ميسون أبو بكر
«الغرب وحقوق الإنسان» كلما ذكرت هذه الجملة راودني سيل من الأسئلة والاستفسارات عن حقيقة الأمر، وعن حقائق كثيرة بدت واضحة بعد مواقف متعددة سواء إنسانية أو سياسية واقتصادية، لأننا وإن صدقنا قديما هذه الجملة واقتنعنا بها سنجد اليوم متناقضات كثيرة واضحة وجلية تميط اللثام عن حقيقة كانت غائبة بسبب صورة ذهنية برع أولئك في رسمها في مخيلتنا حتى كبرت مداركنا وفندتها أحداث نعيشها ومواقف كثيرة.حقوق الإنسان التي دعا لها الغرب لم تكن لحماية الإنسان وحقوقه؛ بل هي شعارات لغزو المجتمعات والعقول التي تحسبهم منجى، فأين حق الإنسان الغربي الذي يفترش الأرصفة؟ أين حق الابرياء الذين تلوث ابصارهم مناظر الشاذين ومدمني المخدرات والكحول!؟ أين حق الآباء الذين يردعهم القانون عن تربية أبنائهم بالطريقة التي تقيم سلوكهم وترسخ احترام الكبير والقيم والمبادئ!
يعاني الأوروبي من أصول عربية أو إفريقية من عنصرية مقيتة، ويلاحظ من يحتك بتلك المجتمعات معيشة الإنسان القاسية، وغياب القيم واختلال المبادئ والطبيعة الكونية أيضا، من المقلق ان تجلس مع مجموعة كلاب في مطعم وأنت ذاهب لتناول طعامك وعليك ألا تشكو من لعقهم ثيابك ومن إزعاجهم وكل الجراثيم ووبرهم التي تطال طعامك وثيابك! أليس في هذا خلل؟! ان تمنع بعض الدول استقبال اللاجئين من الكوارث والحروب الذين لا بيت لهم ولا مكان ثم تكون البلاد بدلا من الغابات مرتعا للحيوانات!
في تغريدة للدكتورة هند السديري أثارت الموضوع «الغرب يفرض قناعاته هو حسب تاريخه الاجتماعي وممارساته ويلغي حقوق بقية العالم بأن يرعى حقوق الإنسان من منطلقات مجتمعاته وارثها التاريخي الثقافي».الغرب باسم حقوق الإنسان يريد فرض وصاية على الآخر لتحقيق مصالحه الخاصة، وفي رد آخر على تغريدتها «هذا المفهوم يتم توظيفه من الغرب كأداة للتدخلات في شئون الدول والمجتمعات، الأخطر هو الدلالات المختلفة لمفهومي (الحق، والإنسان) في الخبرة المعرفية العربية والإسلامية عن الخبرة المعرفية الغربية، لذلك علينا الانتباه من الوقوع في أسر المفاهيم الدعائية الغربية ومحتوياتها وقضاياها»
كان سجن أبو غريب وأفغانستان مثالاً حياً للحقوق الكاذبة التي أدعتها أمريكا والأكاذيب التي أشبعت بها العالم والكثير من الأمثلة يضيق المجال بجمعها هنا.
في جوهر الإسلام الوسطي نجاة للإنسان وتنظيم لعيشه وسلامته وضمان حقوقه وعدم تعدي أحد على الآخر بعيدا عن الأهواء والمصالح السياسية والاقتصادية التي باسمها عاث الغرب فسادا.
يا مرحبا «بأوروبا الجديدة.. الشرق الأوسط» في زمن غرقت فيه القارة العجوز بالكثير من الأخطاء ونتائج حسابات لم تكن صحيحة، والأمم ترتقي بقيمها، وبقوانين إلهية لا بشرية تتبع أهواء البشر.