عثمان أبوبكر مالي
تعتبر جماهير الكرة والرياضة حلاوة ملاعب المباريات و(فاكهة) الألعاب الرياضية، وتهتم (المؤسسات الرياضية) في كل مكان بها، وتحرص على حضورها للمباريات وزيادتها في المدرجات، لما تضفيه من بهجة ومتعة ورونق خاص أثناء سير المباريات، ولما تمثله من وجاهة وسمعة.
حتى على مستوى الاتحادات الدولية القارية والمحلية، تجد الجماهير الرياضية اهتماماً وتركيزاً وحرصاً على حضورها وتواجدها في المدرجات، وتُسَهَّلُ لها كل السبل التي تزيد من حماسها ورغبتها وتدفعها إلى الذهاب للملاعب والمدرجات.
هذا المنهج أو الأسلوب هو أيضاً قائم وموجود في الرياضة السعودية، بل هو أحد أهداف ومؤشرات التغير والاهتمام بالرياضة ضمن (رؤية السعودية 2030) التي اهتمت بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بحياة الإنسان السعودي، ومنها الاهتمام بالرياضة ممارسة وحضوراً، وليس أدل على هذا القول من السماح للأسر بالذهاب إلى الملاعب والحضور في المدرجات، وتحفيز الأندية بالاهتمام بذلك من خلال (الفعاليات) الخاصة التي تقيمها والتي تدخل ضمن نطاق برنامج أو عناصر (الحوكمة) في الأندية الرياضية، من خلال أحد (المعايير الخمسة) المعتمدة، والتي تخول الحصول على دعم إضافي، وأقصد معيار (الأنشطة التسويقية والفعاليات) التي تقام أثناء المباريات.
أهم ما يجب الاهتمام به لتشجيع الذهاب إلى المدرجات وحضور المباريات، بشكل مستمر، وحتى يصبح ذلك من روتين الحياة العام، وضع أسعار (رخيصة) لتذاكر المباريات، تكون في متناول الراغبين وكافة المستويات، وخاصة الأسر التي لديها عدد كبير من الأفراد في سن الشباب، تهتم وتحرص على حضورهم المباريات، بشكل فردي أو جماعي، دون أن يمنعها من تحقيق ذلك المبالغة في الأسعار من خلال القيمة (المرتفعة) التي تحددها بعض الأندية، وليس هناك مبرر (مقنع) ومقبول يعطي لها الحق في فعل ذلك، مهما اجتهدوا وقالوا، وهي اجتهادات خاطئة، لابد من رفضها، بل لابد من منعها ووقفها من خلال وضع آلية وفرض ضوابط واضحة وثابتة وأسس محددة تحكم عملية تسعير التذاكر، وأن تكون وفق (معايير) محددة، مثل قوة وأهمية المباراة والمسابقة و(مرحلتها) والحضور المتوقع لها وسعة الملعب، أيضاً وقت وموعد المباراة (في وسط أو في إجازة الأسبوع) ويكون ذلك من قبل وزارة الرياضة، وذلك من مسؤوليتها فهي من يملك الأندية وهي من يصرف عليها وهي من يملك الملاعب ويعتني بها، ولا يجب أن يترك الأمر بيد رؤساء بعض الأندية، فالمدرجات ليست سلعاً استهلاكية، ولا بضاعة تجارية أو قطعاً سكنية تترك في أيدي (تجار ) يمارسون فيها جشعهم وتسلطهم وعبثهم على المشجع البسيط.
- كلام مشفر ..
- رؤية السعودية 2030 جعلت من مرتكزاتها (ضرورة رفع معدل ممارسة الرياضة) من قبل الإنسان السعودي وأحد أهم وأول السبل لذلك أن يتعود على التفاعل مع الرياضة، وجعلها أحد عناصر روتين حياته اليومي من خلال الحضور والمتابعة والتشجيع ومن ثم الممارسة بكل درجاتها ومستوياتها.
- أسعار تذاكر مباراة بطولة كأس موسم الرياض (الاستعراضية) الكبيرة بين فريق (منتخب النصر والهلال) ضد فريق باريس سان جرمان، حدد بمبلغ 60 ريالاً أسفل الواجهة و40 ريالاً جانب المنصة و35 ريالاً خلف المرمى، وأسعار تذاكر مباريات بطولة كأس السوبر الإسباني بمشاركة فرق ( ريال مدريد وفالنسيا وبرشلونة وريال بتيس) الممتازة 300 ريال والواجهة الموحدة 79 ريالاً وخلف المرمى 39 ريالاً.
- بينما وضع نادي الشباب أقل سعر لتذاكر مباراته الدورية (المؤجلة) أمام الاتحاد بمبلغ 150 ريالاً، والمباراة لعبت يوم الاثنين (وسط الأسبوع) دون مبرر لذلك، سوى (استغلال) جماهيرية نادي الاتحاد، والغريب أن إدارة الشباب ردت باستفزاز على اعتراضات الجماهير واستيائهم من الأسعار بأنها ستفعل ذلك في مبارياتها الجماهيرية القادمة.
- الكلاسيكو الثالث لفريق الاتحاد في الدوري خرج بالتعادل، ويكون بذلك خسر سبع نقاط من تسع، وهذه حصيلة كبيرة لفريق يريد المنافسة، فيخسر مثل هذه النقاط أمام المنافسين المباشرين مبكراً، وهو ما يقلل من فرص الحصول على مركز متقدم في الترتيب.
- الوقت مبكر لحكم قاطع في هذا الاتجاه، غير أن الواضح أن هناك قناعة كبيرة عند كثير من الفنيين و(المنصفين) بعمل وأداء المدرب السيد نونو سانتو، صحيح أن هناك ملاحظات وأخطاء يرتكبها، لكن الصحيح أكثر أنه يبادر إلى التصحيح والتعديل، لكن أكثر ما يخذله (ضعف) الأدوات التي يمتلكها، وعدم قناعته الواضحة ببعض الأسماء رغم إشراكه لها.