اللغة العربية هي الساحرة الباهرة أحببتها منذ دراستي في المرحلة الابتدائية حيث كنتُ أنا وزملائي نحفظ النصوص الشعرية الرائقة المناسبة لأسناننا في تلك الفترة مثل:
* يا ربنا يا ذا الكرم... يا واهبًا كلَّ النعم
هذا أبي نعم الأبُ... من أجلنا كم يتعبُ
وأمُّنا أنعم بها... من مثلها في فضلها
* فيصلُ عرشك لم يزل... رمز المجد والأمل
* سل صفحة الأيام... تنبيك عن إقدامي
واسأل جميع الناس... عن قوتي وبأسي
* كوكو كوكو بان النور... هيا هيا يا أطفال
* علموها إذا أردتم علاها... فبغير التعليم لن ترفعوها
هذبوا خلقها ورقوا نهاها... وارفعوا شأنها ولا تهملوها
وفي كل مرحلة بعدها يزداد التعلق باللغة العربية الغالية من خلال دراسة قواعدها إضافةً إلى ما تحفل به مناهج اللغة العربية المميزة في هذا الوطن الغالي من نصوصٍ أدبيةٍ اختيرت بعناية من خلال متخصصين أكفاء فأكسبتنا ثراءً لغويًا وفكريًا ورزقنا بمعلمين فضلاء أولوا لغتنا اهتمامها وحرصوا كل الحرص على غرس حب اللغة العربية في نفوسنا ولازلنا وسنظل مدينين لهم- جزاهم الله عنا خير الجزاء- فازداد حبنا للغتنا حتى أصبح منا من اختار التخصص فيها في دراسته الجامعية وعاد إلى صروح العلم: مدارس وجامعات ليواصل مسيرة أساتذته في خدمة اللغة العربية ونشرها وإعزازها بما أوتي من قوة وما يملكه من إمكانات داعمًا طلابه ومشجعًا لهم لينهلوا من معين لغة القرآن الصافي ويرتقوا بعقولهم وأساليبهم من خلال اقتناص درر بحر اللغة العربية الخضم الحافل بكل ما هو جميلٌ وسامٍ مع عدم غفلتنا عن مواصلة مشوارنا مع اللغة المجيدة في تنمية قدراتنا والجد في التمكن منها، ونسرُّ كل عامٍ حين يُقام يومٌ عالمي للغتنا الخالدة ويكون الاحتفاء بها والاحتفال على مستوى الوطن الغالي فتُقبل الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهليه والأفراد إلى التذكير بأهميتها والافتخار بها من خلال إقامة مناشط فكريةٍ وثقافيةٍ وإعلاميةٍ ويتسابق الشعراء ويتنافسون في التغزل بهذه اللغة الخالدة فكتبتُ مشاركًا ومحتفيًا بلغتي الأثيرة:
إليكِ يا لغةَ القرآنِ إكباري
تطيبُ فيكِ أحاسيسي وأشعاري
فأنتِ بحرٌ من الإبداعِ أعشقه
وفيكِ يحلو مع الإمتاعِ إبحاري
وأقنصُ الدرَّ من أعماقِ فاتنتي
لترتوي بجميلِ الحرفِ أحباري
هي العزيزةُ والقرآنُ شرَّفها
إذْ أُنزلت لغةً من ربنا الباري
بها مشاعرُنا تهتزُّ من طربٍ
ألفاظها عذبةٌ ملأى بإبهارِ
سحرٌ حلالٌ ومنها العقلُ مندهشٌ
يغدو بها العقلُ موفورًا بأفكارِ
الذوقُ يرقى بها أنعمْ بآسرةٍ
قلبي يصوغُ لها حُبِّي وإكباري
أهلُ الخطابةِ كم قد كنتِ منهلَهم
وسادةُ الشعرِ كم فازوا بأوطارِ
العاشقون لذاتِ الحُسْنِ يُشغلهم
تنافسُ القربِ يا مرحى بأغيارِ
ينافحون بإخلاصٍ مودتُهم
مُثلى وهم سادةٌ من خيرِ أنصارِ
وقادةُ البلدِ الميمونِ قد قدروا
قدرًا رفيعًا لمَنْ جادت بإثمارِ
ومَجْمعٌ لمليك الخيرِ أسَّسهُ
مُكرِّمًا لغةً ملأى بأسرارِ
يقوم فيه رجالٌ طاب عزمهمُ
بمثلهم يهتدي في ليله الساري
مؤسساتُ بلادِ الخيرِ قد دأبت
في خدمةِ اللغة الغرَّا بإصرارِ
أنعم بصنعهم لله درُّهمُ!
جهودُهم روعةٌ ضاءت كأنوارِ
فلتهنئي لغةَ القرآنِ إنَّهمُ
أبناؤكِ الغرُّ هم هم زينةُ الدارِ
***
تمير- سدير