رمضان جريدي العنزي
على الرغم من الجهود المبذولة والميمونة من قبل أمانة منطقة الرياض في التوسع في إنشاء الطرق وصيانتها، إلا أن واقع الحال داخل الأحياء ما زال سيئاً من حيث رداءة السفلتة والمناسيب ومدارج المياه، أجزم بأن هناك خللاً واضحاً وتقصيراً بائناً وعدم مبالاة جلية في العمل من قبل المقاولين والمؤسسات المنفذة، فما إن ينتهي العمل من تنفيذ أي مشروع سفلتة حتى نرى التشققات والهبوطات والحفر والنتوءات وتجمع المياه والمستنقعات ظاهرة للعيان، مما يتسبب في معاناة المواطنين من هذا الإهمال والأعمال الرديئة، إضافة إلى تشويه المنظر والعبث في مظاهر التنمية. إن واقع سفلتة الطرق وصيانتها داخل الأحياء يفتقر جداً للمعايير الفنية والتقنية، ويحتاج إلى وقفة جادة وسريعة من قبل أمانة منطقة الرياض، باعتبارها المسؤولة الأولى عن ذلك. إن متابعة المؤسسات التنفيذية وفرض العقوبات النظامية بحقها يجب أن يفعل بشكل رادع ومؤلم وبلا هوادة كون الدولة -أعزها الله - توفر الدعم اللازم والميزانية الضخمة من أجل أن تصبح تلك المشاريع ذات صورة جميلة وأنيقة ولا تلوث البيئة والبصر. إننا نأمل أن يتم متابعة هذه المؤسسات العبثية ومقاولي الباطن والذين يؤدون أعمالهم بشكل غير لائق وغير حضاري وغير جدي وبعيداً عن الجودة والجمال، ومراقبة أعمالها ومحاسبتها ومدى التزامها بالاشتراطات المتعلقة بمشروعات الطرق وصيانتها. إن الواقع يا أمانة منطقة الرياض مرير وأليم، فهناك ثروات مهدرة، وطرقنا أصبحت مؤقتة وورشة عمل مفتوحة لكل من هب ودب لمن يرغب في تنمية مهاراته في مجال السفلتة والصيانة، حتى لكأننا استصعبنا الحل ورضينا بالواقع. إن على أمانة مدينة الرياض أن تتلافى كل العيوب بالأساليب والإستراتيجيات التي تراها فعَّالة، حتى تصبح طرقنا طرقاً حضارية وحديثة وأنيقة نتيجة ما يدفع لها من أموال طائلة وميزانيات ضخمة. إن على أمانة مدينة الرياض إعادة النظر في التنفيذ والمسؤوليات ومعرفة الخلل، وإنتاج أنظمة حديثة في إدارة وصيانة الطرق وتشغيلها واستشعار المسؤولية الوطنية الكبرى، وأن تكون إدارتها بفكر اقتصادي وطني مميز بعيد المدى يواكب رؤية المملكة 2030 . إن الدولة -أيَّدها الله ووفقها - تنفق في ميزانيتها المليارات على مشروعات تحسين وصيانة وتجميل الطرق والأرصفة، ولكن مع الأسف الشديد نرى ما يتم تنفيذه على أرض الواقع يخالف ما تهدف له الدولة وتطلعات المواطن، ومن ذلك مشرعات السفلتة التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب والمراد، نتيجة إهمال بعض المؤسسات التنفيذية وعدم قدرتها الفنية والتقنية على التنفيذ الدقيق والسليم، والبعد عن أمانة العمل الجاد والمخلص، والإخلال في تنفيذ البنود، وانعدام الضمير. إن فساد بعض المقاولين وربما غياب الرقابة التامة والمتابعة الدائمة، جعل شوارعنا بهذا الوضع المأساوي الذي لا ترضاه الدولة، ولا يسر المواطن. إنني أدعو أمانة منطقة الرياض إلى التحرك السريع والجاد لمحاربة ظاهرة المقاولين الرئيسي والباطن الذين يعبثون بمقدرات الوطن، ووقف أعمالهم البائسة والتي أفسدت على المواطن عطاءات الدولة وإنفاقها وكرمها، وأنتجت أعمالاً رديئة وبائسة لا تريح القلب، ولا تسر النظر، بل تبعث بالنفس الحزن والأسى والكآبة، وتطوح الروح في متاهات الانكسار والحفر والعتمة والرائحة والمستنقع.