علي الزهراني (السعلي)

إن للصمت حضورا يفوق الكلام، يروي عطش الشفاة كلما كان للفم بوابة للكلام أصبح لمتلقيه معنى يفسره على هواه، وهنا يكون الصمت أبلغ من الكلام بل حتى من الكتابة!

وكما قيل في بيت من قصيدة الشاعر الراحل نزار قباني:

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً

:فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ

:كَلِماتُنا في الحُبِّ .. تقتلُ حُبَّنَا

:إنَّ الحروف تموت حين تقال

:قصص الهوى قد أفسدتك..

:فكلها غيبوبةُ.. وخُرافةٌ..

:وخَيَالُ الحب ليس روايةً شرقيةً

:بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ

:لكنَّه الإبحار دون سفينة

:وشعورنا أنَّ الوصول محال

:هُوَ أن تَظَلَّ على الأصابع رَعْشَةٌ

:وعلى الشفاهِ المطبقات سُؤال

فالصمت في حضور وردة هو الجمال بعد رائحتها الزكية

هو النور الذي يسري عبر نافذة الروح، هو الشروق من شمس الحياة هو ضوء ينبثق من تفاصيل قمرٍ يسامر ليلاه الصمت هو طريق معبّد برصيف الأمنيات تنثر الأزهار فيه عطرا، الصمت هو عيون تتأمّل طريق النجاح وأجمل ما في الصمت، عندما يكون المكان كله يدعو للتأمل صمتا للطبيعة، جمالها، بساتينها، ورودها، جبالها الشامخة والتي تنبت في حناياها زهرة مثمرة محمّرة خديها خجلا من قاطفي ورقتها!

إن للصمت حكاية أخرى في حضور وردة من ربيع الكلام من نمير القصص، من روايات بطلٍ يسرد تفاصيل جمال زهرة، من شخصيات كلها مُجَنّدة من كاتبها لرشف رحيق وردة…

تعالوا الآن نسبر أغوار الشعراء والكتّاب ما استطاع السعلي إلى ذلك سبيلا ومنها:

قال الشافعي:

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم

إن الجواب لباب الشر مفتاح

والصمت عن جاهل أو أحمق شرف

وفيه أيضا لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة

والكلب يخشى لعمري وهو نباح

وقال خليل مطران:

بعض السكوت يفوق كل بلاغة

في أنفس الفهمين والأرباء

ومن التناهي في الفصاحة تركها

والوقت وقت الخطبة الخرساء

وعن أجمل ما قيل عن الصمت:

أول العلم الصمت، والثاني حسن الاستماع، والثالث حفظه، والرابع العمل به، والخامس نشره…

في الختام سأهدي وردتي وردة على بساط سطري وفرحي سأعطيها صمتا فوق صمتي، وما بين صمت الصمت وردة ، سأحبّ الورد لأني أعشق تفاصيل ورقها ثمرها رائحتها، سأناديك يا وردتي #بشوق_وردة أشتاق لك سأغادر عطرك سامحيني، لأني بعدك لم ولن أهوى سواك يا أنت الوداع وردتي يا ربيع حرفٍ تشظّى بغربتي.

سطر وفاصلة

وردتي يا حلما تنثّر بالعطر

تمشّط في سطر

تعدّل بالأغاني يا كل الأماني

يا شوقا تسلّق في شراييني

وسكن فؤادي

سأودّعك بلا لقاء

سأضمّك إلي حدّ الارتواء

واطمئني لن أحبك سواك

وارتشف من الشوق يا شوق