قليلاً، نواجه صعوبة الظروف فننزل لمواجهة العاصفة، ولكن سهم عقار يطول نومه، والخارج منه مفقود، والداخل له يصاب بنعاس السنين.
بنك: نواياهم يا كهربة ملفوفة بالطمع، بدعوى التطوير، ولا أخفيك سرًا، فأعضاء مجالسها يكسبون أكثر من السهم ذاته.
عقار: تلك إشاعات مغرضة، وأستغرب أنكما تصدقانها، وكيف يا بنك، تشكك في مصداقيتي، وفي الوقت ذاته تمكنني من القروض طويلة الأمد.
بنك: صديقي، مهما ابتعدت السحب، الخراج سيأتيني ومهما تراكمت الخسائر، وكثرت المشاريع، قروضي متاحة ملزمة.
كهربة: كأني أشعر بالتواطؤ بينكما، ولو طلبت أنا قرضًا، فستجد العقبات تتراكم على طريق أعمدتي، مع أني ملتزم بالدفع.
سهم زارع: يا عمي، كلنا نعرف التلاعب، وحيل لف الأغصان، ناولني وأقطع لك.
عقار: هذه تهمة شنيعة تستلزم منك اعتذار، نحن سواسية في السوق، ولا يوجد بيننا خيار، وفقوس.
زارع: دع الخيار والفقوس لي، فأنت لا تعرف قدر معاناتنا، ملوحة الأرض، شح المياه، نقص العمالة، والمنافسة الخارجية منهكة، فريالهم عشرتنا.
بنك: الحل عندي، خذوا قرضاً ميسرًا.
بترول: شبح الحروب والركود تؤثر علينا، والأسعار العالمية تتحكم، وانظروا لسعري رغم أن زيوتنا الأفضل، والأخف، ولكن ما كل ما يتمنى الزيت يشفطه.
زارع: ارحمنا يا بترول، فكلنا زبائن عندك، وأنت تشفط أنابيبنا، ولا ترحم، ورغم ذلك يظل مساهموك يشتكون.
بنك: نعم نعم، وهو أقل من يطلب القروض، ويتحايل بإصدار السندات، ولا صاحب له.
بترول: أفا، هل هذا رأيك فينا؟
عقار: الحمد لله أننا لا نحتاجه.
زارع: كيف لا تحتاجونه، هذا خلل في تطويركم، فهو متحكم بالطاقة، والحركة، والنقل، وحتى الكهرباء مرتبطة به.
سهم الكهرباء: بدينا بالحش، ظهر سهمي يهرشني؟
عقار: أنت حبيبي، وأنا بدون تمديداتك لا أسوى أتريك.
بنك: ولكن عدد أسهمه عظيم، وتذبذبه مقنن، يصيب المساهمين بالملل.
كهرباء: وهل تريدني مع عمري الطويل، وخبرتي، أن أقافز مثل الأسهم المستجدة على اللوحة دون مصداقية ولا حذر، أنا يا حبيبي معشوق مليونيرات الطيبين، ضمان، وأمان، وربح معقول.
سهم صنع: يا بخته، نفس المنتوج، لا يغيره مطلقاً، بينما نحن نجري ونطارد المصنوعات المستجدة، لنغطي سوقاً لا يشبع، وكم نعجز عن تجميع المال، ولولا طيبة ودعم زبائننا، لأصبحنا بلا ثمن.
سهم تقنية: تكلم عن نفسك يا صديقي صنع، فأنا مهما استجدت منتوجاتي، أجد الزبائن، رغم غزو قطع الغيار المقلدة لأسواقنا، من الشريحة للروبوت.
صنع: يا تقنية، وماذا ينتفع الزبائن من الروبوت، لا تنس أن منافسيكم الخارجيين أكثر خبرة وانتشاراً، وأنكم على كثر مبيعاتكم، تزيدون تعاسة مساهميكم.
سهم أسس: نحن نعمل على تدبير مواد الأساس، ولكنا فعلاً نعاني كثيرًا من تكاليف الاستيراد، والنقل، والتخزين، والتوزيع، وربحنا مقيد، وزبائننا لولا إخلاصهم، لما بقينا.
