خالد بن حمد المالك
الأمير محمد بن سلمان لا يشبع من إهداء المواطن مشروعاً بعد آخر، وإنجازاً يلي إنجازاً, فالمواطن على موعد دائم مع سموه في الإعلان عن ما يفرحه, ويسره, ويسعده، ويضعه وبلاده في المستوى الذي تستحقه هذه البلاد وهذا المواطن المخلص.
**
أقول إن سموه لا يشبع، ولا أحتاج إلى التذكير بما سبق أن أعلن سموه عنه من مبادرات, وبرامج, وأفكار, ومشروعات وإنجازات، فهي اليوم مشاهدة على الأرض، بعضها اكتمل إنجازه، وبعضها الآخر قطع مرحلة كبيرة، وغيرها تحت التنفيذ.
**
لكن كلمتي اليوم هي عن إعلان سموه عن ضم مشروع الدرعية كخامس المشروعات الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ليصبح - بحسب تصريح الأمير - واحداً من المشروعات الفريدة من نوعها على مستوى العالم، بما يزخر به من مقومات، ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية.
**
هذا الضم الهدف منه - كما هو مُعلن - يتعلق بجميع العناصر الرئيسة المكونة للهوية الوطنية والثقافة السعودية، ومنها مشروع الدرعية، وما يشكله ذلك من قيمة تاريخية وثقافية وسياسية في تاريخ الدولة السعودية الممتدة منذ 300 عام.
**
أهمية مشروع الدرعية أنه يحتضن العديد من معالم المملكة الثقافية والتراثية، ما يعني وجود مقومات تراثية جاذبة وفريدة تتيح للزوار في الداخل والخارج التعرف على تاريخ المملكة وثقافتها الأصيلة، حيث الفعاليات الثقافية والتاريخية، وزيارة المتاحف، والمرافق المتنوعة.
**
ويأتي الإعلان عن انضمام الدرعية إلى صندوق الاستثمارات العامة ليكون ضمن محفظة المشروعات الكبرى للصندوق التي تضم نيوم، وجزر البحر الأحمر، والقدية، وروشن، وهو ما يؤكد على جهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان في حرصه على الهوية الوطنية والثقافية بجميع العناصر الرئيسة المكونة لهذه الهوية.
**
يُعرف عن سمو الأمير محمد اهتمامه الشديد بجودة الحياة في المملكة، ومشروع الدرعية يقدم لنا مبادرات تساهم في رفع مستوى جودة الحياة في المنطقة، وهو مشروع يتماشى مع إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة التي ينتهجها في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
**
ومن مزايا مشروع الدرعية أنه يساهم في تنويع الاقتصاد المحلي من خلال الإسهام في تطوير وتمكين قطاعات حيوية كالسياحة والثقافة، وذلك لتعزيز مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي بوصفها وجهة سياحية وثقافية رائدة وجاذبة.
**
وسوف يطلق مشروع الدرعية - وهذه من مزاياه - مجموعة من الفرص الاستثمارية الجديدة للقطاع الخاص، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، البناء والتشييد، وتشغيل وإدارة الفنادق، والوحدات السكنية، ومراكز التسوق، والترفيه، والمرافق الثقافية، إلى جانب توفير الآلاف من فرص العمل.
**
على أن هيئة تطوير بوابة الدرعية ستتولى القيام بمهامها التنظيمية والإشرافية لنطاقها الجغرافي، وذلك حفاظاً على تراث وتاريخ الدرعية، بالإضافة لمسؤولياتها المتمثلة في خدمة مجتمع أهالي الدرعية، وإيجاد واستحداث الفرص للشراكة مع القطاع الخاص، الأمر الذي يجعل من الدرعية بعد اكتمال تنفيذ كل مشروعاتها واجهة عالمية ليس لها ما يماثلها في العالم.
**
هذا هو محمد بن سلمان، لا يهدأ له بال، فهو في عمل دائم ومستمر، العمل عنده أولاً وأخيراً، وحساباته أن يغني دولته بالمشروعات العملاقة، وأن تكون المملكة دولة عصرية وحضارية، مع المحافظة على إرثها التاريخي والتراثي، لهذا تتواصل المشروعات، دون أن يشبع سموه أو يتوقف، أو يكتفي بما هو قائم، فتحولت المملكة إلى ورشة عمل، وإلى حركة إعمار تشمل الرياض وغير الرياض، فما أسعد شعب المملكة أمام ما يراه من إنجازات غير مسبوقة، وما أسعده بمحمد بن سلمان.