الطالب هو الطفل الصغير في مرحلة الطفولة المبكرة التي تبدأ منذ الولادة حتى السادسة من عمره، حيث إنه لا يعلم شيئاً عن هذه الدنيا لما ورد في الأثر فيرضع من ثدي أمه ما يغذيه بيولوجياً ويرافق هذه الرضاعة رضاعته ممن حوله لموروثه الشعبي من عادات وتقاليد فيكتسب فيها ما يكتسبه ويحمل في وجدانه ونفسه كل ما يسمع حتى صوت أمه يعرفه ويفرق بينه وبين الأصوات الأخرى, فهو كالإسفنجة يمتص من حوله كل شيء من الأم والأخ والأخت وبعض الأقارب ويتكون لديه موروث لا بأس به ويسير على هذا المنوال حتى يبدأ مرحلة الطفولة المتأخرة من ست سنوات حتى اثنتي عشرة سنة, وهى مرحلة الدراسة حيث يدخل إلى مجتمع مدرسي جديد في السادسة من عمره وهو يحمل في وجدانه موروثه الذي تلقاه من أسرته جميعاً ويختلط مع المجتمع المدرسي الذي هو خليط من الموروث الشعبي, لأن الطلاب الآخرين يأتون من أسر تختلف في بعض عاداتها وتقاليدها ويكبر مع هذا المجتمع المدرسي ويتكيف شيئاً فشيئاً مع أقرانه ويكوّن بعض الصداقات وتنمو هذه الصداقات.
ثم ينتقل إلى مرحلة يكبر فيها شيئاً وهي المرحلة المتوسطة الدراسية وقد يجد صعوبة في التكيف لأنه دخل مجتمع مدرسي جديد من طلاب وهيئة المدرسة من معلمين ومدير مدرسة وإداريين مثله مثل غيره من الطلاب, ويستمر في هذه المرحلة لمدة ثلاث سنوات ثم ينتقل إلى المرحلة الثانوية وما حصل له في المرحلة المتوسطة سيحصل له في المرحلة الثانوية من طلاب جدد وهيئة تدريس جديدة ويكبر مع هذا حيث يصبح في مرحلة المراهقة ما بين 14-16 سنة ويشعر أنه أصبح شاباً كبيراً مقبلاً على الرجولة مع بعض التغييرات من قوة عضلات وضخامة صوت وعزه ....إلخ وفي هذه المرحلة وما قبلها في المرحلة المتوسطة قد يحصل من بعض الطلاب تنمر بعضهم على بعض في السلوك البدني أو السمعي وقد ينتهي هذا التنمر في وقته أو عندما يتدخل الأخصائي الاجتماعي فينتهي هذا التنمر, ولكن بعض التنمر قد يمتد إلى الجسد من دفع بالأيدي أو الأرجل أو الركل أو الضرب هنا الموقف يحتاج إلى التدخل والمسؤول عن هذا التدخل هو (الأخصائي الاجتماعي أو الطبيب الاجتماعي) الذي أحب أن أسميه بهذا الاسم لدراسة الموقف من جميع الجوانب الأسرية والمدرسية والصحة والجيرة والاقتصادية والسكنية من أجل معرفة دافع هذا التنمر الذي حصل حتى يقف على الأسباب الحقيقية ومن ثم يضع خطة لعلاج هذا التنمر, وقد يحتاج إلى الاتصال أو حضور ولي أمر الطالب بما يضمن عدم تكرار هذا التنمر وأنا أكتب هذا عن خبرة وواقع ميداني عندما كنت على رأس العمل أعمل مع هؤلاء الأحداث الصغار، والله من وراء القصد.