إبراهيم بن سعد الماجد
وجّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، بدراسة زيادة استثمارات المملكة في جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة، التي سبق الإعلان عنها بتاريخ 27/ 1/ 1444هـ، الموافق 25 أغسطس 2022م، لتصل إلى عشرة مليارات دولار، وكذلك أن يدرس الصندوق السعودي للتنمية، زيادة مبلغ الوديعة المقدمة من المملكة العربية السعودية لصالح البنك المركزي الباكستاني، التي سبق الإعلان عن تمديدها بتاريخ 8/ 5/ 1444هـ، الموافق 2 ديسمبر 2022م، لتصل إلى خمسة مليارات دولار، وذلك تأكيدًا على موقف المملكة الداعم لاقتصاد جمهورية باكستان الإسلامية وشعبها الشقيق.
جاء ذلك في إطار التواصل القائم بين سموه -حفظه الله-، ودولة رئيس الوزراء الباكستاني السيد محمد شهباز شريف.
هذا التوجيه من سمو ولي العهد، ليس الأول، فمواقف المملكة الداعمة لجمهورية باكستان منذ عقود، مواقف تؤكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
إن العلاقات التي تُبنى على مصالح بحتة, سريعاً ما تتلاشى, ولكن العلاقات المبنية على قواسم مشتركة، لا يمكن أن تتزعزع، ولا أن تنتهي.
والعلاقة القائمة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان من النوع المتين, حيث جاءت العقيدة الإسلامية كأهم داعم ومرسخ لهذه العلاقة التاريخية الأنموذج.
المملكة دولة رائدة وقائدة في العالم الإسلامي، لا أحد ينازعها هذه الريادة، ولا هذه القيادة؛ كونها قبلة للمسلمين، وعلى ثراها كان انبثاق نور الحق المبين, ومبعث سيد المرسلين -عليه الصلاة والسلام-, وقيادتها منذ التأسيس على يدي الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وإلى هذا اليوم، وهي تسعى لأن تكون الداعم والمناصر لقضايا الأمة العربية والإسلامية, والمعين لكل الأشقاء فيما يحقق لهم الاستقرار والرخاء.
فمنذ تأسيس باكستان عام 1947، وهي تسعى إلى تنمية علاقاتها مع المملكة، سواء منها الاقتصادية أو الثقافية والدينية, والجالية الباكستانية التي تعمل في المملكة، تعتبر العمل في السعودية من أكثر بيئات العمل استقراراً وأمناً وطمأنينة, ولذا فإن المملكة هي الوجهة الخارجية المفضلة لدى الباكستانيين، حسب استطلاعات مراكز البحث الباكستانية.
المملكة التي تثبت قياداتها، يومًا بعد آخر، أن قوة العالم الإسلامي واستقراره من أهدافها الراسخة، ولذا يأتي الدعم المادي والمعنوي لجمهورية باكستان، التي كثيراً ما حاول أعداء الأمة الإسلامية، وأعداء المملكة العربية السعودية، تعكير صفو العلاقة القائمة بين البلدين، تلك المحاولات التي تبوء بالفشل، وتكشف التآمر.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، حماة العقيدة والأمة.