صنع: يا أساس كلنا زبائنك، ولولا أنك رزين الخطوات، لأحضرنا أساسياتنا من الخارج.
تقنية: ما أحتاجه لتصنيع التقنية يظل ناقصًا في الداخل.
بنك: ولكنك يا تقنية تدبر ذلك دائماً، أنسيت أن معاملاتك تشغلني طوال الوقت؟
تقنية: أعترض، أنت هنا تخالف أخلاقيات المهنة والسوق، لماذا تفشي أسرار تعاملاتي البنكية؟
سهم رأس مالي: ياااه أنظروا، أنظروا لسهم النقل كيف بلغ النسبة، وجهه الأحمر اخضوضر.
سهم النقل: أذكر الله يا رأس مالي، فكل ما بلغت النسبة تسربت السيولة، وعدت مرة أخرى للقاع.
رأس مالي: ريحة أبو نسبة، ولا عدمه.
إعلام: هل أعتبر هذا تصريحاً؟
زارع: يا حبكم يا إعلام للفضائح.
إعلام: أرجو أن تخفض لسانك الأحمر، ترى بعينك الخَضار، وتسميه فضيحة!
عقار: أووه، والله زمان عن الخَضار، والنسبة.
بنك: هاهاها من يسمعك يصدق أنك كنت مبدعًا بالنسب.
عقار: أنا لست مثل بعض الناس، يتحايلون بالربا.
بنك: من تقصد يا عقار؟ نحن لنا فتاوى بذلك، ولا نتعامل مع الربا مطلقاً.
زرع: من على رأسه بطحاء.
بنك: خلك أنت في بطحائك وحرثك وبذرك، وأترك الأمور المالية لغيرك.
زرع: بالعكس، أنا مستوى سهمي شبه ثابت، وتذبذبه معقول، ولا أشتكي من مضاربات.
بنك: ستعيدوننا لموضوع الإفصاح والقروض، خلوا الأمور مستورة، لا تصيروا مثل السهم العائلي.
يتنبه السهم العائلي: يا حبكم للحش، أنا ساكت، وما ودي أنبش أموركم، الحمد لله أنا سوقي ماشي، وما عندي خلافات عائلية.
عقار: المشكلة أنك دخلت السوق وأنت متضخم خلقة، بعد ما رفعوا عائلتك رأس مالك مرات عدة.
عائلي: لا يا شيخ، تشوف عيوب الناس، وتنسى عيوبك.
إعلام: تعودوا على النسب المتعاقبة بعد الطرح، بس في وقتنا يمكن يفتح الاكتتاب على نزول.
سهم صحي: بس لي سؤال وبدون زعل، يا عائلي، لماذا تحدث عندكم خسائر ضخمة؟
عائلي: يا صحي لا تحسبنا مثلك يا حبيبي، دعم الدولة لك ما يتوقف.
صحي: ولكنا نقوم بعمل إنساني.
عائلي: ههههههه فطستني من الضحك، أي إنساني، وأكثركم لا يبحث إلا عن الربح، في عين وقلب وبطن وأصابع الزبون.
صحي: الكشوفات دليلنا.
عائلي: قال من شاهدك يا صحي قال الكشوفات، إلا قل: التأمين.
زرع: خلاص، خلاص فضحتمونا، هذا سهم الثراء لا يسمع كلامكم.
بنك يقوم مرحباً: إلا حبيبي سهم الثراء، لا أحد يزعله.
سهم الثراء في يده سبحة: يا الله صباح خير، ما يمديني أرتفع نسبة، إلا وعيونكم تبرق.
أساس: تبرق بالحب لك، وليتك تحن علينا وتفتح عيون مساهمك الأكبر لينظر لنا برمش.
تقني: أنا ممكن أركب لكم كاميرات، وأجهزة تنصت تحمي أسهمكم.
الثراء: أعقب، أنا قائم بذاتي، وقبل حتى ما يشتري الشريك مني نسبة من أسهمي.
