سلطان مصلح مسلط الحارثي
استمر فريق الهلال على نتائجه السيئة منذ بداية هذا الموسم، واستمر على مستوياته المتدنية والمتراجعة، كما استمر دياز بـ «العبث الفني» ليقود فريق الهلال لمنحدر خطير جداً، وذلك قبيل انطلاق كأس العالم للأندية، وهذا الخطأ لا شك تتحمله إدارة النادي التي كانت تشاهد»أخطاء» دياز منذ بداية الموسم، وتحاول غض الطرف عنها، حتى وصل الهلال لمستوى «هزيل» جداً، ليضع المشجع الهلالي يده على قلبه، خائفاً من المستقبل، والمستقبل هنا نعني به الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا، وكأس العالم للأندية، تلك البطولة التي تشارك فيها فرق عالمية، ذات مستوى وقيمة فنية عالية، فكيف سيتعامل معها فريق الهلال وهو يمر باسوأ مستوياته الفنية؟
دياز وابنه «المساعد الأول له»، يعبثان فنياً بالهلال، قلناها قبل هذه المرة عدة مرات، ونؤكدها الآن، فما شاهدناه في المباريات الماضية، بمافيها المباريات التي انتصر فيها، يؤكد أن الهلال «يعاني» ويمر بمرحلة صعبة جداً، لم يستطع أن يتعامل معها الأرجنتيني دياز بالطريقة الصحيحة، بل زاد الطين بلة، وقاد فريقه نحو الهاوية بأخطاء متكررة، بدءاً من سوء الإعداد في بداية الموسم، ومن ثم تهاونه في الإعداد في فترة توقف الدوري لكأس العالم، ومجاملته الواضحة والفاضحة لبعض اللاعبين المنخفضة مستوياتهم وعلى رأسهم سالم الدوسري الذي يمر بحالة «توهان»، وانخفاض مستوى غير مقبول، وبالرغم من ذلك يصر دياز على إشراكه كلاعب أساسي، ولا يتم استبداله حتى وهو لايستطيع أن يتحرك أو يملك القدرة على مساعدة فريقه، وما ينطبق على سالم ينطبق تماماً على محمد كنو الذي لم يقدم مايشفع له، كذلك ينطبق الأمر على فييتو «ابن جلدة» دياز، الذي أصبح يشارك في عدة مباريات، ويحصل على فرص لا يستحقها نهائياً، وتلك المجاملات هي إحدى الأسباب التي أحدثت «شرخاً» في فريق الهلال، وجعلته يتراجع كثيراً، ويبقى استبعاد البرازيلي بيريرا لغزاً محيراً، صحيح أن اللاعب لم يقدم الكثير، ولكن استبعاده بهذا الشكل غير طبيعي، فهل هناك مشكلة بينه وبين المدرب؟ أم أن هناك أمراً لا تعرفه الجماهير؟
الهلال أصبح يلعب مبارياته بشوطين مختلفين، أحدهما جيد ولا يصل للمميز، وآخر سيء جداً، وهذا دليل على سوء الجانب البدني واللياقي الذي تحدثنا عنه كثيراً، ويزيد من سوء الهلال، «تخبيص» دياز في التبديلات التي أصبحت «نقمة» على الفريق الهلالي، فاللاعب الجيد يُستبدل، واللاعب السيء يستمر، حدث هذا كثيراً، وآخرها مباراتا الاتحاد والرائد، أمام الاتحاد أبدع ميشائيل وسجل ولكنه اُستبدل، بينما استمر سالم الدوسري الذي لم يقدم مايشفع له، وفي مباراة الرائد، أُخرج كاريلو أحد نجوم الهلال وأقلهم انخفاضاً في المستوى، بينما تُرك فييتو 88 دقيقة وهو لم يقدم ولو لمحة بسيطة في المباراة.
الهلال أمام مرحلة خطيرة جداً، والحل كان في إقالة دياز وطاقمه الفني، ولكن هذا لم يحدث، وهي عادة إدارة الهلال مع كامل احترامنا لعملها الكبير، فهي تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، ومن ثم تتخذ قرارها، وهذا حدث عدة مرات، حدث مع رازفان وحدث مع جارديم، واليوم تأخرت أيضاً في إبعاد دياز، ليقترب كأس العالم للأندية، وتقع في مشكلة ضيق الوقت، الذي أصبح اليوم حجة قوية في يد المؤيدين لاستمرار دياز رغم أخطائه الشنيعة.
اليوم نتحدث عن أيام قلائل ويبدأ كأس العالم للأندية، فإن تمت الإقالة ربما تكون أهون الشرين، ولكن استمرار دياز، وهو يكرر نفس الأخطاء، أمر غير مقبول عند المشجع الهلالي، وربما تكون له انعكاسات سلبية في البطولة الأهم على مستوى العالم، وربما يستمر هذا الانعكاس على ماتبقى من الموسم الرياضي.
تحت السطر:..
_ عادت دورة الخليج للواجهة من جديد، وحركت فينا مشاعر جياشة تجاه هذه البطولة الخاصة التي يجتمع فيها أبناء الخليج في كأس عالم مصغرة، وهذه المرة، عاد عراق الحضارة والمجد لتنظيم الدورة بعد غياب استمر 43 سنة، كان فيها العراق فعلاً ماضياً، وأصبحت أرضه ساحة للمعارك الدولية، وتطاولت عليه الفرس والروم، ونسي أهله أنهم أرض الحضارة والعلم والتقدم، إلا أنه في السنتين الأخريين، عاد شيء من العراق للعرب، وأصبح أبناؤه أقرب لنا، وهذا لا شك يسعدنا جميعاً.
_ عودة العراق للحضن الخليجي والعربي مهمة جداً على كافة المستويات، ورياضياً أسعدنا تنظيمهم لدورة الخليج الـ25، وتواجد الخليجيين في أرض العراق بعد غياب طويل، وهذا ماكان يهدف له قادة دول الخليج وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، اللذين قدما الكثير من الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للعراق سياسياً واقتصادياً.
_ على المستوى الرياضي، تكفلت السعودية ببناء مدينة رياضية في العاصمة بغداد، تحت مسمى «هدية خادم الحرمين الشريفين»، تحتوي على عدة ملاعب من ضمنها، ملعب كرة قدم يتسع لأكثر من 65 ألف مشجع، ودعمت إقامة دورة الخليج الحالية في البصرة، ولعل هذه الدورة تكون البداية نحو عودة العراق لأمجادها على كافة المستويات، والتخلص من التفرقة التي مزقت وحدة أرض كانت مضرب مثل لكل العرب.