محمد ناصر الأسمري
هذا العنوان لمقالي اليوم مستنسخ من كتاب ألفته لجنة التكريم في مدنية الطائف من قبل أهالي ومسؤولين قبل ستة أعوام.
حماد السالمي من حفدة الحجاج بن يوسف الثقفي الرجل الداهية سياسياً وإدارياً حزماً وضبطاً.
ألَّف صديقي وزميل الحرف أكثر من 26 كتاباً في التاريخ والآثار والفنون والشعر والألوان الشعبية المتعددة في الطائف وقراياه الممتدة، فكان الخبير الباحث الموثّق المجيد
أسهم أبو أكرم - حفظه الله- في البحث والرصد للعديد من أماكن السيرة النبوية من مسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ومسجد الكوع، وكذا العديد من السدود في منطقة الطائف ووثَّق أماكنها وتاريخ بنائها، ولعل كتابه الضخم ذا المجلدات الثلاثة (شوق الطائف حول قطر الطائف الذي هو معجم موسوعي لما قيل في الطائف من شعر عربي من العصر الجاهلي حتى اليوم وقد ضم المعجم ببلوجرافيا لأكثر من 250 شخصاً من الأدباء والشعراء ممن لم يسبق إليه باحث بالسعة والشمول. وقد كنت محظوظاً أن أهداني عدداً من مؤلفاته تزيِّن مكتبتي وتسهم في إثراء معرفي جميل
رغم كل الجهد الجاد المضني في البحث والتأليف فلم يغفل الرجل عن كتابة المقالات السياسة والاجتماعية في الشأن الوطني والعربي، وتشهد صفحات هذه الصحيفة بالعديد من مقالاته الرصينة المتنورة والمنيرة ولعل كل هذا قد جاء من خلال مكتبته الضخمة التي احتلت جلَّ مساحة منزله والتي بها مئات من الكتب والمجلدات في شتى العلوم والفنون، يستضيف فيها زوار الطائف المدينة والمحافظة من أرجاء الوطن.
أما في قريته الجميلة شرق الطائف فهناك منزل ومزرعة جعلها منتدى ثقافياً أسماه منتدى السالمي الثقافي يستضيف فيه نخباً من مفكري وكتَّاب الوطن وغيرهم محاضرين عن موضوعات فكرية متنوّعة، وكنت من المحظوظين أن أكون ممن استضافهم المنتدى مشاركاً ومحاضراً ونيل تكريم منه -حفظه الله - والالتقاء بمن نخب من رفاق الصبا في مدينة الطائف التي درست فيها الابتدائية وجزءاً من المتوسطة ولعبت في حاراتها والعيش مع سكان المدينة التي هي مدينة الصهر الاجتماعي لما صار مجتمعاً كوزوبولاتينا من مختلف المنابت والأصول في تعايش وحب وسلام.
أخي الأستاذ حماد السالمي لطيف المعشر باسم المحيا عاش مراحل مختلفة من الاجتهاد في العمل الميداني وكسب الرزق قبل أن يكون معلماً للصبيان
عاش والده -رحمه الله - عيش الخوف فقد خطف أبوه أي أبو والد حماد وأمر الشريف الحاكم أن يقتل فترجاه أن يبقي ابنه الصغير فليس له خلف إلا هو فتم ذلك ونجا والد حماد من القتل ويبكي حماد كلما ذكر هذا الأمر!
أتذكر أول مقال كتبته في الاقتصادية قبل أكثر من 30 عاماً حين علقت على مقال كتبه بعنوان: كرا الجبل الذي صار صعباً وقد ورد ذكره في مقال للسالمي ووجد أني لم أذكر سبقه فكتبت مقالاً اعتذرت له وقلت عذراً يا حماد معك واحد من السرقان؟!
عمل الأستاذ حماد صحفياً في صحيفة الندوة ثم استقر به النوى في صحيفة الجزيرة مديراً لمكتبها في الطائف عدداً من السنين وحظي بثقة وتكريم الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير - سلّمه الله.
سلام لك أبا أكرم بكل ألوان الطيف ومدارات الطائف.