زرع: واضح واضح، بس ذكرني ما هو منتجك المكين، الذي يجعلك نقازًا على النسب؟
تقنية: إذا كان نقاز بروبوت، فهذا أكيد من منتجاتي.
الثراء: خلك في فقرك يا بصلة، أنا منتجي معروف، وما يحتاج أشرح لك.
بنك: طال عمرك ما ودك بقرض، أنت تأمر، وأنا أطامر، وبأي تسهيلات ترضيك.
صنع: ههههه هذا يقرض أهلك.
الثراء: أعوذ بالله من عيون أسهم الفقراوية.
صحة: إي والله عيونهم ذبحتنا.
سهم التأمين: يا حليلي، أنا المساهمين يهربون مني إذا اقتربت أرباح الكبار، وإذا خلصت دخلوا أسهمي مضاربات، بنوايا مؤقتة، وجابوا لي الكلام، كم يوم، وبعدها يهربون فأسقط لا محالة.
كهرب: يا تأمين، على الأقل ترتفع ولو شهر من الزمان.
تأمين: ليس دائماً، ومسار الثبات يهتز.
الاتصالات: أنا أشوف إنك ما تتظلم، أحوالك معدن، وأنت رأس مالك بسيط، ما هو مثل رؤوس الأموال الهائلة.
تقنية: معدن يا اتصالات ليست موجودة اليوم، عندها توزيع أرباح.
إعلام: هل هذا خبر أكيد أم إشاعة؟
كهرب: أزعجتنا يا إعلام. وأنت يا اتصالات ويش شايف نفسك؟، ترى الحال من بعضه، واللي نخدمهم لهم الجنة.
اتصالات: تكلم عن نفسك، أنا سهم مرغوب.
كهرب: مرغوب؟ والناس متورطين بشركاتك، اللي ما توقف عروضها، وتطبيقاتها، والخدمة تستمر متردية.
اتصالات: وألا أنت يا متحجج بالصيف، والذروة، وما لك بديل، ليتك ساكت.
الثراء: مشكلتكم كثرة الهرج، والادعاءات، لو كل واحد اعتمد على نفسه كان سوقنا في خير.
زارع: اللي مثلك طال عمرك، لا عنده هم ماء، ولا سماد، وزراعته ربانية.
سهم الثراء: أنا ماني فاضي لكم وخرابيطكم، وناوي أعطي نسبة للمساهمين الأفاضل المؤمنين بسهمي.
التصنيع: طيب، هل يحق لنا نشتري في سهمك، ونربح معكم؟
الثراء: والله أنا ما أفهم في قوانين السوق، اسأل بنك.
بنك: طال عمرك، إذا تأخذ قرضاً، فأنا جاهز، وعندي تسهيلات في الدفع، وشوية إجراءات، ممكن أتفاهم مع حبيبتنا البورصة عليها.
سهم البورصة: أرجوكم، أرجوكم، احترموا مناطق الحرج والمنحنيات ما تشوفون إن لي رأس وكتفين، لا تطلبوا المستحيل، أنتم تعرفون أني أصنع القوانين وأراقب تنفيذها، ولكني أيضاً سهم أنافس معكم، وأي أسئلة وإجابات مثل هذه ممكن تسيء لسمعتي.
إعلام: لا لا هذا خبر أكيد.
تقنية: مستعد أسوي لكم تطبيق وقف الخسارة، لإبعاد الحرج.
تأمين بضحكة: والله جاي على باللي أسأل سعادتكم: هل ليش فيه غش في التجارة؟
يضحكون جميعاً، بينما تغضب بورصة: سوف أنزلك مرحلة الأصفر، ولو تكررت فعلتك، فأنت تعرف مصيرك.
تأمين يقبل رأس بورصة: يلعن أبو اللي يزعلك يا شيخة.
أساس: رجاء عاملينا يا بورصة كزملاء، وليس كقائدة وجنود.
بورصة بنظرة غضب: انتبه لمفرداتك.
بترول: مسمى القائد الأعلى مختلف عليه، ومجرد شحي في الأسواق، يدمر كل خططكم، ويبين من القائد الحقيقي، أرجو حفظ المقامات.
