عبد الله سليمان الطليان
الفشل أو الإخفاق عادة ما يمر على كل فرد في هذه الحياة ذكراً أو أنثى، في مواقف وتجارب مختلفة، هناك من يواجه وبقوة وبدون انكسار أو خضوع أو هزيمة لهذه المواقف التي لها تباين واختلاف في الأثر لمسيرة حياة الفرد في المجتمع.
سوف نأخذ الأثر في مرحلة متقدمة وهي مرحلة الطفولة التي تعتبر هي الأساس في تنمية القدرة على المواجهة والتصدي لحالة الفشل أو الإخفاق، فما هو الأمر الذي يساعد على هذا؟ وكذلك الأمر الذي يزيد الطين بلة ويدمر حياة الفرد المستقبلية ويجعله يعيش وضعاً قد يكون أحيانا يبعث على الرثاء؟، هناك عوامل مهمة تقع على عاتق الأسرة من خلال الأب والأم التي تعتمد على التشجيع والمؤازرة والتحفيز بكل أنواعه لكافة الأبناء بدون استثناء، التي هي الدافع القوي في تخطى حالة الفشل أو الإخفاق، ولا يكون الأمر عكس ذلك في التفرقة والتمييز بين الأبناء الذي نجده أحيانا في الكثير الأسر التي تعيش تعاسة وشقاء بسبب ذلك، وليت هذا الأمر يتوقف عند هذا، بل يتعداه إلى التقريع والتوبيخ والازدراء والاحتقار بكلام مقذع مع الأسف، هذا في مجمله يؤدي إلى نسف كيان الأسرة وتشتتها، وأنا هنا استثني حالة انفصال الوالدين والتي لها توابع أكبر.
ان مرحلة الطفولة صفحة بيضاء يترسخ فيها كل حدث ويظل محفورا في العقل حتى مع تقدم العمر، فإذا لم يعالج مفهوم الفشل والإخفاق معالجة بطرق سليمة وصحيحة في هذا المرحلة فان حياة الفرد ونموه والانتقال من مرحلة إلى أخرى سوف تبقى في حالة من الضياع والتشرذم والفوضى، والذي هو الآن عنوان في الكثير من المشاكل التي لا يستطيعون بعض الأفراد في المجتمع في مواجهتها.
عندما اخرج من إطار الأسرة مع انها هي الأساس في هذا الموضوع، وبلمحة بسيطة عند دور المدرسة التي كنا نسمع أن الطالب فلان (راسب) واثر هذه الكلمة على نفسية الطالب التي تبقى معه حتى مع تقدم عمره، والتي يمكن أن نقول انها تغيرت مع الوقت، واستبدلت بعبارة (عدم تجاوز) أو عبارة (الإجابة لم تكن بالمستوى المطلوب) أو (لم يحصل على الدرجة المطلوبة) هذا العبارات تعطى اثرا بسيطا على النفس قياساً على كلمة (راسب) وخاصة إننا كنا نطبقها على جميع الطلاب بالكتابة في شهادتهم وهذا خطأ.