عبد العزيز الهدلق
بعد أن هدأت عاصفة حضور البرتغالي كريستيانو رونالدو للرياض، وبعد أن ركد رمي ممول الصفقة والمتكفل بها، والذي تشتت بين نادي النصر وتكتل اقتصادي، وبين نادي النصر ومجموعة رعاة ومستثمرين، ومابين شكر العضو الداعم على تكفله بالصفقة، تبين في النهاية أن الصفقة لاعلاقة لها بإدارة النصر ولا مجموعة مستثمرين، ولا تكتل اقتصادي، ولا مجموعة رعاة. فهي ممولة بالكامل من الدولة من خلال وزارة السياحة. حيث يستفيد النصر من اللاعب لمدة سنتين كدعم لقطاع الرياضة، ثم يستمر اللاعب مرتبطاً بالعقد كسفير ومروج للسياحة السعودية ولمدة خمس سنوات. وقد ذكر هذه التفاصيل المتخصص في التسويق والاستثمار الرياضي الأستاذ خالد الربيعان. في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة mbc الأسبوع الماضي.
وهذا التمويل الحكومي السخي لاستقطاب نجم كبير بحجم رونالدو وإدخاله وسط منافسات الدوري المحلي السعودي يستوقفنا للتساؤل عن مدى اختلال عناصر عدالة المنافسة بين الأندية. فالنصر في هذه الحالة حظي بتمييز وتفضيل واضح. وقد فطن لهذه النقطة بالذات سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي حيث قال عبر حسابه الرسمي في تويتر إن الوزارة ستدعم بقية الأندية لصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريباً. وهو قول يهدف إلى طمأنة جميع الأندية بأن العدالة حاضرة في ذهن الحكومة، وفي ذهن وزارة الرياضة. وأن جميع الأندية سوف تحظى بنفس القدر والاهتمام، وسيتم دعمها بصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريباً.
ويبقى الشيء الذي قد تشعر معه جماهير الأندية باختلال عدالة المنافسة وعدم تساوي الفرص أن هذا الدعم المبكر للنصر سيجعله في موقف تنافسي أفضل، فعندما يحين موعد دعم الأندية الأخرى بلاعبين مماثلين سيكون النصر قد ذهب بعيداً في المنافسة، لأن دعمه سبق الجميع, هذا من المنظور التنافسي، أما من المنظور العام والمصلحة العامة فإن خطوة دعم الأندية بصفقات نوعية وبلاعبين عالميين، غير مسبوقة على مستوى العالم، وتشكر عليها الدولة - أيدها الله- وهذا ما يعكس اهتمامها بقطاع الرياضة، ويؤكد دعمها السخي لهذا القطاع الحيوي، الذي يأتي تطويره في مقدمة مستهدفات رؤية المملكة 2030. وعندما يبدأ نجوم العالم يركضون في ملاعبنا مرتدين قمصان أنديتنا ستكون الرياضة السعودية قبلة أنظار العالم. وسيتجلى ذلك عندما تخوض أنديتنا منافسات البطولة القارية بتواجد هذه العناصر العالمية في صفوفها.
فكل الشكر والثناء لا يكفي لولاة الأمر يحفظهم الله على هذا الاهتمام الكبير، والدعم السخي. ويبقى الدور الأهم على إدارات الأندية لاستثمار هذا الدعم بالارتقاء بمستوى عملهم ومخرجاته إلى تطلعات القيادة يحفظها الله، وإلى مستوى العالمية التي يجسدها وجود تلك العناصر. فنحن الآن نمر بمنعطف مهم نودع من خلاله مرحلة الإدارة بالهواية، والفذلكة، وتحقيق المكاسب بالضغوط ورفع الصوت، منتقلين إلى مرحلة التخطيط، والحوكمة، والتسويق والاستثمار، والمنافسة العالمية. وهي مرحلة لا تختص بها الأندية وحدها، بل تشمل أيضاً الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي يجب أن يواكب هذا التطور بتحديث لوائحه وأنظمته، وأن يكون أكثر حرصاً عند اختياره الكفاءات العاملة في كل اللجان، وأن يعلو صوت العدل في تطبيق الأنظمة فوق كل صوت. فالقيادة حفظها الله تأخذ بيد الرياضة السعودية نحو العالمية، ويجب على الجميع أن يكون مستعداً للتماهي مع هذه المرحلة ومواكبتها، وأن لا يكون حجر عثرة. ومن لا يستطيع أن يكون عنصراً إيجابياً وفاعلاً سيجد نفسه خارج الحسابات.
زوايا..
** ليس هناك أوقح ممن يصف رفع إيقاف التسجيل عن الهلال والاتحاد فيما لو حدث بأنه مهزلة وأن على العدالة في الرياضة السلام, وهو يأخذ مجاناً لاعباً كلف التعاقد معه ملياري ريال.
** عدالة المنافسة وتكافؤ الفرص يفرض رفع منع التسجيل عن الهلال والاتحاد، بعد أن نال النصر خدمات اللاعب كريستيانو رونالدو.
** كلما مضى الهلال في المنافسة محلياً واقتربت مشاركته الخارجية كلما تقلصت استفادته من عناصره الأجنبية. فحتى الآن بيريرا وفييتو خارج الخدمة، وميشيل وماريغا يكتبان سطراً ويتركان آخر.
** بعد أكثر من عشرين عاماً من الضجيج والبكاء المزيف على نتيجة مباراة كأس المؤسس، ظهر إبراهيم السويد واعترف بتعاطيه المنشطات مع أكثر من لاعب, نتمنى أن يكون هذا إيذاناً بإيقاف تلك المناحات المصطنعة. وبكائيات المظلومية البشعة.
** عندما تصدر لجنة الاحتراف أو الانضباط أو غرفة فض المنازعات قراراً أو عقوبة فمن الأفضل أن تنشر حيثيات القرار لتوضح للعموم تكييفها القانوني للقضية. فكثير من القضايا يدور حولها جدل قانوني كبير. ثم تصدر بشأنها قرارات غير متوقعة، هنا يجب أن يعرف الجميع كيف تم التعاطي مع القضية وصولاً لذلك القرار، منعاً لأي تأويل أو تفسير أو زعم بأن القرار لا يتوافق مع نصوص اللوائح.
** الأستاذ مصطفى الآغا يقود برنامج صدى الملاعب منذ أكثر من عشرين عاماً وحقق نجاحات كبيرة ونال جوائز عربية متعددة، كأفضل مذيع، وأفضل برنامج. يواجه اليوم حملة تشويه وإساءة خارج إطار المهنية والموضوعية. ورغم أن فريق الإعداد لديه قد دأب على استدعاء كل ذي ميول نصراوي للمشاركة في البرنامج كناقد ومحلل، إلا أن ذلك انهار كله بسبب درس في المهنية قدمه الآغا لأحد ضيوفه في كيفية النقد المحايد.