بنك: لا تلتهب علينا أنابيب غضبك، وتذكر فنحن من يحفظ لب نتاجك، لا تفقد صداقتنا.
الثراء: الحمد لله أنكم انشغلتم في تفاهات القيل والقال، انظروا لسهمي، أصبح نسبة خضراء، ولله الحمد، أنا ملك النسب.
يهمس، زرع: والله ما هو منك.
ينظر له ثراء بغضب.
أساس: يا بختك، والله من فترة طويلة، لم أعرف النسبة.
مرافق: يا عيال، يا عيال، النسبة خطيرة، تطمئن المساهمين وقتياً، لكن المضارب المرتعب ما يتحمل عواقب المخاطرة.
عقار: لا، إلا النسب، لازم ما ندلع مساهمينا.
الأدوية: يا أخي رغم أن أسعار الأدوية مرتفعة، إلا أننا نعجز عن إعطاء نسبة.
بنك: إذا عرف السبب بطل العجب، ابحث عن جهود الملاك، وحقيقة التصنيع، ونقص الرقابة على أسعاركم، أنا إذا شفت سهمكم، أحتاج حبة بنادول.
الأدوية: كأنك متحسس منا يا مالك، هل أعطيك مهدئاً؟
صنع: لو تحبون أصنع لكم قسطرة.
بنك: أنتم أقل من يأخذ قروض، لا فائدة منكم.
التأمين: وماذا أفادتنا القروض، صدقني أن بلوغ سعر القيمة الدفترية يصبح حلمًا عندنا.
بورصة: لا تبالغ، وتصير انتقائياً، بعض شركاتكم تفوق دفتريتها.
التأمين: مثل الموج، طالع نازل، ما من ثبات.
الثراء: ما رأيكم أن أفاجئ المساهمين بنسبة جديدة غداً.
صنع يغني: «يا ليت العمر يتوقف، على حالة هنا جنبك».
عقار يجاوب غناءً: «الله يرد خطاك لدروب خلانك».
بورصة: احفظوا النظام، حولتموها ساحة ترفيه، نحن نخوض نقاشاً مهنيًا.
زرع: ارحمينا، هذا نقاش كل يوم، كيف أصبح مهمًا يا مديرة؟
تقنية: أستطيع أن أصنع لكم مسجلاً يحفظ الذكريات، دون أزرار.
بترول: أنا أسمع هذا النقاش كثيرًا، ولكني أمل منه، فهو يحبط، أكثر مما يرفع النفسية.
الثراء: نحمده، النفسية فوق مهم السحب.
زرع: ليس كل ثرى فوق، بعضها أحمر.
صنع: طبعًا، مفارقات تفقع الكمبروسر، يا أخي، أعطني زنبركا واحدًا يستدعي هذه النسب؟
بورصة: هل أعتبر ذلك اتهاماً؟
صنع: لا تفهميني غلط، ولكن ما هو المسبب الحالي لنسبة اليوم؟
بورصة: هذه أسرار الصنعة، خلك في حالك.
الثراء: الرازق في السماء، والحاسد قدامي.
أساس يصرخ: ألحقوني، يا أسهم يا هوه، أنا أهوي للأحمر بدون سبب، مجرد إشاعات في منتدى الأسهم، أرجوكم، لا أريد أن أبلغ النسبة تحت، ساعدوني، أرجوكم.
تأمين: ولماذا كل هذا الجزع، يجب أن يكون قلبك صامل، خذ العبرة منا.
أساس: ولكني بالأمس تعاقدت على صفقات خارجية للبضائع، والمفروض يكون يومي أخضرا، فلماذا الحَمار!؟
بورصة: من رأيي أن تذهب وتراجع عملياتك الأخيرة في الاستيراد، هل أخذت قرضاً لا تستطيع إيفاءه أو أنك بالغت في الأثمان، أو أن النقل لم يساعدك، أو أن التأمين لها قضية عليك؟
أساس: أنا منتبه لكل ذلك، ولكني أشعر بأن المنتدى إياه يحاول نشر الشائعات عني، المحلل الغثيث يتحداني ويحني مؤشراتي، أرجوكم انصفوني ساعدوني، فمهما أصدر من بيانات يستمر الحال، وربما يتدهور.
