حمد بن عبدالله القاضي
*هذه السيرة التي وثقها مؤلفها د. إبراهيم بن محمد أبو عباة بكتابه أجمل ما أصفها بـ: «الصدق»
وهذا أهم ما سيجذب القارئ لقراءتها.
لقد عرفت المؤلف كما وصفه أستاذنا الفاضل معالي د/ عبدالله التركي «بأمانته وصدقه ووفائه وتواصله»
***
بدءا تأثَّرت والمؤلف يصف نشأته بشفافية في ظل شفقة أبيه وحنان أمه.
وما ألطف قصة «السيكل» وقد عشت مثله في رابع ابتدائي نشوة الفرح به.
وما أصدق حديثه عن المعهد العلمي وكأنه يتحدث عن ذكريات أترابه بالمعاهد كلها.
***
وزاهٍ وفاؤك واستدامة صداقتك مع زملائك وأخص الحبيبين د/ محمد الفاضل وأ/ عبدالعزيز العبيدي وقد أصلت بوصفهماثم مررت بمرحلتك الجامعية وبمراحل دراستك العليا.
وشدَّني تقديرك الكبير لأستاذك وأستاذنا الراحل د/ أبوسليمان العثيمين فهو حقاً عالم باحث ومحقق متفرد ورمز للتواضع كما سررت أنك استطعت ترغيب طلابك بمادة النحو حين كنت عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام.
***
لفت نظري بادرة المؤلف بعرض سير مختصرة لمن لهم فضل على صاحب السيرة مثل أساتذته فكتب ترجمات مختصرة لهم ومنهم من ربطتني بهم علاقة وطيدة د/ عبدالله التركي ود/ صالح العلي والشيخ عبدالله السعد- رحمه الله-
***
رحلت معك لمصر وبريطانيا والمغرب عبر ما دونت برحلاتك، وما أعذب ما أوحت به لك تلك الرحلات من ذلك الشعر العذب الذي لا يتسع هذا العرض لإيراد شيء منه.
أما رحلتك للسودان فهي تحتاج باباً كاملاً وبخاصة ما وفقك الله إليه من تطوير للمركز الإسلامي وتوسيع فضاءات عطائه فضلا عما قمت به بالسودان من أعمال مباركة كبيرة كلها ستبقى في تاريخك في خدمة دينك ووطنك وهجاً من ضياء.
***
واصلت رحلتي مع الكتاب حتى رسوت على أحد أهم محطات الكتاب :محطة «معالم في حياتي» وكانت بدايتها وفاة والدك – رحمه الله – ثم انتقالك للرياض مع والدتك وإخوتك- حفظهم الله- ثم حديثك عن وشائج علاقتك بإخوتك وأخواتك أدام الله تواصلكم ثم مع أبنائك ونجاحهم بدراستهم وأعمالهم، «وكان أبوهما صالحا». وختمته بالثناء العاطر على زوجتيك وطيب العلاقة معهما، وما أبهى عدلك بالثناء عليهما
***
ثم كان النزول عند محطتك العملية الكبرى «الحرس الوطني» رئيساً عاما لأحد أهم أجهزته: جهاز الإرشاد والتوجيه وما بثثته فيه من تطوير مشهود من مناشط مختلفة من محاضرات وندوات ونشركتب وغيرها مما نهض به الجهاز
وبحمد الله قدمت خلال رئاستك له أعمالا باقٍ أثرها حتى الآن، ومن أهمها خدمات الحجيج وما نهض به المركز بالجنادرية وغيرها.
ومن توفيق الله أنك عملت مع رجال كبار أشرت إليهم الملك عبدالله والشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري- رحمهما الله والأستاذ عبدالرحمن أبو حيمد حفظه الله.
***
محطة الشورى
عشت معك كل تفاصيلها حيث عرفت المجلس وخبرته وكنتُ ممن عاصروا الرؤساء الثلاثة.. قرأت عن مداخلاتك ومشاركاتك وكانت صائبة وموفقة، وما أصوب اقتراحاتك حول تبكير الجلسات وإقامة مسجد بالمجلس، وكنت أتمنى أن تتم الاستجابة لهما وخاصة بناء المسجد الذي لا يحتاج لتصويت.
وقد كان التوقف للصلاة والاستراحة معمولا به بالدورة الثالثة والرابعة وجزء من الخامسة حيث كانت في اليوم جلسات جلسة صباحية قبل صلاة الظهر وجلسة مسائية بعدها يفصل بينهما وقت للصلاة والراحة والمرور على مكاتبنا.
