عندما كنت أعمل في إحدى ممثليات المملكة العربية السعودية في إحدى الدول العربية في الخارج واحتجت إلى مساعدة أحد العمال العرب المقيمين في ذاك البلد لعمل وإصلاح أثاث منزلي، وكان رجلاً لطيفًا، تجاذبتُ الحديث معه وكان حديثه مؤثرًا، فقد وصف لي كيف أن بلاده أصبحت في ضياع وخراب كامل بسبب التهاون في الصدق والإخلاص في العمل، والتعطيل وتأخير المعاملات، حيث إنه لا يوجد لديهم أي معاملة خاصة أو حكومية تتم ويرخص لها إلا إذا دفعت عليها الرشاوي بأنواعها وللعديد من الأشخاص في مجمل خطوات المعاملات في كل الدوائر ولجميع الإجراءات.
سألته: طيب إذا أنت رفضت دفع الرشاوي، فقال لي ما يرخصون لك المعاملة وتفشل في مساعيك وتخسر طموحاتك وتخسر أموالك ومشروعك.
وسألني هو: وأنتم في بلدكم كيف الإجراءات والتراخيص لديكم في السعودية، وأخبرته بأننا لم نصل بالفساد الإداري مثلما وصلتم، فأجابني: الله يوفقكم. وزدت على ذلك بأن هناك هيئة لمكافحة الفساد، وأن هناك أحكامًا وقرارات صارمة ضد كل من يعتدي على المال العام أو يرتشي أو يدان بغسيل الأموال، فإن ذلك سيهدم القيم والأخلق ويهدم اقتصاد البلد وتطورها وخططها المستقبلية.
وتحدثت له عن سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وتفاؤل المواطنين بالخير لإدارته وحزمه على كل فاسد وخططه المستقبلية الواعدة ومتابعته لكل مشروع ووضع المعايير والمقاييس على الأداء والكفاءة والإخلاص في العمل ورؤيته الطموحة لعام 2030 للمستقبل.
***
- وزير مفوض متقاعد