م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
أعلنت أمانة جائزة الملك فيصل العالمية فوز الأديب المغربي الكبير الدكتور «عبدالفتاح كيليطو» بجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب للعام (2023م) في «السرد العربي القديم والنظريات الحديثة».. وهو المجال الذي أبدع في التأليف فيه وأصدر سلسلة أجزاء منها: جدل اللغات، الماضي والحاضر، جذور السرد، حمالو الحكاية ومريا.. وأنا من قراء الدكتور عبدالفتاح الذين سعدوا بهذا التكريم لكاتب ومفكر كبير له التقاطات رائعة من قراءات متعمقة في كتابات مفكرين كبار، عَلَّق عليها وفَصَّل فيها بشكل جعل منها أفكاراً مستقلة.. وبهذه المناسبة أعرض على نظركم الكريم مجموعة من تلك اللقطات:
1. أول من ترجم كتاب أرسطو عن «فن الشعر» هو «أبو البشر متَّى» والذي أخذ منه ابن رشد في شرحه لكتاب أرسطو «فن الشعر»، ترجم كلمة تراجيديا بمعنى مديح وكلمة كوميديا بمعنى هجاء.. وهو الذي حكم على دراسة ابن رشد عن فن الشعر عند أرسطو بالغلط التام!
2. يرى الفيلسوف العربي الكبير «عبدالرحمن بدوي» أنه لو تم ترجمة كتاب «أرسطو» (فن الشعر) الترجمة الصحيحة لعني الأدب العربي بإدخال الفنون الشعرية العليا فيه.. وهي المأساة الملهاة.. ولتغير وجه الأدب العرب كله.. ويضيف «ومن يدري لعل وجه الحضارة العربية كله أن يتغير طابعه الأدبي كما تغيرت أوروبا في عصر النهضة».
3. يقول «بورخيس»: إن بعض الترجمات تنجز ضد ترجمة أخرى.. ولو قارنا ترجمتين لمترجمين مختلفين لذات الكتاب لوجدنا اختلافات وتباعدات عميقة تفصح عن مزاج كل من المترجمين وعقلية عصرهما.
4. يقول «شيوران»: المترجمون أكثر ذكاء من المؤلفين الذين ترجموا لهم.. ذلك أنه عند الترجمة يلزم أعمال المفكر أكثر مما عليه الأمر عند الإبداع.
5. يقول «شيوران»: استبدال اللغة بالنسبة للكاتب هو بمثابة كتابة رسالة غرام باستعمال قاموس.
6. عرف معجم البلدان لياقوت الحموي والمزهر للسيوطي «يعرب بن قحطان» بأنه كان ملكاً على اليمن.. وكان أول من ركب الخيل واستأنسها.. وأول من تكلم العربية.. ولأنه كان يجيد السريانية فهو أول مزدوج اللغة.. وهو كذلك أول مترجم.
7. قال غوته عام (1827م): «لم يعد للأدب القومي اليوم معنى.. لقد حان وقت الأدب العالمي وعلينا التعجيل بحلوله».
8. يقول ابن حزم في كتابة «طوق الحمامة»: إن الحب من أول نظرة دليل على قلة الصبر.. ومخبر بسرعة السلو.. وشاهد الطرافة والملل.. أما الحب بعد طول معاشرة والمعرفة المتبادلة فهذا الذي يوشك أن يدوم ويثبت ولا يحيك فيه مر الليالي.. فما داخل عسيراً لم يخرج يسيراً.. وهذا مذهبي.
9. الإغريق يعرفون أنفسهم بالإلياذة.. والإيطاليون بالكوميديا الإلهية.. والأسبان بدون كيخون.. والإنجليز بهاملت.. والفرنسيون بالمقالات.. والألمان بفاوست.. فبماذا يعرف العرب أنفسهم؟
10. الكتاب: نفس وجسد.. عقل وجنون.. نموذج وانعكاس.. نص وصورة.. حلم وواقع.. حركة وسكون.. حياة وموت.
11. الأوروبي يرجع بذاكرته إلى أثينا.. بينما يرجع العربي إلى البيداء.
12. يقول «مونتبني»: الكلام نصفه لمن يتحدث.. ونصفه لمن يصغي.