***
** صاحب الذكريات ورحلة الشعر
*استمتعت بقراءة بعض قصائدك وبخاصة التي لم أقرأها من قبل كإخوانياتك الشائقة التي تحمل المودة لمن توجهت بها إليهم.
وكم كنت منصفا عند حديثك عن بعض الأسر التي خدمت الوطن ومدينتك شقراء كأسرة الجميح فهم كما عرفناهم أهل عطاء وإحسان على المحتاجين وذوو عطاء لجذورهم ومسقط رأسهم شقراء، فضلا عما عرفوا به من السماحة واستقبالهم الناس بعد عشاء كل يوم حيث كما سبق وأن قال عميدهم الشيخ حمد الجميح: إن باب منزلهم مشرع بعد صلاة كل عشاء لم يغلق يوما واحدا- رحم الله- من رحل منهم وحفظ عمدتهم وأبناءهم.
***
**علاقات وصداقات
هذه المحطة وجدت فيها أن علاقات وزمالات الدراسة والعمل والتدريس تحولت عندك مع كثير ممن عاصرتهم إلى صداقات وطيدة، وهذا يعود لما عُرفت به من سجايا مضيئة فضلا عن أنهم يبادلونك ذلك «وشبه الشيء منجذب إليه».
وقد تحدثت بامتنان ووفاء عن بعض هذه الأسماء التي امتدت علاقاتك معهم وبخاصة أصحاب الفضيلة كبار العلماء والمسؤولين الذين عرفتهم إما بحكم العمل أو العلاقة الشخصية.
** *
مشاعر أخوية ونثرية
هذا الباب وثقتَ فيه عبر الحرف والكلمة شعرا ونثرا ما كتبه بعض الفضلاء عنك عبر رسائلهم من تقدير لما قمت به من أعمال بمناصبك التي توليتها فجسدوا مشاعرهم بتلك القصائد الجميلة والكلمات الرقيقة والرسائل العذبة والجميل أنها من مختلف الأطياف من مواطنين وإخوة عرب ومسلمين ممن جمعتكم مواقع عمل أو من واقع رحلات لك معهم.
***
هذه الذكريات وسر النجاح
لقد خلصت من قراءة كتاب محطات العمر لمؤلفه أخي الحبيب الخلوق د/ إبراهيم بن محمد أبوعباة أن سر ما حققه من نجاحات على مستوى عائلي وعملي هو بعد توفيق الله :عذب أخلاقه وجميل تعامله ومضيء محامده وسماحته التي تجعله قريبا منك وأنت قريبا منه منذ أول لقاء بينكما ثم يأتي بعد ذلك تأهيله وخبراته ولكن قبلها سجاياه وقد قال الشاعر الحكيم:
وما تنفع الخيلُ الكرامُ ولا القنا
إذا لم يكن فوق الكرامِ كرامُ
***
*توثيق المذكرات بالصور:
^وفق الله المؤلف العزيز بدعم مذكراته بالصور المعبِّرة منذ أن كان ناشئاً بشقراء ومرورا بصور دراسته وكافة أعماله ورحلاته مما أعطى للكتاب توثيقا حيا عبر اللوحة والحرف.
*الكتاب ذكريات جيل
في نظري الكتاب لم يكن حديثا عن مراحل ومحطات المؤلف الحياتية والعملية فقط، بل هو يمثل ذكريات جيل كامل ممن زاملوه وصادقوه وممن تشابهت معهم محطات دراستهم وصداقاتهم وأعمالهم بخدمة دينهم ووطنهم.
وقد أحسن كثيراً بذكر عدد من هذه الأسماء بدءاً من أصدقاء الطفولة حتى وصل إلى محطته التي بدأ بها بتأليف هذا الكتاب المرجعي متعه الله بحياته.
***
والحمد لله أن المؤلف أصدر مذكراته بعد تردده الطويل وباقة تقدير لمن حفَّزوه على إصدار مذكراته وفي مقدمتهم عزيزنا د/ فهد العبيكان وأ/ محمد الفريح مدير عام النشر بمكتبة العبيكان وثلوثية المشوح المتمثلة بصديقنا المحفز دوما د/ محمد المشوح.
باختزال شديد هذه السيرة تمثل سيرة عصامي ومسيرة جيل.
***
بقى أن أدعو صديق عمره ورفيق دربه ومثيله بشمائله أن يدون ذكرياته وأثق أنها ستكون ثرية ومضيفة لقرائها ألا وهو صديقنا الفاضل د/ محمد الفاضل.