بورصة: متأسفه لا أستطيع التدخل، فأنت لم تدخل الباب برجلك اليمين، ولا أريد أن ألام على ذلك.
بنك: لماذا لا تأخذ مني قرضًا جديدًا، ولعل الإعلان عنه يعيد الثقة لمساهميك؟
زرع: القرض يزيد الطين بللا في موسم الأمطار، هذا رأي وخبرة حفارتي.
أساس: أنا لم أسدد القرض القديم، ولو طلبت قرضا، لطلبتم مني إعادة تمويل، لماذا لا تساعدني يا بنك، وتعلن عن القرض، دون أن نشرع فيه.
بورصة: نقطة نظام، وهذه مخالفة أخرى تستحق المعاقبة، سوف أصدرها الآن.
أساس: لم يكن هنالك مخالفة أولى، وهذا مجرد كلام، نحن لم ننفذ شيئاً بعد.
عقار: وهل تريد من بورصة، أن تنتظر حتى يتم التنفيذ، ويقع الحفار في الرأس؟
بنك: خلك محضر خير يا عقار، لماذا العقوبات، على مجرد كلام.
بترول: الكلام يؤثر، ويعكس اتجاهات السهم، ألست يا أساس تشتكي من الإشاعات، على المنتدى إياه؟
تأمين: كلمة وعبرت، ولا داعي لهدم وهضم حقوق المساهمين، من أجل كلمة.
بورصة: تأمين، أنا أشعر أن لسانك يطول، فلماذا لا تتركنا نحل القضية، أنا المسؤولة هنا.
تأمين: آسف آسف، أنفي أحمر من الخجل.
بترول: وماذا كان عقابك يا بورصة، لو كنت أنتِ من تلفظ بهذه الكلمات؟
بورصة: بترول، هل تحاول إحراجي؟
أساس يلطم: يا إلهي، أعتقد أن الكلام بلا فائدة الآن، سهمي نسبة تحت.
زرع: رحمك الله يا أساس، وعظَّم أجر المساهمين.
أساس: بالله عليك، لا تعظم القضية، الأمر لا موت فيه، مجرد مرض، وربما أجد الدواء.
صحي: فعلاً، لعلها وعكة بسيطة، وستقوم منها، ولكن انتبه على صحتك، لا تبخل على نفسك بالكشوفات، والعلاج ستجده عندي، وبأسعار مخفضة، وكن على ثقة بخدماتنا.
دواء: فعلاً، سوف أفتح لك صيدلياتي، وبما يرضيك، وتذكر أننا لسنا فقط صيدليات، ولكنا شبه مول متكامل.
أساس: يجلس بحزنه أرضاً، ويمسك رأسه بين يديه؟
بنك: خذ بطاقتي، ولا تتردد في الاتصال بي مباشرة، القرض جاهز.
زارع: وأنا لا أملك إلا أن أضع قطاف مزارعي بين يديك، أنت صديق عمر، والطبيعي أفضل من المستورد، وأرخص.
تقنية: سوف أشتغل على تطبيق، يحسب لك قدر الخسارة المتوقعة بالدقيقة.
صنع: وأنا لن أبخل عليك بمصنوعاتي المحلية، عكازة، كرسي متحرك، سرير، مكيف، فناجيل.
إعلام: لو تحب نسوي لك حملة إعلانية تنتشلك من الأحمر.
اتصالات: كل ذلك متوفر عندي، مجرد رفع باقاتك، أنت ومساهميك، لتعيشوا التواصل والنجاح.
عقار: ما شاء الله عليكم، ما هذه الفزعة، كلكم تريدون امتصاص دماء ضعفه، أنا أرى أن يلتفت للحياة الفانية، ويفكر في الأرض، ربح في الدنيا، ومثوى عند الرحيل.
يصرخ أساس: كفاكم عني، أنا لا زلت قائمًا على قدمي، ولم أمت بعد، ولو مت فليس لكم إرثا عندي، أرجوكم، أنا متأكد من أنها وعكة بسيطة، وسأقوم منها سريعًا.
