محمد العبدالوهاب
لم يكن افتتاح بطولة خليجي 25 بالبصرة مجرد احتفال واحتفاء بانطلاقة بطولة رياضية كما هو معتاد كمراسم وبرتكولات فحسب، بل هي أعمق وأعظم من ذلك بكثير، ولعل من أهمها كعنوان بارز مليء بالفخر والاعتزاز، إشراقة حلم وبزوغ أمل طال انتظاره طويلاً بعودة العراق لحضنه العربي مجدداً، بعد فقدنا له لسنوات خلت من الأسى والحزن، بعد ما كانت مهوى العرب لا سيما من الخليج وتحديداً السعودية والكويت بحكم الجوار المباشر يقصدونها للسياحة والتجارة وللمشاركة الثقافية والتراثية والاستمتاع بالفن العراقي الجميل.
.. أقول ها هي عراق العروبة تعود مجدداً، وعبر بوابة الرياضة تحديداً والتي بمثابة (العلاقات العامة) كألفة ومحبة وتآخ تربط الدول والشعوب تحت شعارها المبهج.
... ما أجملها من مناسبة وما أروعها من مضياف نشاهده اليوم من أبناء شط العرب أشبه بالعرس والفرح وسط استقبال تاريخي لـ8 منتخبات بعد عقود من الزمن إلا ما يربو عن 44 عاماً تحديداً من استضافتها لبطولة خليجي 5، عام 1979 ببغداد.
* * *
امتداداً للحديث نفسه ومن باب الشيء بالشيء يذكر، فقد عادت بي الذاكرة إلى بطولة خليجي 5 والتي لا أزال استوعب أحداثها ومبارياتها وأهدافها وأهم رموزها من إداريين ولاعبين ومعلقين على مبارياتها فضلاً عن كونها البطولة الأولى للعراق كاسرة احتكار الأزرق الكويتي كبطل للدورة أربع مرات منذ انطلاقتها الأولى، ولكثرة اللاعبين الذين بزغت نجوميتهم بدءاً بماجد عبدالله هدافها، وصالح النعيمة الذي اختير من بعدها كابتناً للعرب، مروراً بنجوم كثر بهذه البطولة أمثال محبوب جمعة وعادل عباس (الكويت) وحسين سعيد وفلاح حسن (العراق) وإبراهيم زويد وحمود سلطان (البحرين) وعنبر بشير ومحمد غانم (قطر) عبدالكريم خماس والطلياني (الإمارات). وأتذكر رموز المعلقين أمثال خالد الحربان، زاهد قدسي، يوسف سيف.
... ويبقى السؤال مطروحاً عبر كل زمان:
ما الذي أضفى على التجمع الخليجي من الألفة حتى الآن؟
- أجزم - بأنه الحس والجمال، ومنه أستطعت أن أعود إلى الذاكرة وألقى الجواب - غير القابل للجدل والنقاش-: خليجنا واحد، مصيرنا واحد، شعبنا واحد.
* * *
مخيم الإبداع.. يواصل الإمتاع
امتداداً لمبادراته الجميلة والمشرِّفة والتي يرى القائمون عليه بأنه يتأتى من منبع مواطنتهم الحقة تجاه محافظة عنيزة وما تتطلبه منهم بإبرازها كواجهة سياحية ومضيافة تعكس مدى ترحيب أهاليها الكرام بزوارها ممن هم داخل الوطن وخارجه، وبالتالي نقل كل ما هو معلم بتلك الواحة الحالمة، والتي تعتبر اليوم سلة غذاء فضلاً عن كونها منبعاً للطبيعة الخلاَّبة تبرز من خلالها جمال ورونق الغضا.
... لعلي بهذا كله أريد الاسترسال بالمشاركات القيِّمة والجديرة بالذكر تفاعل مخيم الإبداع بعنيزة بكل نشاط ذات علاقة بالتوعية والتنمية وبكل ما له من شأن وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاعات الأهلية بالمحافظة، بداية من المناسبات الوطنية والتي كان آخرها اليوم الوطني ويوم التأسيس، إلى الأمس القريب بالاحتفاء والتكريم لنادي النجمة بمناسبة صعود ناشئيه للممتاز، ولشبابه بتحقيقهم بطولة منطقة القصيم بحضور مجلس إدارة النادي ولاعبيه.
.. ففي الوقت الذي نشكر لمخيم الإبداع تلك المبادرات الجميلة للرياضيين والذي يؤكد أنهم ليسوا بمعزل عنه، فإنني وعبر مقالي هذا أناشد رجالات الأعمال والقطاعات الأهلية والخاصة بالدعم المعنوي والمادي للمخيم الساعي حقيقة لجعل المحافظة واجهة سياحية لتترجم من خلالها التأكيد لمقولة - عنيزة باريس نجد - قولاً وفعلاً وعملاً عبر تطبيقه على أرض الواقع.
* * *
بعيداً عن الرياضة
لا شك بأن للأسرة دوراً إيجابياً وملموساً في تنشئة الأبناء على أسس سليمة وتعويدهم منذ الصغر على التربية وإرشادهم وزرع الثقة فيهم وبمشاركتهم باتخاذ القرار وبصورة صحيحة وقويمة ترتكز على الأخذ بكافة الخطوات المؤدية نحو تحقيق الأهم في عملية بنائهم ورسم وتشكيل شخصيتهم ليتم تقديمه للمجتمع كمنتج صالح جدير وقويم ذي أهلية، وذلك من خلال الحفاظ عليهم من جلساء السوء، أو ذوي السلوك والنهج - غير السوي - والذي عادة ما يؤدي إلى طرق المهالك القاتلة كالفكر الضال أو تعاطي المخدرات أو غيره.
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الجهات الأمنية ومكافحة المخدرات وما يقومان به من قدرات هائلة في التصدي لمحاولات ترويج وتعاطي المواد المخدرة، ولعل ما قامت به وزارة الشؤون الإسلامية من مبادرة قيمه وداعمة، بالتوجيه نحو تخصيص خطبة الجمعة الماضية وبكافة جوامع مناطق المملكة للحديث عن خطر المخدرات ومن ضمنها مادة الشبو المدمرة للعقل، لدليل على خطورة ما هو قادم على قتل الشباب، بيد أن ظاهرة بدأت تلوح بالأفق وتنذر بعواصف من التحديات الهالكة منها ما تغيب العقول بأفكار هدامة بمسكرات ومخدرات مغيبة مضلة، مشيرة إلى أهمية دور البيت والتعليم والإعلام بالمشاركة المجتمعية الرامية إلى الدعوة والتوعية من تلك الآفة التي بدأت تغزو شباب الوطن.
* * *
آخر المطاف
نادراً ما يمكن العثور على التميز، والأكثر ندرة هو أن يتم تقديره.