محمد بن يحيى القحطاني
حتى اللحظة، فأنت عزيزي القارئ لم تصل إلى مرحلة «فوق الخيال»، مثلما جعل «موسم الرياض» في نسخته الثالثة؛ شعارًا له، إن الخيال عند العرب، هو ما تشبَّه للمرء في اليقظة أو المنام من صورة، أو ما تخيَّل في الذِّهْن من أشياء لا وجود لها في الخارج.
نعم لم تصل، رغم كل هذا الإبهار والدهشة والانبهار والاندهاش، إنك أمام منظومة مؤسساتية تعمل وفق رؤية مخططة، وعمل ممنهج ومدروس، لا مجال فيه للخطأ أو التقاعس.
وعادة ما يرد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ على المغرّدين حين يمدحونه، فإنه يرفض «تجيير» النجاح له، بل يؤكد دائمًا وأبدًا بأن الفضل يعود لعرَّاب الرؤية وكبيرها سيدي محمد بن سلمان، وهذا هو الصحيح والواقع، ولا ينكره عاقل.
ولكن، لا يمكن لأحد فينا أن ينكر أو يخفي الجهود الكبيرة والتفكير «خارج الصندوق» لمعالي المستشار، الذي مارس صلاحياته في تحويل شعار «موسم الرياض»، من «تخيل» و«تخيل أكثر» إلى لحظة مجنونة وصلت «فوق الخيال».
عنوان المقال، مستوحى من تغريدات معالي المستشار اليومية خلال كل موسم، على مواقع التواصل، وهي ألهمتني في كتابة هذا المقال، منذ السنة الماضية، لكن تأخر النشر.
كل من زار مواقع «موسم الرياض»، لديهم سؤال شبه موحّد، هل شاهدت الصور والفيديوهات عن هذه المنطقة أو تلك، ولم تزرها؟ أنت لم تر شيئًا من كل هذا الخيال.
وقد حظيت مع عائلتي بزيارة «بوليفارد وورلد»، وقد جعلت هدفي متابعة ردود فعل الزوار، وخاصة الأجانب، من الوافدين والسياح، ولقد ذهلت كثيرًا من «دهشتهم» وانطباعهم الذي لم يذهلني فحسب، بل جعلني فخور بما يحدث عندنا من تحوّل كبير «فاق الخيال».
لقد استطاع «موسم الرياض» وخلال دوراته الثلاث، أن يلبي مطالب الجميع واحتياجهم في الترفيه والمتعة، بطريقة إبداعية وبكثير جدًا من «جودة الحياة» في المملكة، وقد اهتم كثيرًا بكافة الجنسيات المقيمة على وطننا، وقدم لهم فعاليات، وكأنهم في وطنهم.
ثم لا يمكنني تجاوز ما يتحدث به الجميع، ولمسته شخصيًا، من خلال احترافية كافة العاملين بجميع المناطق، من خلال التعامل مع كافة شرائح الجمهور والابتسامة التي تفارق محيّا المنظمين في كافة مناطق الموسم.
إن «موسم الرياض»، بحلته الثالثة القشيبة، فاق توقعات الجميع، من خلال حديث الشارع، الذي يشير إلى «ذكاء» كبير في تنوعه وتفاعله مع الأحداث الوطنية والرياضية، وإرضائه لجميع الأذواق والشرائح.
إن ما يميز «موسم الرياض»، هو تعدد حالاته الإنسانية، سواء باهتمامه بأسر شهداء الواجب، وكونه بيئة إيجابية وسهلة لأصحاب الهمم، ودعمه للمشاريع الصغيرة ولرواد الأعمال.
إن «موسم الرياض» بدوراته الثلاث، كان واحدًا من أبرز القوة الناعمة للمملكة، فهو ذكي باختياراته وخياراته، وملهم بأفكاره ومدهش بزواره ومتنوع بخدماته، وساحر ساحر مسحورون بكل تفاصيله.
وحين تتحدث عن «القوة الناعمة»، فإن المقصود بها؛ ما يصل للخليج والوطن العربي والعالم، من حديث وتداول مقاطع وصور وأخبار عن «موسم الرياض»، وما يتم حفره في ذاكرة الشعوب والمجتمعات عن المملكة، يا لها من لحظات ملهمة وخلاّقة وداعية للفخر.
شكرًا لك معالي المستشار تركي آل الشيخ ولكافة فريق عملك ومستشاريك، وكل شخص عمل وأسهم في نجاح «أبو المواسم»، فقد «فاق جهدكم كل خيال»، وباتت سمعتكم «عطرًا» في كل مكان، وأصبحت الرياض خيارًا واختيارًا لكل من أراد الاستمتاع.