تأمين: يا أخي، اعمل للحيطة، واشتر مني شهادة تأمين على الحياة، فإما أن يكون لك ربحا منها حين عودة خَضارك، أو أمان لمن تعول من المساهمين.
يمسك سهم الثراء بيد أساس ويأخذه للجنب: لا عليك منهم، تنازل لي عن نصف حصتك، ودعني آخذ بيدك، فأنت سهم طموح، تحتاج لظهر.
أساس بغضب: أنا أعتمد على يدي، وبضاعتي أهدافها وطنية وطموحاتي بعيدة، مهما كثرت حولي الإشاعات والتنافس، أرجوكم دعوني في مشكلتي، وسوف أحلها بنفسي.
تأمين: ولكن سعرك ينكمش، والدنيا غير مضمونة.
الثراء: تذكر غداً عندما أصقع النسبة الثانية، ولا تلم إلا غرورك.
بترول: ارضخ لي، ودعهم فهم لا يفهمون حياة الطموح.
زارع يقهقه: صدقناك يا بترول، تتكلم عن الطموح والاعتماد على النفس وأنت ريعي، لا مجال لتنوع مصادر الدخل فيك.
بترول بضحكة: هل يعني ذلك أن بصلك سيصبح كرز؟
بورصة، تسحب أساس من يده للجانب: قل لي ماذا أستطيع مساعدتك فيه؟
بنك: يا الله يا بورصة، هذا صميم عملك، أستغرب كيف تنتظرين، حتى يسقط للأحمر، ثم تسألين.
بورصة: أنا أجتهد، وليس من المفترض أن أقوم بكل شيء.
زارع: ولكنك مطرنا، وحفاراتنا، وسمادنا، ونتاج أشجارنا، وعليك مسؤوليات لا تنتهي.
بورصة: الملافظ سعد، ولكن لا تنس أني أيضًا أبحث عن نفسي، وربح زبائني.
المرافق: الحمد لله ربحي مضمون.
كهرباء: لا تفتح العين عليك أيها الغبي.
يرن الجرس بانتهاء الجلسة.
بورصة: انتهت جلسة اليوم، ونراكم في الغد.
بنك لبورصة: من ملامحك يبدو أنك تحملين أنباء للغد.
بورصة تبتسم بدلال: أبدا أبدا.
وتمسك بيد سهم الثراء.
بنك: منذ أن رأيتك تتقربين من سهم الثراء، عرفت أن هنالك أخباراً خضراء.
عقار: وربما ألوان تراكم الخسائر صفراء أو برتقالية، أو حمراء، وما يدريك، فليس كل فرح يشملنا، والنحس إن بدأ، فيا ويلنا.
أساس: ذوقوا مثل ما ذقت.
الثراء: يا بنك إذا شملنا الحَمار، فأنت منا، ولن تنجو من معركة الدماء.
التأمين: يااااه، إذا غدا سوف تراني أخضرا.
بورصة: لا تبن آمالك على وهم.
الثراء: دعيهم في وهمهم يعمهون.
بنك: أنا مستعد لأي قرض، لا تنسوني.
عقار: أما آن لنا أن نترجل؟
عقار: ما باقي إلا تضع العمامة، ارحمنا أيها الفارس!
النقل: ليس تشاؤما ولكني يا بورصة، أفكر في تغيير مجالي.
بورصة: احسب، هذه مخالفة جديدة.
كهرباء: أحسنت.
يضحك سهم الثراء: براقش جنت على نفسها.
نقل: أنا أمزح، هل تعاقبون حتى على المزاح؟
بورصة: الاحترام والاتزان مطلوبان.
عقار: أتمنى خبرا سعيدا عني.
سهم الثراء: من ينظر لك بين الأسهم، لا يصدق أنك نفس من يتعالى في البنيان والغلاء على أرض الواقع.
مرافق: الله يستر.
بورصة: هيا، أترككم، تعلنون عن أخباركم قبل تداول الغد.
بترول: اسمي مكتوب؟