شكراً يا أمير منطقة الحدود الشمالية، شكراً من القلب يا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، لا نقولها مجاملة ولا نقولها اعتباطاً، ولم تكن أبداً فقط كلمة يُنطق بها في خطة احتفائية أو مناسبة أو ذكرى، بل هي تعبير يخرج لك بكل صدق يا صاحب السمو من أبناء منطقتك الذين أدركوا بأنفسهم ورأوا بأم أعينهم وتلمّسوا بكل جوارحهم ما قدمته لخدمة منطقتك ومن فيها من مواطنين ومقيمين.
شكراً ينطق بها لسان كل من تابع خطواتك وأنت تقود وتنهل من فكر جدك الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وتترجم أفكاره إلى واقع تتحدث عنه التنمية والبناء والتطوير والتحديث في أنحاء الإمارة بكل محافظاتها وقراها وهجرها، لتشهد منطقة الحدود الشمالية على مدار ستة أعوام نهضة حضارية وتقدماً وازدهاراً في جميع مسارات وقطاعات العمل والإنتاج والحياة، في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.
ستة أعوام قدّم خلالها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية، أقصى طاقاته وجهده، لم يكن مجرد مسؤول يقود التنمية من كرسيه ومن خلف مكتبه، بل كان ذلك المسؤول الذي يكون في مقدمة الصفوف وفي أول ركب التطور والتقدم والتميز، في كل جولاته التفقدية وزياراته غير المبرمجة بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، يضع نصب عينيه المواطن، وجعل همّه الأول كيفية أن يساهم أبناء وبنات منطقة الحدود الشمالية في دفع عجلة التنمية الشاملة الكاملة للوطن، نحو تطلعات واعدة، وآمال صامدة في ظل الرؤية الطموحة 2030.
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، عندما بعث تحية إجلال وتقدير واعتزاز إلى صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله - وابنه صاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، بكلمات تحمل في ثناياها أبلغ التعابير وخالص الشكر لما بذله سموهما في عقود ستة، كونه أكثر العارفين بصنائع رجلين وأفعال أميرين، رفع من مستوى الطموحات وكان نموذجاً للعمل والتفاني في مساندة المسيرة وتعزيز مقومات تقدم المنطقة ورقي مواطنيها، فكأنَّ الشاكر والمشكور هما قلبان ساكنان في جسد واحد هدفه منطقة متطورة ومتقدمة، فها هو يقول: "لقد جئتكم أيها الإخوة محملاً بتوجيهات من القيادة الرشيدة التي تركز على بناء الإنسان وبناء المكان، وسأكون بعون الله وتوفيقه من يعمل معكم على تحقيق طموحاتنا الكبيرة في منطقة تحتل مكانة عالية في نفسي واتجاه مواطنين حملوا في ذواتهم حب هذا الوطن والإخلاص له والولاء لقيادته، ولا يفوتني أن أعبر عن تقديري لما بذله أخي صاحب السمو الأمير د. مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد وقبله سيدي صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله - في جهود تطويرية لخدمة المنطقة، إن أبوابنا مفتوحة لكل اقتراح تنموي ومفيد وفاعل لنعمل يداً واحدة لرفعة هذه المنطقة الغالية وتحقيق طموحات القيادة الرشيدة".
وما أبلغ كلمات أمير منطقة الحدود الشمالية عندما قال في إحدى المناسبات: "لنتشارك جميعاً في بناء غد واعد مشرق ومزدهر لبلادنا عموماً ولمنطقتنا العزيزة الحدود الشمالية خصوصاً كل من موقع مسؤوليته، أود أن أؤكد أن كل مواطن رقم صعب في معادلة البناء والتنمية متى ما أراد ذلك، وإني على ثقة أننا جميعاً نريد ذلك ونسعى له، ولتتضافر جهودنا التنموية أؤكد للمسؤولين والموظفين بالمنطقة على أهمية الالتزام في خدمة المواطن والمقيم بأعلى جودة وكفاءة".
في منطقة الحدود الشمالية ملاحم من البناء والتنمية، كانت نتيجة للنظرة البعيدة والإستراتيجية الناجعة والتعدد التنموي، التي ملكَ الأمير فيصل خلطتها السحرية، منذ أن قدم إلى الحدود الشمالية مسؤولاً قبل أن يكون أميراً، يحمل في يده اليمنى قرار "شرف الثقة"، وفي قلبه "بشريات المستقبل"، وفي عقله "تميز الغد"، جاء إلى المنطقة ليشكل رمز النجاح، ومنبع الاطمئنان، وراسم البذل في كل ناحية، لينعم "أهالي منطقة الحدود الشمالية" سواء في الحاضرة أو في البادية بكل مكنونات العطاء الإنساني والرقي الاجتماعي والانتماء القيادي.
وقد أطلقت إمارة منطقة الحدود الشمالية خلال الفترة الماضية عدة مبادرات في شتى المجالات التنموية وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 للقطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية منها "مبادرة مسائية رؤية المملكة 2030" الهادفة إلى عقد لقاء مفتوح للقيادات بالإدارات الحكومية والمنشآت الخاصة وغير الربحية بهدف شرح وتوضيح رؤية المملكة 2030، كما تبنت إمارة المنطقة مشروعاً لتحفيز القطاعات الحكومية والخاصة من خلال إطلاق جائزة تحفيزية باسم "جائزة منطقة الحدود الشمالية كفو" وتستهدف تحفيز أبناء المنطقة ومؤسساتها من أجهزة حكومية وشركات خاصة ومؤسسات غير ربحية للمبادرة في العطاء والإسهام في التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، وحرصت إمارة المنطقة على إطلاق المبادرات البيئية في إطار رؤية 2030 التي تستهدف تحقيق استدامة بيئية للحد من التلوث بمختلف أنواعه، ومقاومة التصحر بتنمية الغطاء النباتي. شكراً أبا خالد، شكراً على بذلك وعطائك، ونحن في أتم الثقة من أن منطقة الحدود الشمالية مقبلة على مرحلة أكثر إشراقاً من مراحل مسيرة بنائها ونهضتها وتقدمها في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وحُقَّ لأهالي منطقة الحدود الشمالية أن يحتفوا بمرور ستة أعوام على تعيينك حاكماً إدارياً لمنطقة الحدود الشمالية، وذلك في ذكرى يوم الاثنين 25 رجب 1438هـ الموافق 22 يونيو 2017 م، وربُّ العالمين يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك. شكراً فيصل.