حميد بن عوض العنزي
ضم الدرعية لتكون خامس المشروعات الكبرى في صندوق الاستثمارات العامة يشكل تحولاً مهماً في استراتيجية استثمار المدن التاريخية بما يمكن من استمرار التطوير والمحافظة على المكونات الأساسية لها، ولو عدنا إلى الماضي القريب لعرفنا أن الدرعية رغم تاريخها السياسي والعمراني الذي يتجاوز الـ 300 عام، كانت خارج حسابات الاستثمار السياحي الحقيقي.
اليوم سمو ولي العهد يعيد تعريف الاستثمار بفكر جديد وبأساليب مبتكرة وعبر آليات وإجراءات محوكمة تستهدف بمفهومها الشامل والعميق خلق كيانات استثمارية ذات قيمة مضافة وبنفس الوقت تتكامل مع متطلبات تحسين الصورة الذهنية للبيئة السياحية، والتي هي أيضا جزء من متطلبات الصورة الذهنية لدى العالم الخارجي بما تحويه من مناطق تاريخية وأثرية وسياحية.
عندما تدار مثل هذه الأماكن التاريخية المهمة التي بمستوى الدرعية بفكر استثماري فإن ذلك يوفر الموارد المالية التي تخدم استدامة المكان وتبقى عناصر الجذب الموجودة فيه فاعلة ومتجددة.
الدرعية بما ما تحتضنه من المعالم الثقافية والتراثية، كحي طريف التاريخي الذي يعد أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إضافة إلى العديد من المقومات التراثية التي ستجعل من المشروع وجهة جاذبة وفريدة ضمن مشروعات الصندوق يسهم في إضافة مكون اقتصادي قوي قادر على خلق الوظائف والمشروعات المبتكرة لتكون أحد أهم الوجهات السياحية بالعالم.
باهتمام ولي العهد تشهد صناعة السياحة في بلادنا نقلات غير عادية وذات بعد استراتيجي بكل الاتجاهات سواء مستوى الاقتصاد أو السياحة وبناء الصورة الذهنية للسعودية الحديثة.